شيعت جنازة الممثل محمد بسطاوي في موكب جنائزي شعبي مهيب، حيث خرجت الجنازة من بيت الراحل في المدينة العتيقة في سلا، المكان الذي أمضى فيه رحلة حياته مع أبنائه الخمسة وزوجته، لتنتهي في الساعات الأولى من صباح يوم أمس في المستشفى العسكري في الرباط.
وكان خبر وفاة فنان بحجم بسطاوي ونبله وصدقه كان بمثابة الصاعقة على ذويه ومحبيه وأصدقائه، حيث لم يمهل المرض طويلاً هذا الفنان الذي منح المسرح والتلفزيون والسينما أدواراً خلدت في ذهن المشاهد المغربي.
وبدأ توافد المعزّين في الساعات الأولى إلى مشرحة المستشفى العسكري حيث وضع جثمان الفقيد، وحجّ عدد كبير من الفنانين وأصدقاء المرحوم وعائلته، ليحمل النعش إلى بيته في مدينة سلا، وسط حضور أبناء حيه البسطاء الذين ذهلوا من سماع نبأ وفاة رجل أحبهم وعاش بينهم بتواضع.
بعد ذلك شُيع الموكب الذي رافقه أبناء الراحل وأبناء حي باب سبتة الشعبي وعدد من وجوه الإعلام والفن والثقافة إلى مقبرة الشهداء في الرباط ليوارى الثرى، بحضور رسمي مثل وزير الاتصال مصطفى الخلفي، ووزير الثقافة محمد أمين الصبيحي، وأصدقاء الراحل ومعجبيه، تقول إحدى المعجبات وهي في الخمسين من عمرها: "لقد تركت كل شيء ورائي لأحضر الجنازة لم أصدق لم يظهروا لنا شيئا عن مرضه"، أضافت: "أنا أحبه وأشعر بأناقته ونخوته وعزة نفسه، ورؤيته على الشاشة تسعدني دائما رحمه الله".
ونعوه أصدقاؤه الفنانون على الـ"فيس بوك" بحرقة، أولهم لطيفة أحرار التي كانت تتابع عن كثب أحواله الصحية، فكتبت: "مات أخي بسطاوي"، وبكت بحرقة وهي تقول كان يمثل الهوية المغربية عن جدارة، كان مغربياً يمثل في إطار الثقافة المغربية، وفي نفس الوقت أعطى أعماله بعداً إنسانياً عالمياً، على حد قول لطيفة.
أما رشيد الوالي فقال: "رحمه الله كان متشبتا بالحياة إلى آخر رمق، عاش عزيز النفس كريماً و كذالك مات، كان لا يزال في جعبته الكثير لكنها مشيئة الله ولا مرد لقضائه، بسطاوي فنان كبير وفنه سيعيش معنا إلى الأبد".
بشرى أهريش أيضاً بدت متأثرة جداً، وبكت كثيراً وكتبت على حسابها: "يتامى بعدك أيها الشامخ في بلاتوهات التصوير على جنبات المسرح حتى أطفال المدارس صاحبوك إلى مثواك الأخير، المتشردين الفقراء، الحرفيين كل تجار باب سبتة الطيبون الذين أعرفهم شيعوك عريساً لأنك شخصتهم هم كتبت أنت صورتهم".
أما صديقه الممثل محمد الشوبي فكتب: "صديقي و حبيبي بسطاوي لم يمت... بل انتقل لينتظرني في عالم الفن الحقيقي... لا موت يتقن الموت ولا فن يتقن الفن في هذا الوطن التائه الجريح الذي لا مكان فيه إلا للشرفاء".
و قال أسامة بسطاوي ابن الراحل لـ"سيدتي نت" : "لقد كان أباً، وصديقاً، ومعلماً ومربياً، ووفاته خسارة للأسرة"، فيما تعذّر على الممثلة سعاد النجار زوجة المرحوم الحديث إلينا، واكتفت بالتأكيد على جميع المعزين بالدعوة له بالرحمة قبل أن تستسلم للبكاء.
أما الممثل محمد خيي، الذي يعد من أعز أصدقائه، فلم يتوقف عن البكاء و قال لـ"سيدتي نت": "إن وفاة محمد بسطاوي هو رحيل لممثل كبير وإنسان صادق كان محباً للخير ويده ممدودة للجميع رحمه الله".
أما المخرج إدريس الروخ قال: "إن الراحل كان صبوراً، وقاوم مرضه في صمت"، وأشار إلى أنه اشتغل معه في أكثر من عمل درامي، وأوضح أنه رغم شهرة الراحل والمكانة الفنية التي يحظى بها فإنه كان مواظباً وملتزما بمواعيد التصوير وطيب مع الجميع.
أما الممثل أحمد الناجي، اعتبر رحيل محمد بسطاوي خسارة للساحة الفنية، وأكد أنه كان إنساناً ناجحاً يتحمّل جميع معاني الرد والتسامح والطيبة و التواضع.
وقالت الممثلة بشرى أهريش التي بكت بحرقة لوفاة بسطاوي، إنها فقدت بوفاته أخاً عزيزاً وإنساناً مقبلاً على الحياة بتفاؤل حتى في عز مرضه، و أكدت أن برحيل بسطاوي خسر المغرب ممثلاً مقتدراً ستظل أعماله خالدة في أذهان المشاهدين إلى الأبد.
وهكذا رحل بسطاوي في غفلة من الجميع تاركاً قلوباً حزينة وعيوناً دامعة لا تصدّق أنه رحل، هو الذي أمتع الجمهور الواسع في سلسلة "احنا جيران" بجزئيها الأول والثاني في رمضان، أو من خلال شخصية "بوجمعة" في مسلسل "دوايير الزمان"، ومسلسل "جنان الكرمة"، وغيرها من الأعمال التي حظي بها بتقدير المهرجان الدولي للسينما بمراكش، الذي كرمه قبل سنين.
يذكر أن الراحل من مواليد 1954 في مدينة خريبكة، عمل ممثلاً مسرحياً في فرقتي "مسرح اليوم" و "مسرح الشمس"، وتقمص عدة أدوار في أعمال سينمائية وتلفزيونية محلية وأجنبية.
وتعامل مع العديد من المخرجين نذكر منهم: محمد اسماعيل، وفوزي بنسعيدي، وآخر أعماله عرض مؤخراً في مهرجان مراكش وهو فيلم "جوق العميان" لمحمد مفتكر.
تابعوا أيضاً:
أخبار المشاهير على مواقع التواصل الإجتماعي عبر صفحة مشاهير أونلاين
ولمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا أنستغرام سيدتي
ويمكنكم متابعة آخر أخبار النجوم عبر تويتر "سيدتي فن"