انفراد "سيِّدتي نت" بفك لغز هروب "طالبي القطار" في الدمام

4 صور

بعد أن شغلت حادثة هروب الطالبين محمد ويحيى، بالصف الأول الابتدائي من مدرستهما في الدمام، وسفرهما على متن القطار المتوجه إلى الرياض، الرأي العام والإعلامي؛ بسبب غموض تفاصيلها وتضارب الأقاويل حولها، تمكنت "سيِّدتي نت" من كشف تفاصيل حصرية وسبب إقدام الطالبين على الخروج من المدرسة واستقلالهما القطار، والذي كان وراء سفرهما للرياض بمفردهما، إضافة إلى الهدف من ذلك، حيث أكدت مصادر خاصة لـ"سيِّدتي نت" أن الحادثة تحيط بها علامات استفهام كثيرة، كما تبين من الدلالات الواضحة أن هناك من قام باستغلال الطفلين لأمر ما لم تعرف حقيقته بعد.


وفقاً لما ذكره الطفلان، فإنهما توجها خلال الفسحة الدراسية إلى البوابة الخلفية للمدرسة حباً في المرح لا أكثر، ونظراً لعدم وجود احتياطات أمنية عليها تمكنا من عبور البوابة من خلال فتحات الحديد الواسعة، واتجها إلى الحديقة المقابلة للمدرسة، وأثناء وجودهما داخلها، كما علمت "سيدتي نت" جاءهما رجل وامرأة مجهولان، وتعمدت المرأة أن تغري الطفلين بالذهاب إلى القطار وركوبه، ونظراً لصغر عمريهما جذبهما هذا الكلام والتشويق لرؤية القطار، وبالفعل ذهب محمد ويحيى معهما، وركبوا السيارة، وتوجهوا إلى محطة قطار الدمام، ودخلوا القطار بدون أي تفتيش أو مرور على المسؤولين هناك بالمحطة، ثم توجهوا إلى الرياض.

وأوضح المصدر أن الطفلين ذكروا أن المرأة والرجل تركوهما بعد أن أعطت المرأة مبلغ 5 ريالات لكل منهما، ومن الشكوك المحيطة بالحادثة أن الرجل والمرأة قاما باستغلال الطفلين ليتمكنا من التخفي لغرض ما وعدم الانتباه إليهما.

بعد البحث
تم العثور على الطفلين بعد مرور 16 ساعة على غيابهما، وقيام إدارة "مدرسة فلسطين الابتدائية في الدمام" بإبلاغ أولياء أمورهما بتغيبهما، وبعد محاولات البحث عنهما من قبل إدارة المدرسة وأولياء الأمور في جميع الجوانب مع جميع أعضاء المدرسة وعدم العثور عليهما، حيث تم نشر إعلان على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" يفيد بتغيبهما، وعلى من يجدهما أن يقوم بإفادة الجهات المعنية، كما تم إبلاغ الجهات الأمنية عن فقدان الطفلين، ثم جاء اتصال يفيد بالعثور عليهما في محطة قطار الرياض.

لا تحرش
وعن صحة الطفلين ذكر المصدر أنهما لم يتعرضا لأي تحرش أو إيذاء جسدي من أي نوع، وأن ماتعرضا له عبارة عن عملية احتيال كبرى كان أساسها الإهمال الكبير من قبل إدارة المدرسة وسكة الحديد لغفلانهاعن طلب بطاقة العائلة للتأكد من هوية الركاب، ولم يغلق الموضوع عند هذا الحد، بل مازال العمل جارياً لإجراء التحقيقات الكاملة لكشف هوية المرأة والرجل المجهولين، ولمحاسبة إدارة محطة القطار، وكذلك المدرسة، وحفاظاً على سلامة أحد الأبناء سيتم نقله من المدرسة وإدخاله إلى مدرسة أهلية.

متطوعون
وفي تفاصيل القصة كما ذكرتها وسائل الإعلام، فقد افتقد الطالب عبدالله بن سعد أخيه محمد بعد انتهاء اليوم الدراسي، ولم يتمكن من العثور عليه بعد خروج جميع الطلاب، فتوجه على الفور للاتصال بوالده وإبلاغه بعدم العثور على أخيه، فقام والد الطفل "محمد" بالبحث في المستشفيات وخزانات الصرف الصحي في المدرسة وخارجها على أملاً بإيجاد ابنه وصديقه، وبعد مساعدة المتطوعين ونشر إعلان على موقع "تويتر"، الأمر الذي أشعل تفاعلاً كبيراً بين المغردين، وتسارعوا لتداول صور الطفلين لنشرها بشكل موسع، تم التوصل إليهماوالإبلاغ عن وجودهما بعد صلاة العشاء في محطة القطار بالرياض.

إجراءات لازمة
من جهته، قال المتحدث الإعلامي لشرطة المنطقة الشرقية العقيد زياد الرقيطي: "عند الثانية والربع من مساء الأحد ورد مركز شرطة جنوب الدمام بلاغ يفيد بفقدان طفلين في السابعة من العمر من إحدى المدارس بمدينة الدمام"، مشيراً إلى أنه تم اتخاذ الإجراءات اللازمة، وكانت المفاجأة الغريبة وغير المتوقعة وصول معلومات مؤكدة للشرطة بوجود الطفلين في الرياض، وأنهما استقلا القطار المتجه من الدمام للرياض عند الساعة الواحدة ظهراً، حيث تم العثور عليهما ضمن رحلة القطار المغادرة من الدمام والمتجهة لمدينة الرياض، وتمت إعادتهما من خلال الرحلة المعاودة وتسليمهما لأسرهما.

أثارت قصة هروب الطفلين غضب المتابعين للغز اختفائهما، والتكتم الصادر عن الموضوع وعدم كشف ملابساته، مطالبين بسرعة التحقيق الجاد في الحادثة التي تخفي أكثر مما تظهر، وتحمل في طياتها خطورة كبيرة لم تكشف بعد، كما طالبوا بعقوبة المقصرين من الجهات المسؤولة لعدم توفير الرقابة اللازمة على الجهات العامة التي يجب أن تخضع مرتاديها لقوانين وضوابط رسمية يتم التعامل بها.

من جانب آخر، قال المتحدث الإعلامي مدير إدارة العلاقات العامة والإعلام بتعليم المنطقة الشرقية سعيد الباحص: "إن هروب الطفلين من المدرسة لم يكن بسبب تعرضهما لتعنيف من قبل أحد المعلمين أو الزملاء، لكنه جاء كلهو طفولي لا أكثر، وبعد الوقوف على تفاصيل الحادثة من قبل الإدارة المختصة بتعليم المنطقة الشرقية اتضح أن هروبهما تزامن بعد قرع جرس نهاية الفسحة، ودخول الطلاب للحصة الرابعة، حيث قام الطالبان بالاختباء في دورات المياه، ثم غافلا المناوبين واتجها إلى البوابة الشرقية للمبنى المدرسي وغير المستخدمة لخروج الطلاب إطلاقاً، وتسلقا البوابة، وهربا من المدرسة"، مضيفاً: "عند بداية الحصة الرابعة قام معلم الصف بإحصاء طلابه، وتبين معه عدم وجود الطالبين، ما دعاه إلى إبلاغ إدارة المدرسة، والتي باشرت على الفور عملية البحث عن الطالبين في كافة مرافق المدرسة، وتبين عدم وجودهما،مما دعاها إلى إخبار أولياء أمور الطالبين إلى جانب الجهات الأمنية المختصة، التي حضرت على الفور وقامت بالوقوف على ملابسات الحادثة"، ولفت الباحص إلى حرص إدارة التربية والتعليم على سلامة وأمن أبنائها الطلبة داخل المدرسة وأثناء اليوم الدراسي.

كما حاولت "سيِّدتي نت" التواصل مع إدارة المدرسة المتمثلة في مدير المدرسة عبدالغني الغامدي، ولكنه رفض الإدلاء بأي تصريح يذكر عن الحادثة.