إنسان آلي تحت الماء لقياس سمك الجليد في القارة القطبية

2 صور
أصبح للتقدم التكنولوجي في العصر الحديث تأثير كبير في جميع مجالات الحياة، فهو يعتبر التطور الطبيعي والحضاري في كل المجالات الموجودة، مما يسخر للبشرية إمكانية معرفة كل ما هو جديد في عالمنا.

وفي هذا الصدد، نرى أن التطور الذي يطال التكنولوجيا في مجال معين يمكن تسخيره في مجالات أخرى، هذا ما كشفه علماء الطبيعة عندما لجأوا لقياس سُمك طبقة الجليد في بحار القارة القطبية الجنوبية؛ لأنه مؤشر مهم للظروف البيئية في منطقة قطبية نائية، ووجدوا صعوبة في ذلك، لكنهم اكتشفوا ابتكاراً يساعدهم على تخطي الصعاب من خلال استخدام التكنولوجيا بوضع إنسان آلي تحت الماء ليقدموا حلاً ذكياً لذلك، حيث أن الجليد المتكوّن على سطح البحار قد يفسد جودة صور الأقمار الصناعية، كما أن بعض الجليد الذي يطفو على سطح الماء يصعب الوصول إليه بالاستعانة بالسفن وحتى كسارات الجليد، وبذلك استطاع العلماء الكشف عن أولى خرائط تفصيلية بالغة الدقة ثلاثية الأبعاد لجليد القارة القطبية الجنوبية استناداً إلى قياسات للسطح السفلي لطوافات الجليد باستخدام موجات صوتية تنطلق من غوّاصات تحت طبقات الجليد يجري التحكم فيها عن بُعد، وأجريت هذه القياسات باستخدام ما يُعرف باسم المركبة الذاتية تحت الماء، وأوضحت النتائج أن سُمك الجليد قد يكون أكبر في بعض الأماكن على خلاف ما كان يُعتقد من قبل، وفقاً لصحيفة "الاقتصادية".

وقال تيد مكسيم خبير جليد البحار في معهد وودز هول للمحيطات في ماساتشوستس: "على خلاف المنطقة القطبية الشمالية تم قياس تراجع كبير في سُمك الجليد خلال العقود الأخيرة؛ بسبب عجز العلماء عن استخدام آلية ملائمة لقياس متوسط سمك الجليد في المنطقة القطبية الجنوبية، ولكن استخدام التكنولوجيا عبر الإنسان الآلي الذي يتولى مهمة قياس سُمك الجليد كان له دور فعال في إنجاز المهمة بنجاح".