استمراراً لمتابعة "سيِّدتي" لقضية مقتل المبتعثة السعودية ناهد ناصر المانع الزيد التي تعرضت للضرب والطعن في الرأس أثناء توجهها إلى معهد اللغة الإنجليزية الذي تدرس فيه في مدينة كولشستر "90 كيلومتراً شمال شرقي لندن"، والتي أثارت ردود فعل واسعة على مستوى السعودية وفي مدينة الجوف تحديداً مسقط رأسها. اتصلت "سيِّدتي" هاتفياً بوالدها ناصر المانع، وهو متقاعد من الجيش، وحاصل على درجة الماجستير في العلوم العسكرية، بالإضافة إلى دورات أخرى في الولايات المتحدة الأمريكية، وبعد أن نقلنا له تعازي رئيس وأسرة تحرير "سيِّدتي" سألناه:
- كيف تلقيتم خبر مقتل الابنة ناهد؟
علمت بذلك الساعة الحادية عشرة من صباح يوم الأربعاء، حيث فضل شقيقها المرافق لها رائد ألا يبلغني الخبر مباشرة، واختار شقيقه الأكبر محمد لتولي المهمة والوقوف إلى جانبي لحظة تلقي النبأ.
- هل أخبركم رائد بتفاصيل عن الحادث؟
في يوم الحادث توجه رائد إلى كلية اللغة التي تبعد مسافة قريبة من منزلهما، حيث تبدأ محاضرته الساعة الثامنة مساء، بينما فضلت شقيقته ناهد البقاء في المنزل والذهاب بمفردها للكلية في تمام العاشرة في موعد محاضرتها، رافضة أن تبقى لمدة ساعتين في انتظار المحاضرة في حال ذهابها مع شقيقها في الثامنة، ولكنها تعرضت للاغتيال، وعند عودة شقيقها رائد لاحظ إحاطة الشرطة بالمنطقة والمنزل، وتم اصطحابه لمركز الشرطة واستجوابه بطريقة استفزازية لمدة ثماني ساعات، ثم أُفرج عنه.
- من وجهة نظرك ما الأسباب التي دفعت لذلك؟
أعتقد أن التطرف والعنصرية هما السبب الرئيس الذي دفع أحدهم للتخلص من ابنتي، خصوصاً أنها تسير محتشمة مرتديةً عباءتها ونقابها الإسلامي، وهو ما أشارت إليه الصحف البريطانية ضمن التكهنات لتفسير سبب الحادث والانتقام بهذه الطريقة البشعة.
يقال إنه تم القبض على مشتبه به ويتم التحقيق معه؟
- حقيقة سمعنا بذلك، ولكن حتى الآن لم تتضح الصورة، ولم يتم الإعلان عن نتائج التحقيقات، وتتولى السفارة السعودية والسفير السعودي في بريطانيا متابعة التحقيقات.
ومتى كان سفر ناهد وشقيقها إلى بريطانيا؟
- قبل أربعة أشهر من الآن، ولكنهما عادا لتجديد التأشيرة في عطلة الربيع، ثم سافرا، وكنا نتوقع عودتهما في شهر أغسطس القادم لتجديد التأشيرة أيضاً، ولكن القدر كان أسرع.
ما ردك على كل من حاول النيل من ابنتك؟
- ابنتي كانت مثالاً للفتاة المسلمة المتمسكة بحجابها الكامل وحشمتها، وتداوم على صيام الاثنين والخميس وقيام الليل، ولا تخرج سوى من البيت للكلية ومن الكلية للبيت، ولو كانت ذات سلوك سيء لم أكن لأسمح لها بالابتعاث من الأساس، ولكنني على ثقة بابنتي وبأخلاقها.
- وهل كانت متفوقة دراسياً؟
كان معروف عنها حرصها على دراستها، وأن تكون من ضمن المتفوقات، وتخرجت في الثانوية العامة بتقدير ممتاز، كما أنها كانت الثانية على دفعتها في كلية التربية قسم الأحياء، ثم حصلت على الماجستير مع مرتبة الشرف من جامعة طيبة بالمدينة المنورة. وتم بعد ذلك تعيينها كمعيدة في جامعة الجوف.
كما تواصلت "سيِّدتي" مع والدة ناهد وسألتها:
كيف تصفينها لنا؟
- هادئة، طيبة، قنوعة، ملتزمة دينياً، لم تكن كبقية الفتيات، فلم يغرها لبس البنطلون أو الضيق، وكانت ترفض استخدام "الواتس أب" بحجة ألا يشغلها عن دراستها وأداء العبادات، وبما أنها الابنة الكبرى في بناتي فكانت تساعدني كثيراً في مهام المنزل، وأذكر أنها بعد الانتهاء من البكالوريوس بقيت لمدة عام كامل في المنزل قبل أن تلتحق بدراسة الماجستير في المدينة المنورة، وتولت في ذلك العام مسؤولية المنزل كاملاً.
- ما وضع شقيقها رائد حالياً؟
متعب نفسياً بعد أن فقد شقيقته وتعرض للاستجواب والتنقل من مركز شرطة إلى آخر، وبعد أن أخلي سبيله ينتظر استلام الجثمان والعودة إلى السعودية، مع العلم أنه لم يسمح له برؤية جثمان شقيقته حتى هذه اللحظة.
وأجرت "سيِّدتي" اتصالاً مع خالد الزيد، ابن عم ناهد، والذي كان يستعد للسفر من مقر إقامته في مدينة ويست ببريطانيا إلى مدينة كولشستر للوقوف إلى جانب ابن عمه رائد الذي يقيم في الفترة الحالية في منزل صديق له بعد أن تم إغلاق منزله من قبل شرطة المدينة كإجراء احترازي، وأشار خالد الزيد إلى أن رائد يعاني من صدمة نفسية من الحادث، خصوصاً أن شقيقته لم يسبق لها أن تعرضت لأي مضايقات أو تجرأ أحد بالتلفظ عليها.
المزيد من التفاصيل الحصرية عن سر المكالمة الأخيرة لناهد مع والديها، والرسالة التي وجهتها الأم للقاتل، وغيرها في عدد سيدتي المقبل 1738.