خطت دار "فان كليف أند أربلز" Van Cleef&Arpels خطوة تاريخية وفريدة من نوعها، بافتتاحها مدرسة L’école de Van cleef&Arpels لتعليم خبايا وأسرار صناعة المجوهرات وترصيعها. وبهذه الخطوة، ترفع الدار الستار عن عالمٍ، لطالما اقتصر على قلّة من المحظوظين، كما تفتح باب مدرستها لمحبّي وعاشقي المجوهرات الراقية، كي يكتشفوا أسرار صناعة الساعات والمجوهرات الفاخرة وترصيعها.
كنّا من بين الذين لبّوا دعوة دار "فان كليف أند أربلز" Van Cleef&Arpels لحضور الدروس التي تقترحها هذه الدار، في مبناها الكائن في قلب ساحة "فاندوم Vendôme "الباريسية. وبمجرّد دخولنا، استقبلتنا ماري فالاني ديلوم Marie Vallanet-Delhom ، مديرة ورئيسة هذه المدرسة. ولقد اكتشفنا من خلال هذه التجربة مدى شغف وحبّ الاطلاع لدى عدد كبير من عشّاق المجوهرات والساعات الفاخرة، الذين جاؤوا من مختلف أنحاء العالم لحضور الدروس، ومن بينهم طلاب تاريخ وفنّ وترصيع وأحجار كريمة. وقد حضر الدروس عدد من الصحافيين الأجانب والفرنسيين. وقد عبّرت لنا فاليري فالاني عن نجاح هذه التجربة بقولها: "إنّ دار فان كليف أند أربيلس هي دار للتبادل والمشاركة. ولأنّ عالم المجوهرات عالم غير معروف، قرّرنا افتتاح هذه المدرسة لإعطاء فرصة دخول هذا العالم لمن يشاء".
أهمّ الدروس التي تقترحها هذه المدرسة على طلابها تتمحوّر حول عالم الأحجار الكريمة، إذ تسمح بالتعرّف عن قرب إلى خبايا وأسرار الأحجار الكريمة. وقد خصّص اليوم، الذي شاركنا فيه، لأجمل وأفضل الأحجار الكريمة لدى المرأة، وهو "الألماس"، حيث تقترح مدرسة "فان كليف أند أربلز" خمسة عشر درساً عن أسرار اكتشاف هذا الحجر، وتاريخه، وكلّ الأساطير والحكايات، التي أحاطت به، واكتشاف مدى مصداقيتنا عن طريق محاضرات تُقدّم من قبل متخصّصين وباحثين في الألماس، وتشرح أسباب القوة المعنوية والمادية التي يتميّز بها الألماس، وكيف أصبح أشهر وأقرب الأحجار الكريمة إلى الرجل والمرأة على السواء، وعلى مرّ التاريخ، ولماذا كان ولا يزال رمزاً من رموز السلطة والقوة على مدى الحقب الزمنية. وتعتبر هذه الدروس دعوة حقيقية للسفر والغوص في أغوار التاريخ والجغرافيا عن مراحل اكتشاف الألماس وأهمّ البلدان التي عثر فيها على أغلى وأجمل وأندر أحجار الألماس، إلى جانب أشهر الشخصيات النسائية التي ارتبطت أسماؤها بمجوهرات "فان كليف أند أربلز"، والتي من بينها دوقة ويندسورDuchesse de Windsor ، وكذلك أشهر ملوك أوروبا وملكاتها عبر مختلف العصور .
تشتمل هذه المدرسة على مكتبة، تحتوي على أندر الكتب التي تحكي تاريخ الألماس منذ اكتشافه لأول مرة. وقد زرنا هذه المكتبة، واطّلعنا على الكتب التي تحتويها، كما كانت لنا فرصة ملامسة أهم الوسائل التي تستعمل في صقل الألماس وكذلك تقنيات فنّ الترصيع، حيث خصّصت المدرسة ورشة عمل لهذا الهدف. وقد خرجنا من هذه التجربة الرائعة بنظرة مغايرة إلى عالم الأالماس الرائع، واستفدنا بمعلومات لا نجدها في الكتب، زوّدنا بها مدرسو هذه المدرسة بكلّ شغف وعشق، إضافة إلى الإفادة الرسمية التي منحت لنا، والتي تؤكّد حضورنا لأحد دروس هذه المدرسة الفريدة من نوعها.
سيعجبك أيضاً: