ما إن تقترب أيام العيد المباركة حتى يبدأ المسلمون بتبادل التهاني والتبريكات والأمنيات الصادقة بأيام سعيدة وأجواء مشرقة، هكذا جرت العادة، وهكذا أمرنا ديننا الحنيف، إلا أن وسائل التهنئة وتقاليدها اختلفت كثيراً بين القديم والحديث، وقد كان للتطور التكنولوجي بما يتعلق بوسائل الاتصالات تأثيراً عظيماً على تغير وتطور طقوس التهاني وطريقتها.
"سيِّدتي نت" يستطلع بعض الآراء السعيدة حول طرق التهاني المتبعة في المملكة، وكيف تأثرت بالتطور التقني؟ وما اتجاه هذا التغير؟ فتابعوا معنا هذه السطور.
يقول الأستاذ المعلم طلال اللحياني: "تهنئة العيد قديماً كان لها مراسم متعارف عليها عند أهلنا، ولها رونق خاص ومميز بميزة أجدادنا، ولا تزال موجودة ولله الحمد، ولكن ليست بالروح القديمة، فقديماً كان يطغى عليها الحرص على التواصل والزيارات المتبادلة بين الأهل والجيران وحتى البعيد لا ينسى من الزيارة والتهنئة، أما الآن فتغيرت هذه الأمور مع وجود وسائل الاتصال الحديثة، وأصبحت التهنئة باردة بلا روح، فالتكنولوجيا اختصرت المسافات وقربت البعيد، والكثير ممن يستخدمونها جعلوا لها دوراً في الاستغناء عن الزيارة، وأصبحت تقوم مقام الزيارة، فالكثير من التهاني الحديثة أصبحت باردة ومفتعلة ومفتقرة للصدق".
ويقول الكاتب الأستاذ مزيد الحكمي: "التهنئة بالعيد موجودة فعلاً ومتعارف ومتفق عليها في مجتمعنا السعودي، ولكنها كانت قديماً أفضل، حيث كانت تتم بالالتقاء والتواجد بين الأقارب والأصدقاء والأرحام، أما حديثاً فمع التقدم التكنولوجي أصبحت تفقد طعم اللقاء، وقد ساهمت الأجهزة الحديثة اليوم كثيراً في تقريب الأصوات أكثر من تقريب الأجساد، وهذا ما جعل روح التهنئة تفتقد إلى الجسد، وأصبحت عادة فعلاً، ولكن لا أستطيع التعميم؛ لأن البعد قد يتسبب في أن يقوم المهنئ بالاتصال أو إرسال رسالة، وهذا يعتبر حلاً بينما يعتبر لغيره عذراً".