برنامج "شرطة الأطفال" يدمر الطفل ويقهره

2 صور
بعد غزو التكنولوجيا للمنازل واستخدامها من قبل جميع أفراد الأسرة، كثر إصدار البرامج التي تعتمد في مضمونها على توجيه بعض النصائح البسيطة والمفيدة من قبل الوالدين للطفل، ولكن من الغريب أن يتم إصدار برنامج لتخويف الأبناء لكي ينصتوا لأوامر آبائهم، وتمثل ذلك في برنامج "شرطة الأطفال"، وهو عبارة عن برنامج يتم تحميله على أجهزة الجوال أو الألواح الذكية، ويستطيع من خلاله الوالدان الضحك على الأطفال من خلال التمثيل بأنهم يتحدثون مع شرطي يدعي أنه شرطي للأطفال لتخويفهم إن أخطأوا في أمر ما، وقد تم توفير هذا التطبيق بعدة لهجات عربية.

في صدد ذلك، حذر المستشار النفسي الدكتور عبدالرحمن بن عبيد من برنامج شرطة الأطفال، واصفاً إياه بـ"الخطر القادم"، والذي يستخدم بكل يسر وسهولة، وتكمن فكرته في أن الطفل عندما يخطئ يقوم أحد أفراد الأسرة بالاتصال على "الشرطة الوهمية " من خلال البرنامج، فيصدر صوت رجل مخيف، وفي المكالمة فراغات من الوقت للسماح له بأن يتكلم حتى يسمع الطفل الحوار بين ولي أمره ورجل الشرطة، ويختتم كلامه بجمله تخيف الطفل، وهي: "يا عمليات جهّزوا السيارة"، ثم يشتغل صوت الجهاز استعداداً لتحميل الطفل من بين أفراد أسرته، وفقاً لموقع "عاجل".

وهذا يعتبر أكبر خطر يهدد الطفل ويدمره، وهذه الخطورة تكمن في أمرين أساسين، وهما: أن البرنامج يعتمد على "الترهيب"، وهو سبب رئيسي في حدوث اضطراب الرهاب الاجتماعي الذي يقضي على طموح الطفل ويجعله لا يتكلم بالشكل الصحيح أثناء تعبيره عن مشاعره نتيجة خوفه، أما الثاني فهو "الترغيب" الذي يعتبر سبباً رئيسياً في تعلم الكذب والنفاق.

أما الدكتور رضا السيد فقد وجه مجموعة رسائل إلى أولياء الأمور تتضمن أن استخدام ذلك البرنامج يتسبب في كسر شخصية الطفل، ويعرضه لاضطراب الرهاب الاجتماعي، كما يسبب له الخجل، فيعيق بذلك جودة الحياة لديه، وسيجعله لا يستطيع الحصول على حقوقه في المستقبل.

ويجب أن نذكّر المربين من أولياء الأمور بقول ابن خلدون، حيث وصف كيفية تكون التربية السليمة الحسنة قائلاً: "من كان مرباه بالعسف والقهر من المتعلمين، سطا به القهر وضيق على النفس في انبساطها، وذهب بنشاطها ودعاه إلى الكسل، وحمله على الكذب والخبث، والتظاهر بغير ما في ضميره، خوفاً من انبساط الأيدي بالقهر عليه، وعلمه المكر والخديعة، وصارت له هذه عادة وخلقاً، وفسدت معاني الإنسانية التي به من حيث الاجتماع والتمدن، وهي الحمية والمدافعة عن نفسه أو منزله، وصار عالة على غيره ".

نترككم مع الفيديو المصور لبرنامج الإرشاد الوقائي "جوال شرطة الأطفال":

https://www.youtube.com/watch?v=pOhIWLxtLUo