إنّ مرور الوقت من خلالها متعة حقيقية، فهي قطع فنية بكلّ معنى الكلمة، إذ يتجلّى فيها الفنّ بكلّ جماله؛ ميناء الساعة عبارة عن مسرج وميدان لكلّ أنواع الحِرف اليدوية ومختلف الفنون، مثل الزخرفة والترصيع والطلاء والنقش والغيوشييه، وجميعها تحكي لنا حكايات وأساطير وقصص غرام. إنّ مختلف هذه الفنون والحِرف اليدويّة تبرز كلّ جمالات الطبيعة من نباتات وأزهار، وتُضفي عليها لمسة إبداعية، من خلال الترصيعات بمختلف الأحجار الكريمة ذات الألوان الزاهية أو من خلال الطلاء بالألوان التي تجعل من هذه الساعات قطعاً فنيّة حيّة، لا نتعب من الانبهار بسحرها.
وعت بعض دور الساعات الفاخرة القيمة المعنوية الكبيرة للساعات الفاخرة، فبدأت التعامل أكثر فأكثر مع أشهر الحرفيين والمتخصصين في مختلف الحرف الفنية، لكي يضعوا لمساتهم وخبراتهم ودرايتهم الفنيّة المختلفة على الساعات التي تطرحها، فتكون قطعاً تحمل شحنات عاطفيّة وفنية تتجاوز مهمتها الأولى.
تقف دار "فان كليف أند أربيلس" Van Cleef& Arpels على رأس الدور التي تُترجم لنا ساعاتها الوقت بلغة فنيّة وشاعريّة، من خلال التشكيلات التي تطرحها في كلّ سنة، فتختصر الشعر والرومانسية والفنّ والتاريخ والحبّ في ساعات رائعة ومذهلة، من أشهرها مجموعة "لادي بويتيك ويش" Ladies Poetic Wish . ولتجسيد هذه المفاهيم في الساعات التي تطرحها، تتعامل الدار مع حرفيين مستقلّين، يمتلكون أسرارَ مهن يدوية ضاربة في التاريخ، مثل النقش والغيوشييه والطلاء المصغّر (Miniature painting ) والتقطيع، إضافة إلى تقنية الترصيع (gridless)، التي تتمثل باستعمال الأحجار المتفاوتة الأحجام، فتزيد من بريق السّاعة. كلّ تلك الحِرف تحتضنها حركات ميكانيكيّة في غاية التعقيد. نفس الشيء ينطبق على دار "فاشرون كوستنتان" (Vacheron Constantin)، التي طرحت في معرض جنيف للساعات الفاخرة هذه السنة مجموعة "ميتييه دار" Métiers d’art ، واختصرتها في أربع ساعات فاخرة في غاية الجمال. وتُعتبر هذه القطع بمثابة دعوة إلى السفر عبر مختلف الفنون، ابتداءً من فنّ الرسم اليابانيّ، ثمّ فنّ صنع "الدانتيلا" الفرنسية وفنّ النقش والهندسة عند الأتراك. وتحتضن هذه الساعات فنوناً أخرى، منها: "الإيماي غران فو" l’émail grand feu وفن الترصيع، وفنّ النقش على عرق اللؤلؤ. أما دار "كارتييه" فهي من الدور الرائدة في استعمال مختلف الحرف الفنية في الساعات التي تطرحها، إذ تحتضن ساعاتها رسومات حيوانيّة تكاد تنطق من شدّة جمالها، وبفضل الحِرف اليدوية التي تستعملها. وقد طرحت هذه السنة ساعة تختصر قوّة هذه الدار في هذا المجال، وهي ساعة "بالون بلو دو كارتييه، فلورال ماركوتري بيروت" Ballon bleu de Cartier Florale Marqueterie. تحتضن ميناء هذه الساعة رسم الببغاء، حيث استعملت تقينة "التطعيم بالزهور". وتتمثل هذه التقنية في جمع بتلات الزهور قبل أن تذبل، ثمّ تلوّن، قبل أن يتم إلصاق كلّ بتلة من البتلات الملوّنة على قطعة خشب، ثمّ تقطيعها باستخدام منشار التطعيم. وقد استعملت هذه البتلات كريش للطائر الموجود في الميناء. واستُعمل فنّ الترصيع أيضاً، فوُضعت زمردة خضراء في مكان العين وقطعة من الأونيكس كمنقار.
تمّ إنجاز مختلف مراحل هذه الساعة في ورشة دار "كارتييه" Cartier.
تابعي أيضاً:
ما رأيك باللون الأخضر لمجوهراتك؟
هل تبحثين عن ساعة بتصميم مميّز؟
اخترنا من الجميلة: