لقاء خاص مع الفنان الذي شغل الناس بجدارية الملك الراحل

6 صور
بلوحة جدارية واحدة للملك الراحل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز –رحمه الله - على كورنيش جدة، وبين ليلة وضحاها، تحول الفنان السعودي أحمد زهير إلى نجم يشار له بالبنان، وأصبحت لوحته التي عبر من خلالها عن حبه لملك الإنسانية من أكثر الصور والأخبار تداولاً عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
"سيِّدتي نت" التقى الفنان، وفي ما يأتي نص اللقاء:
- كيف راودتك فكرة رسم اللوحة الجدارية؟
منذ أكثر من عام كانت تراودني فكرة الرسم على الكورنيش، وعلى هذا الجدار تحديداً؛ لأنني كنت على يقين بأنها ستعكس لوحة جميلة، وعندما جاءت هذه المناسبة الحزينة التي اختلطت فيها المشاعر والأحاسيس، ووقع بصري على هذه الصورة لخادم الحرمين الشريفين التي يغادر فيها قصره، شعرت بأنها الصورة الأنسب التي من الممكن أن أنفذها على ذلك الجدار.
- هناك الكثير من الصور التي نشرت لخادم الحرمين الشريفين، لماذا استوقفتك هذه الصورة تحديداً؟
أعتقد أنها من أبلغ الصور التي تعبر عن الوداع والفقد والرحيل لحبيب الشعب الملك عبدالله، كما أنني أجريت اختباراً لها من خلال رسمة بسيطة، وبمجرد نشرها في "انستغرام" أحدثت صدى جميلاً، فقررت في تلك اللحظة وفي تمام الحادية عشرة والنصف مساء أن أنفذ الفكرة، وحينها توجهت إلى الكورنيش وأنا أحمل سلماً استعرته من منزل والدي.
- ألم تتوقع أن يتم منعك أو مساءلتك من قبل أي جهة؟
لا أنكر أنني كنت خائفاً من المساءلة ومن إلقاء القبض علي ومنعي من إكمال الرسم، ولكنني لم أكن هناك لأكتب عبارات العشق والغرام المتداولة على الجدران، بل لأحقق هدفاً ورسالة، لذلك عزمت على أن أنفذ العمل بسرعة وخلال 10 دقائق فقط وقبل أن ألفت الأنظار لي، ولكن ما أن بدأت بالرسم حتى وجدت اثنين من الشباب وقفا لتصويري، فتوجهت إليهما طالباً منهما الانصراف حتى أنتهي من الرسم رغم أنني أستمتع بوجود وتفاعل الناس حولي عادة عندما أقوم بالرسم، ثم عدت لأكمل الرسم، وفجأة فوجئت بتجمع قرابة 150 شخصاً حولي وانشغالهم بالتصوير، وبعد ذلك توقفت حركة سير السيارات، واضطررت للتوقف للمرة الثانية عن الرسم لأتوسل لأصحاب السيارات بالتحرك وعدم تعطيل السير، وبعد مرور 25 دقيقة انتهيت من رسم اللوحة التي أضفت لها بعض الأبيات الشعرية للشاعر سليمان الصقعبي، وبقيت في الكورنيش حتى الفجر أتابع الجماهير الحاشدة التي اكتظ بها المكان ومدى إعجابهم باللوحة.
-هل توقعت ردود الفعل تلك وذلك الزخم الإعلامي؟
بصراحة فوجئت بذلك سواء كان بشكل مباشر أو من خلال الاتصالات التي لم تتوقف، ومن خلال المتابعين لي في "تويتر" الذين قفزوا من 11 ألف إلى أكثر من 130 ألف متابع.
- هل تعتقد أنك فتحت الباب لهواة الرسم على الجدران على مصراعيه؟
عندما خرجت للرسم ترددت كثيراً لأكثر من عام ولم أقلد أحداً في ذلك.
- كيف تصف لنا الملك عبدالله؟
هو أب بكل ما يمكن أن تحمله الكلمة من معنى.
- متى كانت بداية ظهور موهبتك الفنية؟
تقريباً في سن الحادية عشرة، حيث لفتني لأول مرة رسماً كاريكاتيرياً في إحدى الصحف، وتمكنت من رسمه كما هو لدرجة أثارت استغراب والدي، وبعد ذلك أدمنت وبشكل يومي الحصول على جريدة والدي والقيام برسم الكاريكاتير، وحتى عندما توقف والدي عن شراء الصحف، توليت القيام بذلك من مصروفي الشخصي، وعندما التحقت بالمرحلة المتوسطة والثانوية في المعهد العلمي كان زملائي يلقبونني برسام المعهد، وكان معلم مصطلح الحديث أول شخص أقوم برسمه، وكنت حينها خائفاً من ردة فعله، لكنه اكتفى بتوجيهي إلى ترك رسم الأرواح والاتجاه لرسم الطبيعة.
لماذا لم تتجه لدراسة الفنون وصقل موهبتك؟
- أغراني والدي بالدخول لكلية المعلمين بشراء سيارة للعدول عن فكرة سفري إلى الرياض والالتحاق بجامعة الملك سعود، كما أنني حينها كنت أعشق اللغة الإنجليزية وأردت أن أتقنها حتى أحقق التواصل مع الآخرين، ولم أجد في ذلك الوقت من يوجهني لتطوير نفسي وصقل موهبتي، ولم تقم أي جهة في ذلك الوقت بتبني ورعاية الموهوبين، وكل ما أذكره أن هناك معلمين لهما الفضل بعد الله في تشجيعي، وهما: أحمد القاضي، ويحيى هذلول الذي أنشأ لي موقعاً إلكترونياً جمع فيه معظم رسوماتي.
انخرطت في الوسط الفني لمدة عامين، حيث شاركت خلالهما في عدد من المسابقات، منها: مسابقة بعنوان "جدة زمان"، وحصلت لوحاتي على المركز الثاني من بين 70 أو 80 عملاً، كما كانت لي مشاركة في مسابقة بعنوان "الخلق الحسن" في ردسي مول، وحققت فيها المركز الأول، إلا أنني لم أحضر التكريم؛ لأنني كنت بجوار زوجتي التي كانت في حالة ولادة ابننا فيصل.
وبعد عامين قضيتهما في الوسط الفني لم أشعر خلالهما بالاستفادة وعانيت خلالهما من الشللية والحزبية، فضلت الابتعاد والانزواء بمرسمي حتى أصل إلى عدد معين من اللوحات يؤهلني لإقامة معرض شخصي.
بمن تأثرت من الفنانين؟
- تأثرت بالكثير من الفنانين العالميين، الأمر الذي جعلني أجه للرسم التأثيري الواقعي، وهو مختلف تماماً عن الفن التجريدي الذي لم أجد نفسي فيه.
- ما الخامات التي تستخدمها؟
الألوان الزيتية، والفحم، والرصاص.
- ما أهم عيوبك؟
حساس بشكل مبالغ.
حدثنا عن حياتك الشخصية؟
أعمل معلم لغة إنجليزية، أبلغ من العمر "31 عاماً"، متزوج منذ سبع سنوات، لي ابنة اسمها ديالا "5 سنوات" وابن اسمه فيصل ويبلغ من العمر "عاماً ونصف".
- ما هي طموحاتك المستقبلية؟
أحلم بالحصول على الماجستير والدكتوراه في الفن ومن لندن تحديداً.