كغيرها من العائلات المهاجرة طلباً للرزق، تعيش عائلة محمود أيوبي في لندن منذ ما يزيد على عشرين عاماً، حيث كوّن أسرته المكونة من أربعة أولاد. وكان قد وصل لندن بصحبة زوجته وطفلته الأولى، وتنقل في عدة مهن وأعمال؛ بحثاً عن الرزق؛ حتى استقر به الأمر، وأصبح سائق تاكسي، وهو حالياً يعيش مع هذه العائلة بالقرب من أقاربه أيضاً الذين جاءوا عاصمة الضباب؛ من أجل نفس الهدف.
حياة سورية صميمة
يقول محمود: لم نتوقف خلال السنوات الماضية عن المحافظة على عادتنا وتقاليدنا، ولم نسمح للحياة الغربية بأن تؤثر على طقوسنا أو أي من اتجاهاتنا، وبقينا نحافظ على التراث الشامي، وخاصة في ظل الأحداث الأخيرة التي تشهدها بلدنا الحبيب سورية.
أمسيات رمضانية بنكهة الحنين للشام
يتابع الأب: استطعنا تكوين جالية سورية في شرق لندن، ونمارس الطقوس السورية من خلال دعوات الطعام؛ وغالباً ما تنشط هذه الطقوس في رمضان، وتكون أطباقنا الرئيسية خلال تلك المجمعات عبارة عن أطباق سورية بامتياز، وإن كانت لا تخلو من بعض «فذلكات» الجيل الجديد؛ فمرة نلوّن مائدة الطعام بطبق هندي، وتارة بطبق طلياني، وأحياناً بطبق غزاوي يعرف بالمسخن وهكذا....
دعوات وولائم في رمضان
لا يتوقف محمود وعائلته عن إقامة الولائم وتقبل الدعوات خلال الشهر الكريم، وذلك اتباعاً للعادات العربية عموماً، وعن ذلك يقول: حالياً بدأنا بتنظيم اجتماعات للجالية السورية في إحدى القاعات على مستوى أكبر من نطاق العائلة، ونأمل من الله أن نكون أكثر تنظيماً في الأعوام القادمة.
طقوس العيد
تقول أنجلينا زوجة محمود: أيام العيد يجتمع الرجال صباحاً في الجامع الرئيسي في لندن، ويتبادلون التهاني بعد الصلاة، وبعد ذلك نتبادل الزيارات، وبذلك نكون قد قمنا بأبسط شيء، ولا يتركنا الحنين والشوق للوطن خلال هذه الطقوس، سواء في رمضان أو أيام العيد، ونستذكر طقوس العيد والكعك وكذلك المسحراتي، ونحدث أبناءنا من الجيل الجديد عن هذه الطقوس؛ ليحافظوا عليها.
سيرة العائلة
يتحدث محمود أيوبي عن عائلته التي كوَّنها في المهجر فيقول: أنا وزوجتي أنجلينا وابنتنا ميرنا جئنا لندن في العام 1992، وزوجتي ربة منزل، رزقنا بعد طفلتي الأولى ميرنا (عمرها الآن 23 عاماً تخرجت العام الفائت في الجامعة قسم هندسة العمارة، وهي تعمل في لندن) بغلام اسمه أسيد (تصغير لكلمة أسد)، عمره حالياً 19 عاماً، وهو في سنته الجامعية الأولى قسم الرياضيات وابنتي الثالثة ليديا عمرها 18 عاماً، حالياً تدرس بكالوريا وهي تتطلع لدراسة غرافيك ديزاين، وأخيراً طفلنا المدلل زيد عمره 11 عاماً في الصف السادس...