هل تقود المشكلات الزوجية إلى القتل؟

تشاجرا، أفرطت في التلفظ عليه وأهانته، تجاوزت الحدود ولم تراع عصبيته، أمسك آله حادة وضربها ضربة قضت عليها، وقف مبهوتاًيشاهد ما فعله، لقد ماتت بالفعل، أما هو فأصبح يعاني من انهيار عصبي وانتهى به الأمر في إحدى المصحات النفسية، والسبب خلاف زوجي عادي.

كل البيوت الزوجية حول العالم قديماً أو حديثاً لا تخلو من المشاكل حتى أن بيت النبوة لم يسلم منها، فالبيت الذي لا مشاكل به ضرب من الخيال، وفي المقابل هناك مشاكل قد تفضي للجرائم والقتل وتعتبر ضرباً من الجنون.

المستشار الأسري والاجتماعي عبدالرحمن القراش يخبرنا في هذا الموضوع عن مسببات هذا النوع القاتل من المشاكل والسبيل لتلافيه وعلاجه:

بداية يقول القراش: "لاشك أن هناك الكثير من المشاكل التي قد تنشأ بين أي زوجين سواء لأسباب دينية أو مادية أو نفسية أو اجتماعية أو صحية، وفي هذه الحالات نقول أنه إذا لم يتم علاجها منذ بدايتهاوالبحث عن حلول جذرية لها أو تخفيفها قدر الإمكان على الأقل، فإن الطلاق سيكون المصير المحتوم سواء كان ذلك الطلاق عاطفياً فيكون الزوجان متباعدين وسلبيين في بيت واحد، أو شرعياً فينفصل الزوجان ويذهب كل واحد منهما في حال سبيله، وتكون النتيجة في الغالب ضياع الأبناء أو انهيار حال أحد الزوجين".

ويستطرد القراش: "لكن هناك بعض المشاكل قد تتفاقم حد القتل وحدوث الجرائم المنزلية، وهذه النوعية من المشاكل المؤدية للقتل كالتي نسمع عنها بين الحين والآخر في الإعلام أو الواقع الاجتماعي حتى ولو كانت قليلة فمسبباتها واضحة ومعلومة، وهي: أسباب نفسية، وتتمثل في الشك غير المبرر أو الوسواس أو السحر أو الإدمان، إضافة إلى الأسباب السلوكية كالخيانة المتكررة أو حب التملك أو العنف، وهذين السببين أكثر مايفقد أحد الزوجين عقله خصوصاً الرجل، أما المرأة فتزيد على ماسبق الغيرة الشديدة نتيجة زواج الرجل من أخرى أو نزعتها لحب التملك والسيطرة، الأمر الذي قد يجعلهما يفقدان عقليهما في لحظة غضب ويرتكبان جريمة لا شعورية يندمان عليها لاحقاً".

ويرشدنا القراش للحل لتلافي مثل هذه الكوارث المدمرة قائلاً: "مهما كان ليس من حق أحد الزوجين شرعاً أو إنسانياً أن ينهي حياة الآخر، ومن المعلوم أن الدين الإسلامي جاء بكل ما يخص العلاقة الزوجية من حلول، فكل مايقع فيه الزوجان لو تم عرضه على الشرع بكل شفافية، ثم عرضه على أهل الاختصاص النفسي والطبي والتربوي، بالإضافة للعقلاء من أهل الزوجين،فسيكون هناك تدارك لوقوع الجريمة قبل حدوثها، ولكن التصرف الفردي ستكون عاقبته وخيمة ونتيجته كارثية سواء على الزوجين أو الأبناء أو المجتمع".