رغم ابتعادها عن الشاشة منذ عام وأكثر، بعد انسحابها المفاجىء في مايو (أيار) 2013 من الحلقات الأخيرة من الموسم الثالث من المسلسل التركي التاريخي الشهير "حريم السلطان"، ومغادرتها تركيا إلى بلدها الثاني من جهة والدتها ألمانيا، مازالت الممثلة التركية الجميلة والعفوية مريم أوزيرلي الشهيرة بالسلطانة هيام محط إعجاب واهتمام الملايين حول العالم، ومازالت تتصدر قائمة أجمل 30 امرأة في العالم سنوياً دون أن تنافسها ممثلة تركية أخرى، حتى بعد ترشح ثلاث تركيات للقائمة ذاتها هذا العام وهنّ: بيرين سات وبيراك توزوناتاش وهازال كايا، "سيدتي التركية" رصدت أحدث حواراتها:
اعترفت مريم أوزيرلي التي تجاوزت آلام خذلان حبيبها السابق رجل الأعمال جان أتيش لها، وتخلّيه عنها عندما رفض استمرارها في حملها وطلب منها إجهاض الجنين فرفضت، وقررت إنجابه مهما كلّف الأمر، أنها مستعدة الآن للحب ثانية، وأن قلبها اليوم مليء بالطاقة الإيجابية وأحاسيس الحب، وهي جاهزة لأن تحب من جديد، كما اعترفت أيضاً بأن حياة النجومية والشهرة ليست هي الحياة الحقيقية، واعترافات أخرى اتسمت بكثير من الصدق والعفوية مثلها. وأجمل ما فيها اليوم بعد استعادتها حياتها الطبيعية وابتعادها عن ضغوط العمل في تركيا أنها متفردة بشخصيتها الجديدة القوية والصلبة، التي تشع منها طاقة إيجابية قوية عبر حضورها الرقيق، وابتسامتها الكبيرة الدافئة، ويبدو أن أمومتها لابنتها الصغيرة لارا غيّرت حياتها للأفضل وللأجمل، وهي تنتظر الوقت المناسب للعودة إلى تركيا بلدها الأول من جهة والدها التركي المسلم حسين أوزيرلي. والملايين من معجبيها الأتراك والعرب والأجانب يطالبون المنتج التركي الشهير تيمور ساوجي المقيم بأميركا حالياً لعامين في إجازة طويلة مع عائلته عبر مواقع التواصل الاجتماعي بإسناد بطولة مسلسله التاريخي الجديد «السلطانة كوسيم» إليها لا إلى زميلتها بيرين سات المترددة في قبوله. فهل سيتحقق لهم ما يطلبون؟ وكيف تعيش مريم أوزيرلي حالياً في ألمانيا منذ أكثر من عام؟ وماذا تخطط لنفسها في الفترة المقبلة؟ وهل استعدادها للحب ثانية ينفي ما نشرته الصحافة عن عودة المياه العاطفية إلى مجاريها بينها وبين حبيبها السابق رجل الأعمال جان أتيش، الذي باتت تسمح له بلقاء ابنته في ألمانيا في أوقات كثيرة في برلين بدون أي تحفظات، عكس الأسابيع الأولى من ولادتها، وأصبحا يخرجان معاً برفقة ابنتهما لارا كعائلة واحدة؟
أمضي معظم وقتي في المنزل
بعد مغادرتك لتركيا كيف بدأت حياتك الجديدة في برلين؟
في بداية حملي، كنت أمضي معظم وقتي في المنزل. لكن، بعد ولادتي، عدت مقبلة على الحياة للتعويض عما فاتني من أشياء خلال عملي المتواصل بدون راحة في تركيا، وصرت أمارس حياتي الطبيعية العادية كالسابق، وأركب دراجتي الهوائية في شوارع برلين، وألتقي أصدقائي المقربين دائماً.
خلال إقامتك الطويلة في المنزل، هل استمعت إلى هواجسك الداخلية ووجّهت أسئلة خاصة لنفسك حول حياتك؟
الواقع هو أني حوصرت بالأحداث التي فاجأتني، والأزمات التي أصابتني فلم أفكر سوى بإنقاذ نفسي من متلازمة الإرهاق، واستعادة روحي التائهة والمتعبة. وعندما عرفت بحملي، تحوّل اهتمامي للمولود البريء القادم. فصار كل تفكيري موجّهاً إليه، فلم أطرح على نفسي تساؤلات كثيرة حول حياتي المقبلة المختلفة عن حياتي السابقة، وفي اليوم الذي استيقظت فيه من أزماتي فكرت بمستقبل وحياة ابنتي القادمة للحياة، وسألت نفسي سؤالاً واحداً: ما هو الجيد في حياتك اليوم يا مريم؟ بالتأكيد: ابنتي البريئة القادمة، ودعوت الله بأن يحفظها لي حتى يوم ميلادها، وترى نور الحياة إلى جانبي. وعدت للالتقاء مع أصدقائي والمشي في شوارع وحدائق برلين الجميلة بعفوية دون أي تفكير أو تخطيط مسبق.
عدت إلى حياتي القديمة في ألمانيا
قبل قدومك إلى تركيا للمشاركة في «حريم السلطان»، كيف كانت حياتك الخاصة؟
بالتأكيد، كانت لي حياة خاصة جيدة وممتعة كأي إنسان آخر، ولا أقول أن حياتي الخاصة كانت نشطة جداً لكنها كانت مميزة بوجود عدد كبير من أصدقائي المقربين والمخلصين لي، وأعيش حياتي ببساطة واعتدال في كل شيء، وكنت معتادة وراضية بهذه الحياة إلى حد كبير.
هل عدت إلى نمط حياتك السابق؟
نعم، عدت إلى حياتي القديمة، وسعيدة جداً بهذه العودة، وانتقلت إلى منزل جديد أكثر جمالاً وإشراقاً في نفس المنطقة التي عشت بها، وفي نفس الشارع أيضاً.
وماذا كنت تعملين قبل قدومك إلى تركيا للمشاركة في «حريم السلطان»؟
كنت أعمل بنجاح في مجالات عدة من بينها التلفزيون والسينما والمسرح، وكنت أحظى باهتمام ورعاية أصدقائي لي دائماً.
هل أعطتك ألمانيا ما تصبين إليه؟
نعم، فقد كنت ممثلة ناجحة في ألمانيا وقدمت عدة أفلام ومسرحيات ناجحة حصدت إعجاب الناس والنقاد معاً.
تركيا منحتك شهرة كبيرة، فهل واجهت صعوبة بالتعامل معها؟
لا، على الإطلاق، لم تكن الشهرة صعبة عليّ، وكنت قادرة على التعامل معها في كل وقت.
كيف كان إحساسك؟
رائعاً، عدت إلى سلسلة عاداتي القديمة، فخرجت إلى الشوارع وتنزهت ومشيت في كل مكان، وتعرفت على مزيد من الناس سعدوا بلقائي كإنسانة لا كممثلة.
لا يهمني أن أكون ممثلة مشهورة
هل شعرت كم أنت مشهورة؟
بالطبع، كنت أعرف وأدرك أنني أصبحت واحدة من مشاهير العالم. لكن الشهرة لم تهمني يوماً، حريتي وخصوصيتي كإنسانة كانت تهمني أكثر، لهذا وجدت صعوبة كبيرة في التأقلم في تركيا تحت ضغوطات مهنية وشخصية كثيرة، وبصدق أقول: لا يهمني أبداً أن أكون ممثلة مشهورة، بل يهمني فقط أن أكون إنسانة فاعلة في مجتمعي كإنسانة أولاً ثم كممثلة ثانياً.
بعض الناس يبذلون جهداً كبيراً ليصبحوا مشاهير، والبعض الآخر يبحث عن وسيلة يحقق بها الشهرة كالنجوم والمشاهير، وأذكر أني حين كنت جالسة في مطعم في منطقة بيبيك في اسطنبول أتاني طفل وقال لي: «أريد أن أصبح فاعلاً في المجتمع»، وسألني ماذا يفعل ليصبح مثلي مشهوراً؟ فأجبته: «المهم أكثر أن تكون فاعلاً في مجتمعك بأي صورة كانت. ولا يهم أي شيء آخر، فالنجاح هو الوجه الآخر للشهرة».
وأنت أردت مثل ذلك الطفل أن تكوني مشهورة؟
قلت لك سابقاً إن الشهرة لا تهمني، ليس مهماً أن أكون مشهورة بقدر ما يهمني أن أكون ممثلة فاعلة ومؤثرة في الفن والمجتمع الإنساني الذي أعيش فيه. أنا اخترت الطريقة المناسبة للنجاح في التمثيل، ولم أسع من خلال عملي للشهرة بل للنجاح فحسب لا أقل ولا أكثر، فالسعادة تأتي من تلقاء نفسها ولا تأتي بالقوة، وكذلك النجاح يأتي من تلقاء نفسه لا بالإكراه.
ألم تجعلك ضغوطات الشهرة حزينة؟
لا، أدركت مبكراً أن حياة النجومية والشهرة ليست هي الحياة الحقيقية، وأنا سعيدة جداً بعملي الفني، والناس العاديون يسعدون أيضاً بأعمالهم ووظائفهم مثلي.
إذاً، نستطيع القول إن هذا هو ما تعيشينه اليوم كإنسانة؟
تماماً، هذا ما أعنيه بالضبط. وأشعر بأن قلبي مليء بالطاقة وأحاسيس الحب، وأنا حالياً مستعدة للحب ثانية من جديد مرة أخرى. والمثير جداً هو أنني أعيش في ألمانيا من عام وأكثر، لا أحد يهتم لي هنا، أحياناً ألتقي بسائق تاكسي تركي فيعرفني، ويبدي إعجابه بي لبراعتي في أداء دور السلطانة هيام، فيطلب مني التقاط صورة تذكارية معه، هذا كل شيء
هذا ما تفردت به السلطانة هيام
أسعدك، إذن، نجاحك بشخصية السلطانة هيام؟
بالطبع، تفردت السلطانة هيام بكونها امرأة قوية وجذابة في آن ما جعلها تنجح في امتلاك قلب السلطان سليمان للأبد دون نساء القصر، وكانت مخلصة جداً له ولأبنائها.
ونجاحي في مسلسل «حريم السلطان» منحني السعادة وجعلني أشعر بأنني ممثلة جيدة، وجعلني أشعر بأنني على الصعيد المهني أكثر نضجاً وخبرة