على باب السنة الجديدة نقف مودعين عاماً يمضي. محطات كثيرة نتذكرها من الأيام الخوالي نترحم عليها، على لحظات أفلتت من بين أصابعنا، لحظات لا يمكن العودة إليها ولا تعويضها.
فلو نظرت إلى الأمس بمنظارك وأنت تفتح بابك للعام الجديد، فما الذي تترحم عليه وأنت تودع عاماً يمضي؟
من ذهبوا ولن يعودوا
ميساء مصطفى (24 عاماً- فنانة تشكيليَّة): نترحم هذه السنة على أشخاص فقدناهم قلباً وقالباً تارة، وأشخاص أسقطتهم المواقف والحياة تارة أخرى، هناك من سنتذكرهم ما دمنا أحياء، عام ينتهي، وجديد يأتي، لكنَّنا لا ندري هل سنكمله للآخر أم لا؛ لنترحم على كل ما هو غالٍ وعلى صدق مشاعر بددناها على أشخاص لا يستحقون.
من ناحية أخرى قالت أمل عبد الرحمن اليربوع (30 عاماً، اختصاصية إعلام تربوي بوزارة التربية والتعليم): هناك أشياء كنت أود أن أحققها في هذا العام، وعلى الرغم من الانكسارات التي صاحبت 2014م وتألمت معها الشعوب، إلا أنَّنا نتمنى أن يحل العام الجديد، ويحمل معه طيات من الفرح والأمل، وأن تعلو الشعوب بأوطانها بعيداً عن الانقسامات والحروب والدمار، والتفكك الأسري وما إلى ذلك، وكلنا أمل، فنحن خُلقنا؛ لكي نتعايش مع كل الأوضاع والأحوال مهما كانت.
الأحياء القديمة
من جهة أخرى إبراهيم جبريل برناوي يقول: «افتقدت في العام الماضي أجواء حارتي القديمة، التي تم هدمها بسبب مشاريع تطوير مكة المكرمة، افتقدت مراكزها التي كنا نقضي فيها أوقاتاً ممتعة، ونتجاذب أطراف الأحاديث، ونروي القصص والمواقف الطريفة فيما بيننا، افتقدت بساطتها وشعبية ملحمتها، أول عام يمر وحارتي قيدت في سجلات النسيان والماضي، ولم يبقَ منها سوى بقايا دمار وذكريات».
عبداللطيف بوردحة (طالب_20عاماً) «كنت بأحد المقاهي فرآني عدة مخرجين، فعرضوا عليّ التمثيل، ولكن كنت على عجلة من أمري، فأعطاني أحدهم كارته للتواصل معه، ووضعته داخل المحفظة، ولكن عند وصولي للبيت فقدت الكارت من فرحتي أضعته، ومن يومها وأنا أذهب إلى نفس المقهى لعلي أجده مرة أخرى، فهو حلمي وأثق بالله تعالى بأني سأحققه العام القادم».
في المقابل قال فارس أحمد الداغستاني (24 عاماً– مصور): بقيت أيام قليلة وتنتهي السنة بحلوها ومرها، وتأتي سنة جديدة عليَّ وعليكم، وأتمنى أن تبدأ السنة الجديدة ولا ننظر خلفنا؛ فذلك ماضٍ يؤلمنا، ولا إلى اليوم؛ فإنَّه حاضر يزعجنا، ولا إلى الأمام، فهو مستقبل قد يؤرقنا، لكن ننظر إلى أعلى فإنَّ لنا رباً يرحمنا، وهذه أجمل كلمات نبدأ بها عامنا الجديد.
الرأي الاجتماعي
يعلق د. خالد الحارثي، مستشار اجتماعي بقوله: خير ما نبدأ به عامنا الجديد، لا بد أن نقول لأنفسنا اعتقاداً وليس هرطقة: في هذا العام لن أكون وحدي، ولن أعمل وحدي، ولن أنجح وحدي، في هذا العام أريد تحقيق الإنسانيَّة بمعانيها السامية النبيلة في نفسي أولاً، وإشراك غيري معي في هذا المبدأ، وأن أنشر الإيجابيَّة فيمن حولي، بغض النظر عن أي اختلاف بيني وبينهم، وأن أصبو دائماً في كل علاقاتي أن تكون بعيدة بقدر الإمكان عن الخلاف، وأقرب إلى الاختلاف؛ لأنَّه أمر إيجابي يساعد على اكتساب مهارات وفوائد جمة لا يحققها التماثل والتشابه، وهذا الاعتقاد لابد أن أُصدّقه بالعمل الجاد المخلص المتقن، كما يحب الله ورسوله، فهذه أمتنا على أعتاب أمور جليلة، لم يعد للكسلان أو الفاسد فيها مجال، وليس لهما بيننا مقعد، نريد أن نتقدم وننجح ونرسل هذه الرسائل الإيجابيَّة للعالم من حولنا؛ ليكون عامنا هذا وواقعنا أنزه وأجمل.
من طرائف الشعوب
المكسيك
(فقط 12 حبة من العنب) هذا هو التقليد الأساسي لأهل المكسيك، الذين يتناولون 12 حبة عنب في احتفال ليلة رأس السنة، موزعة هذه الحبات على الساعات 12 الأخيرة من النهار، حبة كل ساعة، والمكسيكيون من خلال هذا التقليد يرمزون لكل شهر من شهور السنة القادمة، كيف سيكون، وذلك حسب طعم الحبة.
إيطاليا
هناك عادة لا يمكن أن يفوّتها الإيطاليون في عيد رأس السنة، وهي تواجد أطباق من العدس على المائدة، فهي حسب معتقداتهم تجلب الرزق.
وكان لدى الإيطاليين تقليد تم إلغاؤه وهو: إلقاء الأثاث البالي من النوافذ في العيد، وإن أردتم قضاء رأس السنة في إيطاليا، فاحذروا من المرور تحت النوافذ؛ لأنكم قد تكونون ضحايا لمن مازال متمسكاً بهذا التقليد.