بنجاح يفوق العام الأول انطلق مهرجان جدَّة التاريخيَّة الثاني تحت شعار (شمسك أشرقت) بحضور الأمير مشعل بن ماجد، محافظ محافظة جدَّة والأمير سلطان بن سلمان، وعدد من الفنانين والإعلاميين وحشد من الجماهير.
وقد تضمن حفل الافتتاح عرضاً لأوبريت «شمسك أشرقت في الكون»، أدته مجموعة من الفنانين، وشارك فيه 100 عارض من الفرق الفنيَّة الشعبيَّة. وقد تضمن الأوبريت 4 لوحات فنية تراثيَّة، الأولى تتعلق بأهل جدَّة زمان أول، وكيف كانت الحياة الاجتماعيَّة، بينما تصور اللوحة الثانية التي قدِّمت بعنوان «شوية عتب» كيف ترك الأحفاد جدَّة وحيدة منعزلة، في حين صوَّرت اللوحة الثالثة «شوق وحنين»، كيف عاد الحنين والشوق إلى أهل جدَّة، وتحدثت اللوحة الرابعة عن عودة إشراق شمس جدَّة اليوم، لتعويض صبرها.
مسارات المهرجان
شهد مهرجان جدَّة هذا العام برامج وملتقيات وعروضاً في 4 مسارات من أجل مشاهدة صور اجتماعيَّة لما كانت عليه المنطقة التاريخيَّة في الماضي.
بدأ المسار الأول «التسوق» من مدخل سوق الندى الشمالي مروراً بالسوق الكبير حتى شارع قابل. بينما مكَّن المسار الثاني «التاريخي» الذي بدأ من باب البنط مروراً بشارع قابل وسوق العلوي وصولا لباب مكَّة، من مشاهدة المتحف الخاص بالرياضة الجداويَّة، ومشاهدة مسار الحجاج. وفي المسار الثالث «الثقافي» الذي بدأ من برحة نصيف جنوباً حتى مكتب العمدة بشارع الذهب، عقدت 11 فعاليَّة منها الندوات والمحاضرات وملتقى شعراء الحجاز وفعالية «عوايد أهل أول» ومتاحف الطوابع والعملات والجرائد والمستندات والوثائق واللوحات الزيتيَّة والجهات الحكوميَّة إضافة إلى المتحف البحري والمتحف القديم ودكان الكتاب الجداوي. ويبدأ المسار الرابع «الترفيهي» من باب المدينة مروراً بشارع أبو عنبة وحتى برحة نصيف ومسار للعودة يمر بمحاذاة مسجد الشافعي شرقاً. ويتضمن 15 فعاليَّة منها مركب أهل البلد، والبيت الحجازي وشاهد رواد المهرجان 20 مهنة وحرفة يدويَّة كانت سائدة في ذلك الزمان، ويعرض أكثر من 20 أكلة شعبيَّة متداولة.
فعاليات النسائيَّة
خصص المهرجان موقعاً للفعاليات النسائيَّة وهي «حياة أول» من خلال أكشاك عديدة تمثل المهن النسائيَّة القديمة كالتفصيل والخياطة والتزيين والرسم بالحناء. بالإضافة إلى المسرح الذي قدم عرضاً مسرحياً باللغة الحجازيَّة بمشاركة أكثر من 30 سيدة وذلك لتصوير الحياة الزوجيَّة في مدينة الحجاز وكيف كانت في السابق من خلال شخصيات عديدة تمثل الزوجة والجارة والصديقة والأم والحماة.
كما قدمت عدد من السيدات الأكلات الحجازيَّة القديمة والمخللات والحلويات والعصائر والقهوة للزوار من خلال الأكشاك والكافتيريات المنتشرة على طول المسارات داخل جدَّة القديمة بنكهة حجازيَّة قديمة مرتدين الزي التقليدي التراثي في مدينة جدَّة.
انطباعات الزوار
لاقى المهرجان حضوراً جماهيرياً كثيفاً منذ يوم افتتاحه الأول، وأعرب الجميع عن سعادتهم بمهرجان جدَّة القديمة كونه مختلفاً ومميزاً بكل تفاصيله، ويعدُّ فرصة للإطلاع على الماضي وتعريف الأبناء بتاريخ أجدادهم بطريقة جذابة.
ما يميِّز مهرجان هذا العام كثرة الفعاليات وتنوعها، والتنظيم الجيِّد والترتيب من خلال اللوحات الإرشاديَّة التعريفيَّة المنتشرة، وكذلك تعاون العاملين مع الزوار من حيث التوجيه والإرشاد والشرح حول المسارات والفعاليات وأماكن التسوق والشراء.