الطفل ريان يعود للحياة.. بعد حادث مروري مروع

من أصعب المواقف وأشدها إيلامًا أن ينجو شخص ما من حادث مروري مميت ويبحث عمن كان بصحبته فيفجع بخبر وفاته، فكيف إن كان هذا الناجي طفلًا صغيرًا وضعه القدر في مواجهة مع حقيقة مؤلمة لا يستطيع عمره الصغير تجاوزها بسهولة، هذا ما حدث مع الطفل "ريان بن عبد العزيز الشهراني" والذي عاد إلى الحياة مرة أخرى بعد أن أصيب بموتة دماغية، وأصبح يعيش على التنفس الاصطناعي. وكان الأطباء قد أخبروا أهله بأنّ نسبة عودته للحياة لا تتجاوز ألـ5 %، إلا أنهم ظلوا يرددون الآية الكريمة:﴿ وضرب لنا مثلاً ونسي خلقه قال من يحيي العظام وهي رميم * قل يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم﴾، وكان جد الطفل العم "علي بن معيض الشهراني" لا يفارق ريان ويدعو له بأن يعود للحياة بعد أن أخذ الله والدته وبعض أشقائه وشقيقاته في حادث مروري مؤلم.
وقد تعرضت عائلة ريان البالغ عدد أفرادها 9 أشخاص لحادث مروري أليم وذلك عند خروجهم من محافظة الطائف باتجاه شرورة، وقبل وصولهم لمحافظة رنية بنحو 76 كلم، تعرضت مركبتهم لـ12 عملية انقلاب في الطريق.
وكان "الأب" قد أوضح بأنّ إحدى النوق ظهرت أمامه فجأة، فانحرفت المركبة؛ ما أدى إلى انقلابها، إلا أنّ تقرير المرور أكد بأنّ قائد المركبة أصابه النعاس.
ونتج عن الحادث وفاة "شفياء" زوجة الأب، التي انشطرت إلى نصفين بموقع الحادث، وإحدى التوأمين "ريتاج"، ثم توفي لاحقاً كل من الطفلين علي ووريف، وتعرض بقية أفراد العائلة لإصابات خطيرة؛ يتلقون على إثرها العلاج حاليًّا.
وكان شهود عيان أكدوا بأنّ الطفل "علي" كان قلبه ينبض، وكان على قيد الحياة داخل المركبة، إلا أنّ مسعفي الهلال الأحمر رفضوا نقله بحجة أنه متوفى، فما كان من أحد المواطنين إلا أن تولى نقله إلى مستشفى رنية العام، وتم التأكد من وفاته بعد وصوله إلى هناك .أما الطفلتان "رنا ورنيس" فقد خرجتا من المركبة وقت وقوع الحادث، ووقفتا على الطريق تطلبان من المركبات الأخرى إنقاذهم.
وكان خال ريان قد طالب بنقل المصابين إلى مستشفى آخر، كما طالب بالتحقيق في عملية نقل المتوفين للثلاجة، ومحاسبة مستشفى رنية العام على عدم الاهتمام بالجثث، وتركها مهملة بدون الكشف عليها. بحسب سبق
تجدر الإشارة إلى أنّ الكثير من الحوادث المروعة والتي تسفر عن بعض حالات الوفاة والإصابات الخطيرة يلزم معها التدخل السريع من قبل فرق الهلال الأحمر، والتي ربما تستطيع مع الاهتمام الكبير والتجهيزات الطبية الحديثة إنقاذ أرواح هؤلاء المصابين بعد مشيئة الله _عز وجل_.