يشكل مسجد الحسن الثاني معلماً دينياً ومعمارياً متفرداً، ويعد سابع أكبر مساجد العالم حالياً، وقد استعملت في تشييده أحدث التقنيات الهندسية، وارتأى الراحل، الملك الحسن الثاني، أن يكون هذا المسجد متميزاً في هندسته ومرافقه؛ فجعل منه مجمعاً ثقافياً، بني جزءاً منه على البحر، وزينت مرافقه بفسيفساء الخزف وزخارف الزليج التي تبهر الزائر وهو يتأمل الجدران وأضلاع المئذنة ونقوش خشب الأرز، ورسومات الجص التي تفنن الصانع المغربي في نقشها.
ولأن مسجداً من هذا الحجم يحتاج لمئذنة عالية؛ فقد تمت عملية تركيب وصناعة أعلى رافعة في العالم لتناسب علو المئذنة التي تسحر الناظرين بفانوسها وجامورها على ارتفاع يقدر بـ«200م»؛ لتكون بذلك الثالثة بعد الحرمين الذي يحوي مئذنة أندلسية الطابع ترتفع ب 210م.
مركب ثقافي
وتعتبر مئذنة جامع الحسن الثاني أعلى معلم ديني في العالم يتم تشييدها فوق الماء، وتتفرد بهندستها الدقيقة التي برع فيها نخبة من المهندسين المغاربة ومبدعي الحرف التقليدية المغربية الأصيلة والهندسة العصرية، وهو ما جعل من مسجد الحسن الثاني الذي بني جزءٌ منه فوق البحر معلمة دينية وسياحية أيضاً يتوافد عليها السياح يومياً.. وهم في حالة انبهار أمام مسجد حي يشكل مركباً ثقافياً يضم فضاءات للصلاة تمتد على 20 ألف متر، ومدرسة قرآنية، ومتحفاً ومكتبة أصبحت اليوم وجهة المصلين المفضلة، وخاصة في ليالي رمضان التي تمتلئ فيها جميع فضاءات المسجد بأكثر من 26 ألف مصلٍ، الذين يؤمهم نجم رمضان في المغرب، الشيخ عمر القزابري، الذي يعد على رأس قائمة مشايخ نجوم رمضان، الذي استطاع وتزامناً مع افتتاح مسجد الحسن الثاني، أن يتحول لـ«نجم» يستقطب الآلاف من المصلين الذين تصبح مع كثرتهم عملية تنظيم المرور ووقوف السيارات صعبة إلى حد ما، سواء في صلاة المغرب أو التراويح أو الفجر..
خصوصية دينية
ولا يتوانى المغاربة في حديثهم الفضولي مع السياح عن الإشادة بالخصوصية الدينية والتاريخية لمسجد الحسن الثاني، الذي لم يستغرق بناؤه سوى «6» سنوات، في الفترة ما بين «1987 -1993» الذي يجعل منه جمالية فضاءات الصلاة والحمامات والسطح التلقائي الآلي الذي يفتح ويغلق آليا وتقنيات أشعة الليزر التي يصل مداها قرابة 30 كم في اتجاه مكة المكرمة، معلمة جديرة بزيارة كل من يحل ضيفاً على المغرب، والذين لن يجدوا صعوبة في معرفة خصوصية هذه المعلمة الدينية التي يتسابق المصلون في شهر رمضان وغيره لإقامة صلواتهم خلف إمام يحمل مساحات حب في جميع قلوب الصائمين الذين كلما مضى رمضان إلا واستعجلوا قدوم آخر لأداء صلاة القيام في أكبر مسجد في البلد، وسابع أكبر مسجد في العالم.
مسجد الحسن الثاني.. صرح ديني يتألق في رمضان
- أخبار
- سيدتي - محمد بلال
- 14 يوليو 2014