في كل موسم درامي في رمضان، يرتفع نجوم كبار وجدد لقمة النجاح والتطور والشعبية،ويسقط آخرون في فخ الإسفاف والتكرار. البعض يستخفّ بذكاء المشاهد فيتذرع بأن موعد عرض عمله غير مناسب أو عرض على قناة واحدة وليس على 10 قنوات أو 20 ،والبعض يتهم الحظ بخيانته،والفن لا يوجد فيه ما يسمى حظ أو نحس،وإنما حسن اختيار النص والفريق ،والباقي توفيق من عند الله،فمن هم النجوم العرب الذين تطور أداؤهم ومن النجوم الذين سقطوا في فخ التكرار والإسفاف والإستسهال،وتعاملوا مع الفن كمورد رزق ومهنة لا كفرصة للتجديد والإبداع؟
"فرق توقيت" نص عادي لم يحل دون بروز تطور أداء تامر حسني
مسلسل "فرق توقيت" للمخرج إسلام خيري وللمؤلف محمد سليمان عبد المالك هو التجربة الدرامية الثانية للفنان تامر حسني بعد مسلسله الأول "آدم"، ولا يعرض سوى على على عدد محدود من القنوات المصرية من بينها النهار المصرية حيث لم تحصل على حق عرضه أي قناة خليجية مفتوحة كمسلسله الأول، نصه عادي جداً لا جديد فيه درامياً ولا بوليسياً،وخطه الدرامي يشبه خطوطاً درامية كثيرة سبق طرحها في أعمال وأفلام مصرية حيث تدور أحداثه حول رجل الأعمال الشاب ياسين (تامر حسني) الطيب القلب الذي يتعرض فجأة لمحاولة قتل ويدخل غيبوبة طويلة. فتدور الشبهات حول شقيقه ياسر (أحمد السعدني) إثر خلافات حادة وقعت بينهما،وقريبه وصديقه سميح (ظافر العابدين)،وصديقته ليلى (نيكول سابا) التي بالرغم من إخفائها مسدس شقيقه ياسر لا تشك بالأخير أبداً، لكنها تقلق من وجود المسدس في منزلها الذي قد يعرّض ابنتها الطفلة للخطر في حال وجدته ولعبت به، فتطالبه بأخذه فوراً، وعندما يطمئن الجميع على ياسين بعد استيقاظه من غيبوبته، ومقابلته لهم في العناية المركزة، يختفي فجأة من سريره بالمستشفى،ويعتقد ضابط المباحث أنه خطف،فهل خطف فعلا أم شعر بالخطر وأراد العلاج في مكان أكثر أمناً ريثما يتم اكتشاف الفاعل؟
تامر حسني في مسلسل "فرق توقيت" غير تامر حسني في "آدم" حيث بدا متمكناً من أبعاد الشخصية،وتحسن أداؤه وتطور عن عمله الأول. لكن جزءاً كبيراً من أدائه فيه ملمح من شخصية عمر في ثلاثيته السينمائية "عمر وسلمى" في بعض المشاهد، وللآن يوجد جزء من تامر حسني المغني والإنسان في الممثل تامر حسني في أعماله الدرامية،ويحتاج تامر حسني في مسلسله الثالث المقبل شخصية مغايرة تماماً لما قدم سابقاً،تكون تحدياً حقيقياً له كممثل،وظهور نيكول سابا معه كصديقة لا كحبيبة،وطليقة صديقه طارق لم يكن في صالح العمل،وبدا كل منهما في مكان بعيد عن الآخر،ورغم أداء تامر حسني الجميل فهو يحتلّ نسبة مشاهدة عالية في مصر ولكن ليس في الدول العربية.
بالكراهية والقسوة انتزع مهيار خضور الإعجاب في "طوق البنات"
رمضان 2014 أنصف موهبة الممثل السوري الشاب مهيار خضور بدور الكولونيل الفرنسي فرانس في مسلسل البيئة الشامية "طوق البنات" للمخرج محمد زهير رجب حيث أحسن تقمص شخصية المحتل الفرنسي المتكبر والقاسي الذي يريد إثبات قوته أمام أهل الشام وقادته،فقتل وجرح العشرات من أهل حارة القيمرية ليكرههم على تسليم من حاول قتل الحاكم العسكري المحتل،ولكنهم يرفضون بشجاعة وكبرياء،فحاصر الحارة ومنع عنها الغذاء والماء،فيقرر أبو طالب زعيم حارة القنوات مساعدتهم بخطف الكولونيل من منزله. لكن دخوله إلى غرفة حرم الكولونيل يربكه،فيستغل فرانس الفرصة،ويضربه من الخلف ويأسره،فاعترف كذباً من باب المروءة أنه من اعتدى على الحاكم حتى يفك المحتل الحصار عن حارة القيمرية،وهذا ما حصل،لكن المحتل يصادر ممتلكاته،ويطارد زوجته الحامل وابنتيه. مهيار خضور بهذا الدور أعطاه روحاً جديدة،فملامحه،ومصطلحاته،وقسوته الجسدية والتعبيرية انتزعت كراهيته من قلب المشاهد حيث جسد قبح وشر المحتل بأصدق أداء ممكن. فاستحق الإعجاب والمتابعة،وكان لأدائه تأثير مباشر على المشاهد لم يحققه أحد من زملائه الشباب في المسلسل ذاته،ومتوقع أن يحصد الإعجاب في الحلقات المقبلة برومانسيته .
ومتوقع من الآن استغلال المنتجين والمخرجين نجاحه بهذا العمل بمنحه بطولات مطلقة على غرار تيم حسن وقصي خولي وأقرانه من نجوم سوريا الشباب.
أحمد عز في "الإكسلانس" بلا عز جماهيري
لم يحدث أحمد عز بمسلسله الجديد "الإكسلانس" الذي لا يعرض سوى على قناتين،واحدة مصرية وأخرى خليجية ضجة إعلامية كبيرة أو تأثيراً يذكر على المشاهدين برغم أناقته اللافتة ببدله الملونة غير المعهودة برجال أعمال الدراما العربية،ويعرض مسلسله بهدوء على هاتين الشاشتين بلا عز جماهيري ولا اهتمام نقدي كبير حيث يقدم دور سيف رجل أعمال ثري وناجح وقوي الشخصية يرفض الخضوع لشخصيات نافذة. فتقرر إعطاءه درساً وتحاول تحطيمه عبر تدبير مؤامرة خطيرة ضده. وأحمد عز هنا لا يقدم أي جديد حيث أصبح الأكشن والمؤامرات والمطاردات سمة أعماله التلفزيونية والسينمائية،وكرر نفسه في "الإكسلانس". ويبدو أن قضية نسب التوأم المثارة بينه وبين زينة ربما لعبت دور في تحويل أنظار المشاهدين عن مسلسله إلى أعمال أخرى أكثر جاذبية ،حيث بات المشاهد في مسلسلات الأكشن يتوقع ماذا سيحدث فيها مسبقاً. ومن بين كل نجوم دراما الأكشن مازال يتربع أحمد السقا على القمة لبحثه الدائم عن نص جديد وذكي يجدد طلته الدرامية،و يغيّر به جلده الفني حتى لا يكرر نفسه لهذا غاب عامين عن الشاشة بعد نجاحه المميز في مسلسله الأخير "الخطوط الحمراء".
مصطفى شعبان يواصل إثارة الإستياء والجدل في "دكتور أمراض نسا"
لا يملّ الممثل مصطفى شعبان من اختيار مسلسلات مثيرة للجدل والإنتقادات،فبعدما أثار في عام 2013 الفائت كمّاً هائلاً من الإنتقادات ضده بمسلسله "مزاج الخير" لاحتوائه على كمّ كبير من مشاهد تعاطي المخدرات والخمر والحمل غير الشرعي وأداؤه شخصية تاجر مخدرات،أثار هذا العام نوعاً آخر من الإنتقادات ضده حيث أعلنت نقابة الأطباء المصريين نيتها برفع شكوى رسمية ضده لدى النائب العام لإيقاف عرض مسلسله الكوميدي "دكتور أمراض نسا" لأنه يشوّه صورة أطباء أمراض النسا بظهوره زير نساء عابث،يتعاطى الحشيش والخمر،ويلتقط النساء من الشارع. ودافعت حورية فرغلي من خلال استضافة برنامج "العاشرة مساء" لها على قناة دريم عن المسلسل وعن مصطفى شعبان قائلة: "مصطفى شعبان يقدم الإنسان عمر لا الدكتور عمر،فهل كل طبيب وكل صاحب مهنة مثالي بعد خروجه من مكان عمله؟ هذا عمل كوميدي في الأول والآخر".
مصطفى شعبان بدور طبيب أمراض النسا عمر يقدم شخصية جذابة وكوميدية لا جديد فيها،ولا يهدف مصطفى شعبان منها سوى إضحاك الناس،ويمكن وصفه بالعمل الكوميدي الخفيف الذي لا يضفي أي قيمة فنية لصاحبه ولا للعاملين فيه،فهو بحق عمل مسلي لا أكثر ولا أقل لكنه بالغ كثيراً في مشاهد شرب الخمر مع عمه في البار، وفي فقدانه توازنه في الشارع وفي أشياء أخرى نادراً ما يقدم عليها رجل صاحب منصب أو درجة علمية أو دكتور.