تحقيق الحلقة الأخيرة من الموسم الأخير من (حريم السلطان)، التي عرضت مساء الأربعاء، في 11 حزيران 2014، أعلى نسبة مشاهدة، واحتلالها المركز الأول في التصنيف الأسبوعيّ، إثر تفوّقها على سابقاتها، لا سيّما على مستوى المشاهدين الأتراك، الذين ازداد عددهم بضعة ملايين، لكونها الحلقة الحاسمة بشأن مسار شخصيات المسلسل الرئيسيّة والقويّة، كالسلطان سليمان القانوني، الذي يقتله المرض خلال غزوته الأخيرة، وابنه الرابع الأمير بايزيد، من زوجته الثانية السلطانة هيام، الذي يُقتل شنقاً مع أبنائه الأربعة بأمرٍ من أبيه السلطان سليمان، وتدفع زوجةُ أخيه، بعد وفاته، السلطانةُ "نوربانو"، زوجتَه السلطانة ديفني إلى الانتحار مع ابنه الخامس الأصغر الأمير محمد (ثلاث سنوات) في جناحها، فيستلم وليّ العهد الأمير سليم الثاني الحكم، لينتهي عهد السلطان سليمان القانوني الذي حقق إنجازات عسكرية وقانونية لم يُحققها أحد من أبنائه أو أحفاده بعده، بل أسهم ضعفهم وتناحرهم على الحكم والسلطة إلى إضعاف الدولة العثمانية وزوالها بثورة مصطفى كمال أتاتورك وأتباعه في العشرينات من القرن العشرين الفائت.
الموسم الأخير يُعلن تفوّق الأمير بايزيد على شقيقه الأمير سليم
أشادت الصحافة التركية بأداء الممثل الشاب أراس بولوت أنيملي، الشهير بمجد في مسلسل (على مرّ الزمان)، الذي اشتهر منذ دخوله (حريم السلطان) بالأمير بايزيد. وقد ركّزت الصحافة على أدائه، ووصفته بالطبيعي والفذّ، خصوصاً في الحلقتين الأخيرتين من (حريم السلطان)، وتحديداً خلال مشاهد مواجهته العسكريّة ضدّ جيش أخيه الأمير سليم الثاني وإصابته بسهمٍ، وجّهه إليه الأمير مراد، ابن أخيه الأمير سليم، حيث كاد يموت به لولا إنقاذه في اللحظة الأخيرة من قبل حارسه الخاصّ الشّجاع "أتماجا"، ثمّ فرّ بعد هزيمته، برفقة عائلته، لاجئاً إلى شاه إيران الذي غدر به بعد دعوته إلى عشاء في جناحه، ليسلّمه إلى رجال السلطان سليمان القانوني مقابل الرضا السلطاني وقبض مليون و200 ألف ليرة ذهبية.
وحاز أراس أنيملي الشهير بالأمير بايزيد إعجاب أهل الإعلام والصحافة في تركيا بأدائه الرائع لمشهد موته خنقاً، حيث أبكى ملايين المشاهدين، بعد أن لم يستجب أخوه الأمير سليم لتوسّله بالعفو عن حياة أبنائه الأبرياء، بل أمر بإعدامهم شنقاً معه. وما كان من بايزيد إلا لوم أخيه على عدم رحمته في لحظاته الأخيرة، ما أبقى أخاه متوجّعاً بسبب تأنيب ضميره الأبديّ، بحيث لم تستطع آلاف كؤوس الخمر أن تجعل العذاب منسيّاً. وأعلنت الحلقة الأخيرة ولادة فنية جديدة للممثل الشاب "أراس أنيملي" بتفوقه أداءً على أداء الممثل أنجين أوزتورك الشهير بالأمير سليم الثاني.
خالد آرغنش بدور السلطان سليمان يتوّج أداءه بمشهد حزنه ووداعه لجثمان ابنه الأمير بايزيد
ولفت الأنظار بقوّة أيضاً بطل (حريم السلطان) الأول، على مدار أربعة أعوام، الممثل خالد آرغنش الشهير بالسلطان سليمان، بمشهد حزنه عند تنفيذ حكم الإعدام بابنه الأمير بايزيد، إذ أسر ملايين المشاهدين بأدائه الرائع في مشهد وداعه لجثمان ابنه الأمير بايزيد وغسله بيديه قبل دفنه، في يوم 25 سبتمبر من عام 1561م، قبل أن يتمّ عامه الـ37.
وبذلك تكون الحلقة الأخيرة المأساوية قد توجّت أداء ممثلين مبدعين، رفعت لهما الصحافة التركية وجمهورها القبعة بإعجاب واحترام كبيرين، بعد أن أثبتا أنّهما ممثلين رائعين بامتياز.
المشاهد العسكرية تسبّب الآلام للأمير بايزيد
ومن الجدير بالذكر أنّ أداء الممثل الشاب أراس بولوت أنيملي مشاهده العسكرية بقوّة جسديّة عالية قد أصابه بآلام حادّة في عموده الفقري وعضلات ساعديه، إذ شوهد قبل بثّ الحلقة الأخيرة من (حريم السلطان4) خارجاً من مركز طبيّ للعلاج الطبيعيّ. وحين سألته الصحافة عن مرضه، طمأن الجميع بالقول: "لا توجد لديّ أيّ مشكلة صحية صعبة بحمد الله. لكنّ أدائي المشاهد العسكرية لساعات طويلة يوميّاً، وحملي الدروع الثقيلة، وارتدائي البذلة العسكرية المعدنية، شكّل لي ثقلاً وضغطاً كبيرين على عمودي الفقري، وسبّب لي آلاماً مبرِّحة. وقد نصحني طبيبي بالخضوع لجلسات علاج طبيعيّ، لمدّة قصيرة. وهذا أمر عادي، وغير خطير، ومستعدّ في أيّ عمل مهمّ لتكرار مشاهدي العسكرية وركوب الخيل والقتال فوقها".
معرض اسطنبول سيعرض أحداثاً وشخصيات ومجوهرات وأزياء خاصّة بمسلسل (حريم السلطان)
نجاح الموسم الأخير من مسلسل "حريم السلطان" جماهيرياً، بتحقيقه نسبة مشاهدة غير مسبوقة في ميدان الأعمال التاريخية أو المعاصرة في تركيا، جعل معرض اسطنبول، بالتعاون مع شركة "تايم برودكشن"، ومالكها تيمور ساوجي، الجهة المنتجة لمسلسل (حريم السلطان)، يقرّران عرض أحداث وشخصيّات وأزياء ومجوهرات وديكورات مسلسل (حريم السلطان)، مستخدمين أحدث تطبيقات تقنية حديثة للصوت والصورة، حتى يشعر الزائر بأنه يعيش روحياً وبصرياً في زمن السلطان سليمان القانوني، وليحيا قريباً جداً منه ومن المحيطين به، من رجاله وحريمه، الذين شغلوا ملايين المشاهدين بحكاياتهم وحياتهم وأحداثهم، طوال أربع سنوات كاملة، من عام 2011 لغاية 2014. وسيستمتع الزوار بمشاهد وصور غنية وشيّقة ومثيرة هي الأكثر جمالاً وإثارة وواقعية حتّى من المسلسل ذاته، ولربّما تُعرض مشاهد لم تُعرض في المسلسل، لكنها قد تُعرض بشكل ما لزوّار المعرض الذي سيقام على مساحة 2.500 متر مربّع في تركيا.
الموسم الأخير من (حريم السلطان) سيعرض في 100 دولة في العالم
بدأ تيمور ساوجي، منتج (حريم السلطان)، باستثمار نجاح الموسم الرابع من المسلسل في تركيا عالمياً، إذ أعلن في ندوة خاصّة في منتدى للإعلام التلفزيوني في اسطنبول عن إقبال عشرات الدول والفضائيات على شراء وعرض الموسم الأخير من "حريم السلطان" بأسعار عالية، لتفوز بالعرض الحصريّ الأول على شاشاتها، وكشف عن أنّ المواسم الثلاثة الأولى عرضت في حوالى 60 دولة بالعالم. لكنّ الموسم الرابع سيدخل مائة دولة بعد توقيع وكيله في الخارج عقود تسويقه مع كثير من الدول والقنوات الأجنبية.
فيلم (حريم السلطان) باللغتين الإنجليزية والتركية
وأكّد ساوجي نيّته تصوير فيلم (حريم السلطان) قريباً باللغتين الإنجليزية والتركية ليُعرض في كافة دول العالم، من دون أن تقف اللغة عائقاً أمام انتشاره، فيما قد يُدبلج إلى لغات عالميّة كثيرة بأصوات ممثلين محليين، كما حدث في المسلسل، حين دُبلج إلى اللغات العربية والروسية والكردية والهندية والأوردية والإنجليزية والإيطالية والفرنسية وغيرها.
كانت ميرال أوكاي مؤلفة (حريم السلطان) ستستبدل مريم أوزيرلي بممثلة أخرى في الـ13 حلقة الأخيرة من (حريم السلطان4).
ورداً على سؤال خاصّ حول انسحاب مريم أوزيرلي البطلة الأولى لمسلسل (حريم السلطان)، التي نجحت في دور السلطانة هيام، قال ساوجي: "كانت المؤلفة الراحلة ميرال أوكاي وأنا نخطط لتغيير واستبدال مريم أوزيرلي بممثلة أخرى أقدر منها على أداء دور السلطانة هيام في مرحلة تقدّمها في السنّ، خلال الـ13 حلقة الأخيرة. لكنّ انسحاب مريم أوزيرلي السابق لأوانه جعلنا نقرّر إحلال الممثلة وحيدة بيرتشين مبكراً مكانها، بدءاً من الحلقة الأخيرة، من الموسم الثالث، لغاية الحلقات الأخيرة من الموسم الرابع من (حريم السلطان). والحمد لله أننا نجونا من مشكلة كبيرة، ونهضنا بقوّة مجدّداً، وحقّقنا نجاحاً أكبر في الموسم الرابع، واستمتع الجمهور كثيراً بمتابعته".
وأخيراً أثبت الموسم الرابع من حريم السلطان بما لا يدع مجالاً للشكّ أن نجاح أيّ عمل تاريخي أو درامي يعتمد لا على قوة وجمال وحبكة النص فقط أو أداء أبطاله الرائع، بل يعتمد في نجاحه واستمرار نجاحه لسنوات على منتج فنان وذكي ومغامر، يُخطط بذكاء لكيفيّة الاحتفاظ بجمهور كبير من الموسم الأول حتى الرابع، من دون أن يخسر مشاهداً واحداً، بل هو يربح في كلّ موسم ملايين المشاهدين الإضافيين. وقد حقق تيمور ساوجي ذلك عندما لم يفكّر بجيبه، بل فكّر بعقله وإحساسه، فكان يُدخل في كلّ موسم عشرات ضيوف الشرف، رافعاً تكلفته الإنتاجية إلى الأعلى، عاماً بعد آخر، فيما استعاض عن كاتبته الأصلية ميرال أوكاي، بعد رحيلها، بورشة كتّاب سيناريو، هم من أبرع كتاب النصوص التاريخية، وضمّت أشهر الممثلين والممثلات التركيات، وأعطاهم أجوراً عالية في الموسم الرابع الأخير، فيما معظم النجوم الكبار والشباب شاركوا في العمل لينالوا عبره أكبر انتشار عالمي في 100 دولة حول العالم، بما فيها الدول العربية.
تابعوا أيضاً:
أخبار المشاهير على مواقع التواصل الإجتماعي عبر صفحة مشاهير أونلاين
ولمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا أنستغرام سيدتي
ويمكنكم متابعة آخر أخبار النجوم عبر تويتر "سيدتي فن"