حينما يرحل الأحبة تبقى كلماتهم الأخيرة خالدة في ذاكرتنا تتردد على مسامعنا بين الفينة والأخرى مثيرة أمواجاً من الشوق والحنين لهم، والأسى على فراقهم، ويبقى عزاؤنا الوحيد هو طيب رحيق هذه الكلمات وعبق تأثيرها، فما بالنا بحبيب وصلت سيرته العطرة وأخلاقه للملايين، وتربعت محبته في قلوبهم حتى أصبح مالكاً لها، إنه ملك الإنسانية الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، الذي رحل عنا أمس مخلفاً أرشيفاً عظيماً من الإنجازات والأعمال الطيبة.
تصريحاته الأخيرة وكلماته التي تفيض سمواً وتواضعاً حملت الكثير من المعاني العميقة وذات الدلالات الرائعة، وهذا ليس غريباً على الملك الإنسان فقد حملت كلماته الأخيرة لوزرائه توصية على مواطني المملكة والمقيمين فيها، فقد كان - رحمه الله - حريصاً على مصلحة الإنسان منادياً بحقوقه في كل مكان، ومن تلك الكلمات الأخيرة التي رصدتها الصحافة السعودية يقول: "شكراً يا إخوان، أنا ودي أطول معكم لكن أنتم ولله الحمد يعني صفينا. كلكم عارفينكم.. عارفكم شعبكم وأنتم عارفين أنفسكم ونحن عارفينكم ولله الحمد، أقول لكم الصدق وإلا لا؟"
وأضاف: "أول شيء ابدؤوا بالصدق. إيه فيه رجال وفيه من الشباب، لكن أنا ما أبي يجي واحد أنا أعلمه؟! أبي يجي واحد هو يعلمني. وهذي ولله الحمد فيكم كلكم، أولكم الشيخ وإلى آخركم.. وشكراً لكم".
رحمك الله ملك الإنسانية وطيب ثراك.