موسم التخفيضات وتهافت المتسوقين!

10 صور

كلمة «تخفيض» لها وقع سحري على الأذن، وبمجرد أن تعلن المحلات التجارية عن عروضها، تجد أغلبية الناس تتهافت إلى الأسواق لشراء حاجياتهم بسعر أقل؛ لتنتقل الكرة بذلك من ملعب البائعين إلى ملعب المتسوقين، والمنافسة على من يتسوق أولاً.

ضيوفنا يصفون حالهم بمواسم التخفيضات والطريقة التي يتسوقون بها من خلال الآتي:
فاتن عطاري التي تعمل في شركة خاصة، قالت: «أتابع التخفيضات وأهتم بمعرفة أوقاتها نوعاً ما، خاصة لماركات معينة أفضلها، وأضع رقم هاتفي لاستقبال رسائل العروض، وبدء التخفيضات لتلك المحلات، ولكن بالمقابل هذا لا يمنع أن الموضوع ليس هيناً؛ بسبب الازدحام والفوضى التي تعم المحلات؛ إذ إن البائعين غالباً ما يفقدون السيطرة على تنظيم القطع والثياب، أو لا يهتمون لذلك، فتجد القطع مبعثرة في كل مكان بدون متابعة لتنظيم أو ترتيب الموجود، وعندما أجد قطعة ملقاة على الأرض، حتى وإن أعجبتني أتجنب شراءها؛ لأنها تفقد قيمتها في نظري».
وصفت الموظفة في شركة خاصة، «ولاء عبدو» نفسها بمتسوقة من الدرجة الأولى، وفي كل أوقات السنة، حيث تقول: «انتظار إدراجها ضمن قطع الخصومات، قد يجعلني لا أجد اللون أو المقاس المناسبين، أما في مواسم التخفيضات، فرغم أن ازدحام الأسواق أمر يزعجني، إلا أنه لا يمنعني من الاهتمام بتلك العروض ومتابعتها».


خدعة العروض التسويقية
بينما لا يهتم الكاتب طلال الشاعر بموضوع التسوق إلا عند الضرورة لشراء قطعة تلزمه، ولا تعجبه فكرة التنقل بين الأسواق ومن محل لآخر، ويقول: «أتوجه إلى السوق لهدف محدد وبأقصر وقت ممكن، سواء كان ذلك خلال موسم التخفيضات أو غيره، لدرجة أنني قد لا أعلم بوجود خصومات أو عروض إلا بالصدفة، عندما أصل إلى السوق»، أما من حيث ازدحام الأسواق في مواسم العروض، فيقول: «لا أجد اختلافاً في ازدحام الأسواق في مواسم التخفيض عن غيرها، فالناس اكتشفوا خدعة العروض التسويقية؛ لذلك تجدها مكتظة باستمرار وطوال أيام السنة».

ومن قلب السوق يقول مسلم عبدالقادر مدير معرض «ميلانو كلاسيك» من مجموعة «الدانة» السعودية: «جميع العملاء يرغبون بالحصول على خصم على أي قطعة يقومون بشرائها، خاصة السيدات، أما الرجال فأغلبهم لا يهتمون بموضوع الخصم، وما يهمهم الحصول على القطعة عندما يحتاجون إليها».
ويوضح أن فترة التخفيضات تكون في موسمين، وهما: نهاية فصل الصيف، ونهاية الشتاء، وإلا فإن العديد من الشركات ستتكبد خسائر ضخمة؛ بسبب كمية الفائض الكبيرة من البضاعة المتواجدة لديها، والأمر مرتبط بالشركات الأم لتلك الماركات، ويكون هذا الخصم مبرمجاً آلياً دون تدخل من الوكيل، كما أنه مشروط بتصريح من الغرفة التجارية تمنحه لمدة 45 يوماً قابلة للتمديد».


نصائح للمستهلكين:
يشير أستاذ الاقتصاد في جامعة الملك عبدالعزيز، الدكتور مقبل الذكير، إلى أن التخفيضات يمكن أن تكون مفيدة للمستهلكين إذا كانت حقيقية، وإذا أحسن المستهلكون التعامل معها، وعليه يقدم عدداً من النصائح والإرشادات للمتسوقين؛ لضمان تسوق اقتصادي يحقق توفير المصروفات بشكل عملي، وتتمثل في ما يلي:

1. شراء ما سيتم استخدامه لمدة سنة أو أقل؛ بسبب اختلاف الموديلات والظروف والتخفيضات.
3. أن يعرف المستهلك أنواع الماركات، وأسعار السلع قبل التخفيض؛ للتأكد من حقيقة التخفيضات.
4. التأكد من أصالة السلع وماركتها، وأنها ليست مقلدة؛ ليكون للتخفيض معنى.
5. أفضل وأنجح التخفيضات بالنسبة للمستهلك، هي التي تتم لدى محلات مشهورة ذات فروع متعددة، وماركات يعرفها المستهلك، وغالباً يكون لها أوقات وتواريخ محددة للتخفيضات، ومن الأفضل تدوينها والاحتفاظ بها.
6. توفير ادخارات مسبقة لاستغلال التخفيضات الحقيقية.
7. حسن الاختيار والذوق المناسب أهم من أسماء الماركات، وإن كانت أسماء الماركات لها وقع عند بعض الناس، خاصة سلع الرفاهية والتفاخر مرتفعة الأثمان.
8. لا تشتري ملابس بلون غير مناسب لمجرد أن عليها تخفيضاً، فالأسود مثلاً لون لا يموت، وإن كانت هناك ألوان تناسب بعض الناس والأعمار غير الأسود.

أبرز حوادث التخفيضات الوهمية
يستغل بعض التجار سحر كلمة «تخفيض»، ووقعها على المستهلك لنصب فخ باسم التخفيض، وفي الحقيقة يكون الأمر عبارة عن إعلان وهمي لا صحة له، ومن أمثلة ذلك ما حدث في عدة متاجر بالسعودية خلال الشهر الأخير، ومنها:
أغلقت وزارة التجارة والصناعة بعض محلات إلكترونيات مشهورة، وذلك أثناء مهرجان التسوق الذي قامت به الشهر الماضي بعد أن تلقت عدداً من شكاوى المستهلكين بتنظيم مهرجان تخفيضات بنسب تخفيض عالية ومبالغ فيها، وأنهم سبق وأن اشتروا هذه السلع بنفس الأسعار قبل بدء مهرجان التخفيضات. حيث اتضح أن أغلب الأصناف تمت المبالغة في نسب تخفيضها أمام المستهلك، حيث وضع السعر قبل التخفيض بشكل مرتفع، بينما الشركة باعت السلعة بسعر أقل في الأشهر الثلاثة السابقة للمهرجان.
- أغلقت إدارة الرقابة الميدانية بوزارة التجارة والصناعة أحد فروع معرض آخر لـ«الإلكترونيات والمفروشات» بالرياض على خلفية حملة تخفيضات وهمية، وكانت المعارض قد أعلنت عن تخفيضات تصل إلى 70% على منتجاتها، واستخدمت شعاراً براقاً كتبت فيه: «انتهز الفرصة.. فالكمية محدودة».