يحتفل العالم هذه الأيام بالذكرى الثمانين لولادة "الفيس بريسلي" محبوب جيل من الشباب حول العالم وملك" الروك آند رول"، الذي أحدث ثورة كبرى في عالم الموسيقى إلى الحد الذي دفع بالنجم "جون لينون" عضو فريق البيتلز اإلى القول:"قبل الفيس لم يكن ثمة شئ .. وبعده صار كل شئ". كما سيحتفل العالم بعد ثمانية شهور من الآن وفي شهر أغسطس (آب) بالتحديد بالذكرى الثامنة والثلاثين لرحيله، وما بين هذين التاريخين يقام حالياً معرض لندني في صالة The O2 ويستمر على مدى هذه الشهور الثمانية في فرصة نادرة للتعرف إلى حياة هذه المطرب الأسطورة ومعاينة مقتنياته الشخصية التي جيء بها من منزله في ضيعة "كريسلاند" في الولايات المتحدة إلى لندن في أول معرض استعادي يقدم مثل هذه المقتنيات التي لم ترها أوروبا من قبل.
حكاية رجل باغتته الشهرة
يحكي المعرض الذي يحمل عنوان " الفيس: معرض عن حياته" Elvis at The O2: The Exhibition of His Life قصة الثورة الموسيقية التي بدأت بأول قدم يضعها الشاب الصغير "الفيس بريسلي" على أرضية استوديو التسجيل في عام 1954 وما تبعها من صعود فلكي وشهرة اجتاحت العالم ورسمت حوله هالة من النجومية التي حولته إلى أيقونة لم يشهد لها تاريخ الموسيقى مثيلاً. وقد لفت نظرنا في تجوالنا في المعرض الترتيب الزمني المدروس الذي يأخذنا في رحلة تأمل لاقتفاء أثر هذا الفنان منذ كان شاباً فقيراً في الثامنة عشرة من العمر يقود شاحنة ويلبس ثياباً قطنية رخيصة وينتعل حذاءً بالياً إلى تحوله إلى أسطورة الروك أند رول الذي قلب موازين الموسيقى والأزياء والقيم الاجتماعية ورسم للمراهقين والشباب الصغار طريقاً آخر فيه كثير من الجرأة والتحدي والثورة على التقاليد بطريقة لم تكن مألوفة في خمسينيات القرن الماضي .ولم يغفل المعرض أي جانب من حياته سواء العائلي أو الفني أو الإجتماعي وقد وضع لنا عبر هذه المقتنيات أجوبة صامتة عن حياة رجل هاجمته الشهرة على حين غرة وتحول إلى ملك لا يدانيه أحد ولكنه حاول أن يبقى متوازناً وسط كل هذا الصخب الذي يحيطه واجتهد كي يكون أفضل أب لإبنته التي رحل عنها وهي طفلة وأفضل إبن بار بأمه التي كانت محور حياته ولكنها رحلت بعد نجاحه وشهرته بسنتين وأفضل زوج لإمرأة احبها من كل قلبه واختارها من بين ملايين النساء اللائي كن يحلمن بالنظر اليه , ولكنها خانته ودفعت به إلى هاوية الإدمان على المخدرات والسمنة المفرطة وشراهة التهام الوجبات السريعة ..والموت في نهاية الأمر وهو في بداية الأربعينات من عمره .
إرث يتقاسمه الجميع
الداخل إلى هذا المعرض يدرك بأن ما يراه ليس مجرد مقتنيات مجموعة في مكان واحد بانتظار عودة بعضها إلى بيت ملك الروك آند رول أو إلى المزادات التي ستبيعها في الغالب إلى مقتنين يحتفظون بها في خزاناتهم الخاصة، وإنما هي أكثر من ثلاثمائة قطعة تحكي تاريخاً لا يمكن تجاوزه وتحمل أنفاس حقبة كاملة في حياة ملايين من الناس حول العالم, وفي هذا الصدد تقول طليقته الممثلة برسيلا بريسلي: لقد كان يعني لي الفيس الكثير وكذلك لإبنتنا " ليسا ميري" ولكننا نعرف أن عائلتنا لا بد أن تتقاسمه مع العالم لأن إرثه مازال حياً بيننا حتى اليوم ليس فقط من خلال موسيقاه ولكن بملايين الناس الذين يكنون له الحب والتقدير والإعجاب". وعن مقتنيات المعرض تقول: "كل قطعة تضم ذكرى خاصة ونحن أكثر من سعداء في نقل هذه المقتنيات من ضيعة "كريسلاند" إلى لندن كي تتاح الفرصة لمعجبيه في التقرب والتعرف إليه أكثر".
موقع "سيدتي نت" تجول داخل المعرض وعاد بهذه الاختيارت التي تؤرخ لفترات مختلفة من حياة النجم الكبير.