احتضنت "ساتشي غاليري" Saatchi Gallery اللندنية، أخيراً، معرضاً لصور فوتوغرافية ألقت الضوء على جوانب هامّة من شخصية "أيقونة" الموضة كوكو شانيل ( 1883 – 1971). وهذه الأخيرة لطالما شغلت العالم، كما قلبت مفاهيم الموضة رأساً على عقب، فأثارت إعجاب النساء من خلال دار الأزياء التي أسّستها في سنة 1909، وما لبثت هذه الدار أن تحوّلت إلى "مملكة"، ما تزال تقف على قمّة الموضة، حتى يومنا هذا...
على الرغم من كلّ ما كُتب، وصُوّر من أفلام عن هذه المرأة، في محاولة الغوص في أعماق شخصيّتها المتأمّلة والحالمة، إلا أن صور هذا المعرض عائدة إلى دواخل شقتها الخاصّة في 31 شارع "كامبون"، بباريس؛ وهي تتأمل زوايا هذا المكان المتمركز في الطبقة الثانية، ما بين "بوتيك شانيل" الرئيس في الطبقة الأرضية، و"المشغل الفني للدار" في الطبقة العلويّة، وتعرض مقتنياته، ما يبرّر اسم هذا المعرض: "الطبقة الثانية: السكن الخاص لمدموزيل شانيل".
حين تتحوّل الشقة إلى "بورتريه" شخصي
ضمّ هذا المعرض 34 صورةً، بعدسة الفنّانة سام تايلور جونسون، التي فرغت أخيراً من إخراج الفيلم السينمائي
Fifty Shades of Grey، المتكئ على رواية كانت الأكثر مبيعاً، علماً أنّه سيعرض في دور السينما، في بداية العام المقبل.
ولعلّ الطريف أن هذه المخرجة والمصوّرة الفوتوغرافية ذهبت إلى شقّة "مدموزيل شانيل"، وحظيت بالبقاء فيها لبضعة أيّام من أجل التقاط بعض الصور الخاصّة بكتاب يروي السيرة الذاتية لهذه "الأيقونة". ولكنّ الإعجاب الذي أبداه مصمم دار "شانيل"
Karl Lagerfeld بهذه الصور، وإصراره على عرضها أمام الجمهور، شكلّ البداية لولادة فكرة هذا المعرض، الذي تحدّثنا عنه المصورة سام، قائلة: "في طريقي إلى هذه الشقّة، كنت أفكّر فيما يجب عليّ أن أفعله، فأنا في الحقيقة لست مهتمّة بتصوير أشياء جامدة، إلا أنّ دخولي هذا المكان غيّر الأمر تماماً، لأنّي وجدت نفسي في بقعة أكثر روعةً وسحراً ممّا توقعته. فقد شعرت وكأني أصوّر "بورتريهاً" خاصاً لهذه "المدموزيل" ذات الشخصيّة الغامضة، التي تنعكس على ديكور هذه الشقّة، خاصّة وأن هذه الأخيرة بقيت على ما هي عليه منذ رحيل صاحبتها، قبل أكثر من أربعين عاماً، وكأنها ما تزال تعيش في جنباتها!".
من دار للأيتام إلى شقّة فارهة
السؤال عن مقتنيات "كوكو شانيل" الخاصّة، أجابت عنه المصورة جونسون، قائلةً: "لقد تحوّل عملي في هذه الشقة من مصوّرة إلى ما يشبه مسؤولة مباحث تبغى الوصول إلى الحقيقة! حيث توقفت طويلا عند كرات الحظ الكريستالية، التي كانت تستخدمها المالكة لمعرفة المستقبل، و"ورق التارو" لقراءة الطالع، والكثير من حزم القمح، وصور الغزلان، وأقفاص العصافير والمرايا المؤطرة بالزخارف..."، مضيفةً أنها عثرت على ما يشبه زجاجة عطر "شانيل 5 "، التي ربما كانت إلهاماً لها لإبداع هذا العطر، وأنها تأمّلت طويلاً ثريا الكريستال الضخمة التي صمّمتها شانيل بنفسها، وأنها دُهشت من تماثيل وصور ورسوم الأسود المنتشرة في أرجاء هذه الشقّة، ولو أن "كوكو شانيل" من برج الأسد!
وكانت (غابريل)، وهذا هو اسم "شانيل" الحقيقي، عاشت في دار أيتام بائسة، ولكن لطالما تملّكت ذوقاً فريداً ومميزاً لا يمتّ لحياة الفقر بشيء، فقد اتسمت تصاميمها بالرقيّ والترف والفخامة... وينعكس هذا الأمر أيضاً على ديكور شقتها الراقي والمريح والمنتقى بعناية كبيرة، حيث أفردت لنفسها مكاناً للقراءة، وثانياً للتأمّل، وثالثاً للقاء الضيوف، وهذا ما يعزّز ما قالته يوماً: "حياتي لم تكن سعيدة أبداً، لذا فكرت أن أصوغ حياةً خاصّةً بي فيما بعد.. وكما أريدها أن تكون".
موقع " سيدتي نت " زار هذا المعرض اللندني، وعاد لك بهذه الصور التي ترسم الخطوط العريضة لشخصيّة هذه "الأيقونة" الغامضة...
شاهدي أيضاً: