عملية إنقاذ بطة تثير جدلاً دينياً

الإنسانية قيمة لا تعادلها قيمة، فهي منبع كل معنى جميل وخلق سامٍ وهي مصداق الفترة القويمة التي أودعها الله في نفوس البشر، فما أروع المواقف التي تسطرها الإنسانية وتكون محركها الأساسي، فها هو رجل وجد بطة صغيرة وقعت بالمجاري المائية وكادت تغرق وتفقد حياتها، فما كان منه إلا أنه تحرك لإنقاذها معرضاً نفسه للخطر ولتجربة قد تكون خطرة وصعبة ومقززة بالنسبة للكثيرين، لكنه لم يجد حرجاً في الأمر، بل وجد سعادة غامرة حينما تمكن في النهاية من إنقاذ البطة والحفاظ على حياتها.
والغريب أن الصورة حينما عرضت على مواقع التواصل الاجتماعي أثارت جدلاً دينياً وصل حد تناول فتاوي تحرم فعل الرجل؛ لأنه عرض حياته للخطر من أجل "بطة"، والنفس البشرية أمانة مقدمة على كل شيء، في حين علق الشيخ الحبيب علي الجفري الذي نشر الحادثة وما أثارته من جدل على صفحته الرسمية على "فيس بوك": "فكيف يُتصَوَّر أن يحتاج الإنسان إلى "فتوى" فى استجابته التلقائية لداعى الرحمة؟ !وكيف تَحوَّل تناولنا لأحكام الشريعة السمحة إلى التعامل الآلي مع النصوص دون استشعار لمقاصدها إلى درجة صرنا فيها بحاجة إلى إثبات أن تصرّف الإنسان التلقائي بدافع الرحمة أمر يقبله الشرع؟!"