في حالة استثنائية، استنجد رجل سعودي من طليقته العشرينية التي أصابته بحالة هستيرية أفقدته الاستقرار في حياته العملية والزوجية الجديدة؛ واصفاً إياها «بالمزعجة» له طوال «6 سنوات»، خسر خلالها مبالغ ماليه تقدر بالملايين إثر ملاحقة زوجته السابقة له بقضايا كيدية، بهدف النيل منه والتشهير والانتقام.... ما الدافع، ومارد طليقته، وما رأي المختصين؟ كل ذلك نطلعكم عليه في التحقيق الآتي:
يحكي رجل الأعمال «أ. ع» 42 عاماً، معاناته مع طليقته الثلاثينية بقوله: طليقتي تعمدت إيذائي، وحاولت بكل الوسائل الإساءة لي، وذلك لأنني أصررت على طلاقها رغم معارضتها لذلك الأمر، حين وجدت أن الحياة معها غير ممكنة، ولما وقع الطلاق، دأبت على التنكيل والتشهير بي في محيطي العائلي والمجتمعي، ومثلت دور المظلومة والضحية ببراعة، وأصرت على حرب بدأتها في أروقة المحاكم؛ مضيفاً: كما أنها حاولت إفشال زواجي الثاني عدة مرات بأساليب ملتوية.
لم أنكسر
في التفاصيل، قال رجل الأعمال السعودي «أ – ع» بمعرض حديثه لـ«سيدتي»: لقد واجهت في حياتي العديد من المصائب والشدائد ولم أنكسر؛ بل على العكس، جعلتني الأقوى، وخرجت منها منتصراً، إلا مصيبة واحدة ولا أبالغ إن قلت بأني عجزت عن حلها، أو إيجاد مخرج للنجاة منها.... إلا هذه المرأة، لا أعرف ما الذي تريده مني؛ فقد نفذت لها جميع طلباتها، وحققت رغبتها، ولكن من دون جدوى.
وتابع: بعد الطلاق، رفضت طليقتي حضانة أطفالها الثلاثة، ثم رجعت في كلامها ورفعت دعوى حضانة، وتنازلت لها على الفور... إلا أنها لم تكتفِ، وحرمتني من أبسط حقوقي في رؤيتهم، ثم اتهمتني بالتقصير وتطالبني بالخروج مع أطفالي للتنزه، ثم طالبت بزيادة في النفقة، ثم رفعت عليّ قضايا تعنيف، وأخرى قذف، وأخرى تهديد بالقتل.. وقال منفعلاً: تعبت تعبت كثيراً معها ولا أعرف طوق النجاة الذي سوف يخلصني من شرها ومكائدها.
لاحقتني خارج حدود الدولة
وقال رجل الأعمال: عندما سافرت خارج المملكة لمتابعة أشغالي، فوجئت بالقبض عليّ من قبل رجال الأمن؛ حيث قامت طليقتي بتقديم شكوى كيدية أخرى تتهمني بالاعتداء عليها في لندن، وأفسدت عليّ صفقة تقدر بالملايين، كما تم القبض والتحفظ عليّ في ألمانيا بعد زواجي الثاني والذهاب لقضاء شهر العسل مع زوجتي الثانية بتهمة خطف أطفالي.
ماذا لو أرادت من وراء الدعاوى الرجوع إليك؟
الله أعلم من وراء مقصدها، ولكن لا يساورني شك من أنه انتقام مني، ولا نية لي لإرجاعها؛ فقد جعلتني بحالة نفسية وهستيرية سيئة.
وقال مستنكراً: لا تتخيلي مدى صبري وأنا رجل لي كرامة وشموخ لا يمكن تصورها، والجميع يعمل لي حساباً ويحترمني، ولي هيبة لمكانتي المرموقة في المجتمع، ثم أتعرض للتجريح والإهانة والذل من امرأة غير سوية ومريضة؛ ولي أكثر من 6 سنوات من القضايا العبثية والكيدية؛ سواء بالشرطة أو هيئة التحقيق والادعاء العام بالسعودية، أو الخارج ومازلت لم أتخلص منها.
زيارة مفاجئة
حاولت «سيدتي» التواصل مع زوجته السابقة، وكان جهازها النقال مغلقاً؛ فلم نجد بداً من زيارتها في فيلّتها بمدينة الخبر «شرقي السعودية»، ورحبت بنا، وقد بدا عليها الهدوء والاستغراب من الزيارة.
ولفك لغز ملاحقتها أو إزعاجها لطليقها، سألتها «سيدتي» حول إن كان السبب رغبة منها في الرجوع إليه أو للانتقام منه؟ فأجابت أم محمد: هذا الكلام عار عن الصحة ولا مصداقية فيه، وإن كان طليقي يسمي حرصي على حقوقي وحقوق أطفالي إزعاجاً؛ فأنا أعتذر لأني سوف أستمر في المطالبة بها.
وتابعت: ملاحقتي له ليست انتقاماً بدافع الحقد أو الكراهية أو الانتقام، ولكنه من باب المحبة والشفقة عليه، بأنه لا يقدم تنازلات وأناني، جلّ ما يفكر فيه مصلحته فوق كل اعتبار، ويعاملني كالخادمة، وطلباته أوامر يجب تنفيذها من دون كلمة أو نفس.
إذن، لم تلاحقينه بقضايا في أروقة المحاكم على الرغم من تنفيذه لك جميع مطالبك، على حد زعمه؟
أفادت أم محمد: بكونه طلقني من دون علمي؛ مستغلاً نفوذه ومركزه المرموق، وليس لي غير الله -سبحانه وتعالى- حتى أستند عليه، وسوف أستمر برفع القضايا؛ حتى يندم على كل ما فعله بي وبأطفاله؛ مؤكدة بقولها: لم ينفذ أي شيء من مطالبي، وكلامه غير صحيح.
صدمني بالطلاق
وبالنسبة لأسباب طلاقك؟
أسباب الطلاق في الحقيقة ما زلت لا أفهمها؛ فقد صدمني بالطلاق ولم أتوقعه، ولا أنكر وجود بعض الخلافات الزوجية، ولكنها كانت عابرة كأي زوجين؛ فقد كان حبي الأول والأخير، وقد تعلقت به كثيراً؛ مبديةً أسفها بقولها: «لقد ضيع عمري ومستقبلي، ولم يفكر حتى في مصير أطفاله»؛ فقد تزوجته وعمري 19 عاماً، وعشت معه نحو 13 عاماً، وكانت حصيلة الزواج 3 أطفال، تحملت مسؤوليتهم وحدي ومن دون مساعدته.
لو طلب الصلح والرجوع إليه فهل تقبلين؟
لا يريد الصلح، ولم يكن لديه استعداد للحوار بتاتاً وكأنه كان ينتظر الطلاق للتخلص مني؛ فهو يكره الحديث معي، وعن نفسي لا أريد الرجوع إليه؛ خاصةً بعد زواجه الثاني.
ما الذي تودين قوله من خلال «سيدتي»؟
أقول لأي امرأة بأن تتنمر لحماية حقوقها وأطفالها من الضياع، ويجب عليها أن تكسر العادات والتقاليد التي شجعت الرجل على أن يتسيّد على المرأة ويعاملها كخادمة أو على أنها نكرة أو لاشيء.
الغيرة أفقدتها السيطرة
عقبت على هذه القضية، الأخصائية النفسية والمستشارة الأسرية، لولوة البهلال بقولها: «الغيرة تولد مع الحب، لكنها لا تموت معه»، سلوك طليقة الرجل السعودي كانت بسبب (الغيرة) من أو على زوجها، أدت إلى هوسها في ملاحقته بالقضايا الكيدية، بقولها: في العادة الرجل يتعب أكثر من المرأة بعد الطلاق؛ فتجد المرأة بعد ستة أشهر تتجاوز الصدمة، وإن زادت المدة؛ فتصاب باضطراب نفسي على عكس الرجل؛ حيث يمر بلحظات يشعر بالفشل وقد أصابه بجرح في كرامته وكبريائه، ويؤثر ربما على سلوكه، ويصبح عدوانياً مع طليقته، ولكن في هذه القضية يتبين أن المرأة هي من تتعمد الضرر بطليقها؛ فيدل على أنها تعرضت لصدمة أقوى من طليقها، ولم تكن متوقعة طلاقها ببساطة؛ فأثر على سلوكها، ودوافعها كانت بسبب الغيرة.
وحول نصيحتها للرجل ليتخلص من معاناته؟ أجابت: لابد أن تأخذ القضية المجرى القانوني في المحكمة، وألا يترك الكرة في ملعبها؛ فلابد من التصدي لها بعدم الرضوخ لطلباتها؛ حيث كان ينفذ كل طلباتها من دون مناقشة، جعلها تبتزه وتستغله وتؤذيه أكثر، وبالنسبة لطليقته، أنصحها بالمسارعة لتلقي العلاج النفسي؛ حتى تتجاوز الأزمة.
التعرض للآخر، لا يجوز شرعاً
حول الحكم الشرعي للتشهير والتنكيل للرجل أو المرأة بعد الطلاق، شدد الشيخ محمد بن سرار اليامي، على أنه لا يجوز تعرض الرجل أو المرأة لبعضهما بعد الطلاق، لا بالقول ولا بالفعل؛ حتى لا يرتكب إثماً أو يتعرض للمساءلة الجنائية، بقوله تعالى: {والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتاناً وإثماً مبيناً} - (صدق اللّه العظيم) -«الأحزاب/58»، وكذلك بقول النبي محمد، صلّى اللّه عليه وسلَّم: «المسلم مَن سلِم المسلمون من لسانه ويده».
وقال: الطــلاق معناه اللغوي: منح الحرية، وهو مأخوذ من الإطلاق، أي الإرسال، ومعناه الشرعي: حلُّ رابطة الزوجية، وإنهاء عقد النكاح، وقوع الطلاق ينهي العلاقة بين الزوجين، وبالتالي لا ينبغي أن يكون هناك امتداد لأي خلاف، كان موجوداً بينهما أثناء الزواج؛ حيث تصبح المرأة بالنسبة إلى الرجل، بعد طلاقها منه، مثل أي امرأة أجنبية عنه والعكس.
وحول الرأي القانوني في كيفية التصرف حيال ذلك، أفاد المحامي والمأذون والمحكم أحمد الجطيلي، بأن القضية تعتمد على حسب الدعاوى التي رفعتها طليقته لأوجه شرعية ونظامية، وبمعنى آخر «مقبولة شرعاً ونظاماً، شكلاً وموضوعاً» فلا شيء عليها، وفيما ثبت كيدية تلك الدعاوى؛ فعليها التعزيز، وطبعاً عليه الاستعانة بمحامٍ لردعها وتخويفها، وبإمكان طليقها أن يقابلها بدعاوى لترتدع ويرفعها للشرطة والإمارة.