رمضان في البادية المغربية

6 صور

كثيراً ما يتحدث الناس عن أجواء البادية الهادئة، والتي تختلف كثيراً عن أجواء المدينة وصخبها وضجيجها، ولرمضان حلاوة خاصة في البادية المغربية؛ حيث يستقبلونه بحفاوة ويودعونه بحنين.
يستقبل سكان البادية الشهر الفضيل بطريقة خاصة، وذلك يظهر جلياً من خلال الزيارات المتكررة للجيران والأقرباء، وتحضير ما لذّ وطاب من حلويات رمضان، مثل: سلو بإيلان، والشباكية، والمقروط بالسميدة.
كما تظهر حرارة الاستقبال عبر تشييد خيم بجانب المساجد، التي تكون عادة صغيرة؛ لاستقبال الراغبين في أداء صلاة التراويح، كما توزع أبواق متصلة مع المساجد؛ لينتشر صوت الأذان وتلاوة القرآن في جميع أرجاء «القرية».

تقول السعدية الحسوني، 48 سنة، وهي ربة بيت وأم لأربعة أطفال، وتسكن بإحدى ضواحي مدينة الدار البيضاء (دوار حمداوة): إن مائدتها خلال رمضان تكون عادية، حيث تتضمن الحريرة الوجبة الرئيسية، أو الشوربة بالسميدة والشباكية والبيض والتمر والشريحة والمسمن.
لكنها تضيف أنه وبعد صلاة التراويح يتم تقديم طبق العشاء، والذي يكون عادة وجبة دسمة كالطاجين باللحم البقري، أو باداس؛ وهي وجبة تحضّر بدقيق الذرة أو الكسكس بالتفاية (بالبصل والزبيب)، أو بالخضار الذي يقدم مع اللبن الطبيعي، وبعدها يتم تحضير وجبة السحور؛ والتي تقدم فيها «البطبوط» المدهون بزيت الزيتون، والشاي بالنعناع والتمر.
تقول السعدية: إن العديد من الأزواج يقدمون يد المساعدة لزوجاتهم في بعض الأعمال التي يقمن بها عادة، حيث إن بعضهم يجلبون الماء من الآبار إلى البيوت، وآخرون يقومون برعي الغنم، أو حتى مساعدة زوجاتهم في حلب الأبقار قبل الفطور.
سميرة بطاش، 30 سنة، وهي جارة السعدية وأم لطفلين، تؤكد أن رمضان في البادية يتميز بطبيعة المواد التي نستعملها، فالزبد واللبن طبيعيان، كذلك الخبز طبيعي؛ فهو يعجن بقمح طبيعي، ويخبز في فرن طبيعي تتميز به البادية المغربية، والذي يعطي للخبز وكل ما يُطهى فيه طعماً ومذاقاً خاصاً.
تضيف سميرة أنها قضت قبل خمس سنوات رمضان في مدينة طنجة برفقة عائلتها، لكنها تفضّل رمضان في البادية، حيث إن له نكهة خاصة.
سميرة والسعدية وأغلب سكان دوار حمداوة أكدوا أن الوجبات والحلويات وغيرهما ليست هي ما يميز رمضان في البادية، بل ما يتميز به هذا الشهر هو التقرب إلى الله سبحانه وتعالى؛ عبر أداء الصلوات وختم القرآن. تقول سميرة إنه في كل عام تجتمع النساء في المسجد عصراً؛ ليقمن بتلاوة القرآن جماعة، كما يتم تنظيم بعض دروس الدين، وتفسير القرآن، ومحو الأمية.
كذلك يجمعون على أن رمضان فرصة للتقرب إلى الأهل والجيران، حيث يتبادلون الزيارة، ويجتمعون في السابع والعشرين من رمضان على مائدة جماعية، حيث يتم تقديم الكسكس بعد صلاة التراويح، والتي تستمر كما في جميع المدن المغربية؛ من بعد الفطور إلى صلاة الفجر.