رغم الإبهار في إخراج المسلسل التاريخي " سرايا عابدين" وحرفية الفنانين والفنانات المشاركين في العمل، بالإضافة إلى مواقع التصوير المبهرة التي تم تصويرها ما بين قصر محمد علي المتواجد بمنطقة المنيل، وقصر عابدين الموجود بحي الحلمية الجديدة، واستراحة الملك فاروق الموجودة بمرسي مطروح، إلا أن السقطات التاريخية والأخطاء الخاصة بالتاريخ اكتنفت العمل ولم يلتفت مخرج العمل إلى مسألة الاستعانة بمدقق تاريخي لضبط إيقاع التاريخ في العمل.
يقول المؤرخ التاريخي والكاتب الصحافي حلمي نمنم: رغم أنه لم يمر على عرض المسلسل سوي حلقتين أو ثلاث، إلا أن انضباط اللغة المستوحاة من هذا العصر مفقودة، بالإضافة إلى بعض الأخطاء التاريخية، ويرجع ذلك إلى عدم إتقان العمل من قبل القائمين على المسلسل، أو بمعنى أدق لم يستعينوا بأحد المراكز البحثية في مجال التاريخ حتى يتسنى لهم تقديم الوجبة الدرامية على أكمل وجه خصوصاً وان إسناد السيناريو لمثل هذه المراكز لم يكلف جهة الإنتاج مبلغ كبير لكن لكون القائمين على العمل اعتمدوا على السرعة وتحصيل الأموال والاعتماد على الشخصيات المشهورة، بعيداً عن صحة المادة التاريخية المُقدمة"، وأضاف: "في الحقيقة التصوير مبهر في "سرايا عابدين " والفنانون أتقنوا أدوارهم إلا أن ضبط المادة التاريخية أفقدت العمل جزء أساسي في نجاحه".
أما مخرج العمل عمرو عرفة رفض طيلة الأشهر الماضية أن يتحدث لوسائل الإعلام لكننا نجحنا في أن نحصل منه على أول تصريح حول موضوع الهجوم على الأخطاء التاريخية في المسلسل وعدم تطابق اللغة المستخدمة بلغة ذلك العصر، فعندما سألناه أجاب: "لم أهتم طوال مشواري الفني عن ما يردده البعض من أقاويل، وكل تركيزي منصب فقط على إرضاء المشاهدين خصوصاً أن هذا العمل تحمل كل المشاركين فيه عبء كبير، ولكن الذين يهاجمون المسلسل عليهم أن يركزوا قليلاً في تتر العمل لأنني كتبت جملة "دراما مستوحاة " وهذه الجملة تعطي لي حق التصرف في العمل وفق رؤيتي وتصوّري، وبالتالي الهجوم غير مبرر وأدعو المهاجمين إلى الاستمتاع بالمسلسل ونقده فنياً، فهذا حق للجميع ووجهات النظر لا يمكن أن تتطابق".
وأضاف عرفة أنه عندما قرأ سيناريو مسلسل "سرايا عابدين" الذي كتبته الكويتية هبة حمادة، شعر كأنه أمام سيناريو فيلم وليس مسلسل، فإن كل حلقة تعتبر فيلم مستقل بذاتها، وهو ما جذبني لإخراج أولى أعمالي التليفزيونية بعيداً عن السينما".
"سرايا عابدين" هو دراما اجتماعية ضخمة، تدور أحداثه في قالب تاريخي، خلال فترة حكم الخديوي إسماعيل لمصر، من قلب السرايا، حيث يحتدم الصراع والتنافس في أرجاء القصر بين "الحرملك" من أجل كسب رضا الخديوي، كما يتطرق المسلسل إلى الأوضاع الاجتماعية في ذلك الزمن، متخذاً من الوقائع التاريخية خطوطاً عريضة تدور في قلبها الأحداث وتتصاعد ضمنها الحبكة الدرامية.
تابعوا أيضاً:
أخبار المشاهير على مواقع التواصل الإجتماعي عبر صفحة مشاهير أونلاين
ولمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا أنستغرام سيدتي
ويمكنكم متابعة آخر أخبار النجوم عبر تويتر "سيدتي فن"