قبل أيام من موعد حفل الفنانة هبة طوجي "يا حبيبي" في كازينو لبنان في 28 و29 تشرين الثاني، أطل الفنان أسامة الرحباني في اتصال مع الصحافية باتريسيا هاشم، ضمن برنامجها بصراحة من كواليس التحضيرات للحفل.
وتطرقت الإعلامية باتريسيا بالحديث إلى اتهام ابنة عمه ريما الرحباني لهم في مجلة الحسناء بمحاولة تذويب الأخوين الرحباني بـ"الرحابنة الجدد" فسألته اذا ما كانت أصبحت كل عائلة الرحباني وكل الورثة الذين عملوا في الموسيقى بنفس المستوى الفني للأخوين أو أن منصور وعاصي يجب أن يبقيا لوحدهما منفصلين عن البقية لأن الحالة التي شكلاها والأعمال التي قدماها لن تتكرر. فأجاب أسامة: "هذا الموضوع كبير جداً ومتشعب ولم نرغب بالاجابة عنه، وبالنسبة لنا نحن نرى أن أساس الفن اللبناني والذي وقف أمام الفن المصري هما شخصان اسمهما عاصي ومنصور وهما بالقوة والأقدرة نفسها، وهما ملكان في الشعر والموسيقى والأوركسترا والمسرح وقد انضمت لهما فيروز العظيمة بصوتها وشخصيتها والتي كانت رأس الرمح بالمدرسة الرحبانية، ونحن أيضاً ننبع من هذه المدرسة ونحن من أهم الأشخاص في العالم العربي بعملنا، والعبقرية تصنع ولا تؤخذ بالوراثة وأنا لا ادخل بالمهاترات. فكل شخص يرى الأمور من منظاره!"
وعما إذا كان يوافق على تسمية "الرحابنة الجدد" قال: "كل إنسان حرّ في أن يسمّي كما يريد، ولكن أنا اقدّم الأخوين رحباني على كل الناس في العالم العربي وعلى نفسي طبعاً، فهما بالنسبة لي أعلى من الجميع وهذا الأمر واضح في كل تصاريحي وأفكاري، وأبي وعمي علماني أن الحياة تستمر إلى الأمام وأنه على الإنسان الاستمرار في العمل . فأنا أنبع من الأخوين رحباني، إذاً أنا أجد الرحابنة المهمين كثيراً في العمل والذين يملكون جديّة معترف بها بكل العالم العربي وطريقة خاصة وجديدة..."
وبالنسبة لصرخة ووجع الناس بأن كل أغنيات السيدة فيروز خصوصاً تلك التي هي من كلمات وألحان الأخوين الرحباني لا تغنى في برامج الهواة، فسألته الإعلامية: طالما أن السيدة فيروز تدفع حقوق هذه الأعمال للـ"ساسيم" لماذا يمنع ذلك؟" فنوه قائلاً:"هذا كلام خاطىء، أولا أنا أعيدها بيوم عيدها وأقول لها عقبال المية وأطال الله بعمرها أكثر من المئة فهي أساساً تعمِّر أكثر من كل الأجيال لأن ما زرعته عند الناس من حنين وانتماء لهذا الوطن بالمشاركة مع منصور وعاصي كبير جداً!، وللتوضيح فيروز هي واحدة منا فلا يحاول أحد أن يقول عكس ذلك! ولكن كل ما نطلبه سواء هي أو نحن أنه لا يمكن أن يتم استغلال أعمال الأخوين رحباني بصوت فيروز، أو أعمال فيروز الأخرى مع زياد دون أخذ الإذن لاستعمالها كيف ما ترائى لهم وإصدارها بأصوات أشخاص آخرين، وللصدفة فقد صدر اليوم بيان عن مجلس المؤلفين والملحنين في لبنان "الساسيم" لكل المؤلفين والملحنين وشركات الانتاج والإذاعات والمحطات التلفزيونية، ينص على القواعد الأساسية لكيفية التعاطي مع بَعضُنَا البعض قبل حدوث أي سوء تفاهم، فمنذ يومين صدرت أغنية "بحبك يا لبنان" التي هي من أشهر أغنيات السيدة فيروز بريمكس ففوجئنا وأوقفتها على الفور بمحبة".
أما إذا كان كل من يغني للسيدة فيروز يستأذنهم قبل ذلك أوضح: "يمكن أن يتم غناء الأغنية في حفل ولكن لا يمكن ان يستغلوها! " فسألته باتريسيا عما إذا كانت النجمة اليسا قد استأذنت منهم حين غنت للسيدة فيروز في حفلات أعياد بيروت فرد أسامة: "كلا وما كان إلها حق! ولذلك توقفت الأغنية في الإذاعات وقد تكلمنا أنا واليسا سوياً بالأمر. فبإمكانها أن تغنيها في أداء علني ضمن حفل لها ولكن لا يحق لها استغلالها ونقلها على التلفاز أو استعمالها في الاذاعات وهذا ما طلبته من موزع الأغنية ناصر الأسعد لانه لم يكن يحق له أن يستغلها دون ان يأخذ الإذن المسبق!"
وفي سياق متصل نوّه اسامة الى انهم يدفعون حقوق عاصي ومنصور حين يستعملون أغنياتهم في الحفلات. وعما اذا كان بإمكان السيدة فيروز أن تحيي حفلات دون اعتراضها، علق أسامة بفرح: "يا ريت بترجع تعمل فنحن نتمنى ذلك، وقد سبق وأحيت خمس حفلات رائعة في بلاتيا وهذا أمر رائع ... ما تغلطوا! ولكن لا يمكن لمحطات التلفاز أن تجني ملايين الدولارات ولا تدفع الحقوق المتوجبة عليها للمؤلف والملحن! لأنسى قليلاً الرحابنة، أنا مسؤوليتي أن أُحصّل لأي إنسان من عاصي ومنصور لرفيق عويجان ولكل انسان حقه، فاحترام المؤلف والملحن واجب ولا يمكن تخطيه، فلا يجوز أن يكون الإنسان معدوماً وحقه مهضوماً وكل ليلة تُعزف موسيقاه في كل مكان وفي كل مطعم وإذاعة ويحصدون ملايين الدولارات ولا احد يلتفت الى المؤلف والملحن !"
من ناحية اخرى سألته هاشم عما اذا كان يؤيّد انضمام عمه الياس الرحباني الى برنامج "ستار اكاديمي"، ومن برأيه أضاف للآخر أكثر هو أو البرنامج؟ فاجاب أسامة: "أنا أؤيد انضمام أي إنسان لأي برنامج فهذه حرية الاختيار، وهو يعلم أكثر مني وأنا لم يتسنَ لي مشاهدته فلست مدمناً على مشاهدة التلفاز، وليس باستطاعتي أن أشاهد دائماً المسلسلات، و"ستار أكاديمي"، ولا "أراب أيدول"، حتى نشرة الأخبار قطعتها عني قليلاً لأركز على العمل، ولكن يمكنني أن أقول لك أينما يذهب الياس الرحباني هو إضافة لثقله وقيمته الفنية واسمه، وكم ساهم في إطلاق فنانين في مجال الموسيقى، وأنا أرى أن الياس أحياناً يهونها قليلاً ولا يكون قاسياً...".
أما عما إذا كان يؤيد خروج خلاف الفنان زياد الرحباني مع والدته السيدة فيروز وشقيقته ريما إلى الإعلام، أفصح أسامة قائلاً: "انا ضدّ فكرة تدخل الإعلام بكل شيء، وبالتالي أنا دائماً مع حلّ كل الأمور في الغرفة المغلقة! فأحاول دائماً أن أرى الأمور الايجابية والجميلة وأقابل الشرّ بالخير لينتج خيراً، لانه حين تقابلين الشر بالشر ينتج شراً ! فانا أرى نصف الكوب الممتلئ في أي شخص تسألينني عنه!". وهنا علّقت باتريسيا بالقول انه يصوّر نفسه مسالماً فيما ريما الرحباني تصوره وكانه "شيطان بيت الرحباني" فرد أسامة: "هذه وجهة نظر، فكل الناس الذين عايشوا المشكلة الأساسية في العائلة الرحبانية، والتي ممكن أن تحصل بين أي رجل وزوجته، يعرفون الخلاف جيداً ويعرفون أسرار الخلاف ونحن لا نتدخل في أمور كهذه فكل انسان حر في أن يقول كما يريد وأكرر أننا في النهاية نحن أهل وهذه عائلتنا وبالنسبة لي كل إنسان يشتّ أحياناً عن مساره ومن حقّ زياد أن يقول كل ما يريد قوله، فهذا زياد وزياد عظيم بالنسبة لي ومن الممكن أن يكون لديه ألماً يريد التعبير عنه، فكل انسان لديه مشاكله وانا باستطاعتي ان استوعب كل شخص واتفهمه! ولكن الفرق اني انا لم اقل رأيي لحد اليوم ولا غدي ولا مروان، وأنا احترم هذه المؤسسة الرحبانية التي دعمها دائماً منصور الرحباني، ونحن نلتزم دائماً بما يريده محبةً له ولأخوه وهما بنيا سوياً كل هذه المؤسسة بتعبهما وبوجعهما وبفقرهما وبمحبتهما للناس"