مع ارتفاع نسبة العنوسة في المجتمعات العربية، وعزوف الشباب عن الزواج لأسباب عدة؛ كعدم وجود الشريك المناسب، أو الغلاء المعيشي، أو الزيادة الطبيعية في نسبة الإناث مقابل الذكور؛ بسبب السفر أو الحروب أو ما شابه، يصبح هاجس الأهل إبعاد كلمة «عانس» عن ابنتهم، ويبدأ الضغط النفسي المباشر أو غير المباشر عليها للبحث عن شريك الحياة، وتختلف أشكال وحجم هذه الضغوط بين بلد وآخر.
وفي لبنان لا يختلف الوضع كثيراً مع وصول نسبة العنوسة إلى 85%، وفق الدراسة التي أجرتها إذاعة هولندا استناداً إلى إحصاءات مراكز الأبحاث والمعطيات الخاصة بالمنظّمات غير الحكومية، مؤخراً، ولكن مع ما يشهده المجتمع من انفتاح، ومع خروج المرأة للعمل، يكون البحث عن شريك الحياة وليس عن معيل، وهنا نستعرض قصة 4 صديقات لبنانيات قاربن الأربعين دون زواج، كلهن جميلات ومثقفات، ومتميزات في أعمالهن، تبحث كل منهن عن العريس بطريقتها، ليبدأن البوح عند اجتماعهن عن أسرار علاقتهن وعن أمانيهن.
الأولى هي «تالين» المتحررة، والتي تعيش في شقتها بمفردها، حيث لا ضغوط أهل ولا مشاكل أسرية، كلها مرح ونشاط، تعمل بائعة لوحات فنية، وفي الوقت المتبقي لها توزع نفسها ما بين هواياتها الكثيرة؛ كالرقص والرياضة. وهي كذلك تلاحظ محاولات الجار المستمرة للتقرب منها، وتجد فيها بعض العزاء.
أما «ياسمينا» فهي فتاة مكافحة تعمل في صالون تجميل، وتعيش مع أسرتها، حيث يكون هاجس الأم أن تجد لابنتها عريساً، وألا يُقال عنها «عانس»، ولأن «ياسمينا» نفسها تخاف من فكرة العنوسة، تقيم علاقة حب مع شاب مصري، لتكتشف بعد فترة أنه متزوج وأب لأطفال، فتسودّ الدنيا في عينيها، وتنهار أحلامها تماماً عندما تقابل زوجته.
الصديقة الثالثة طبيبة ناجحة اسمها «زينا»، متزنة، وتهتم بعملها كثيراً، وتشعر أنها خططت لحياتها بشكل جيد، لكن تنهار كل الأحلام، عندما تكتشف أنها مصابة بمرض خطير.
ولا يكون حال الصديقة الرابعة «ليان»، والتي تعمل مصممة أزياء، أفضل، فعلى الرغم من شهرتها في التصميم، فإنها تنجرّ لعلاقة مع رجل متزوج يعدها بأنه سيترك زوجته من أجلها، وأنها حب حياته، ولكن تمضي الأيام وهو لا يفعل شيئاً سوى الوعود، وعندما تدرك أنه يخدعها تأخذ حياتها مساراً مختلفاً.
هذه الشخصيات الواقعية قدمها المخرج «إيلي خليفة» في فيلم «يلا عقبالكن»، الذي يشهد إقبالاً كبيراً.
فهل تختلف ظروف العانس العربية بين بلد وآخر، وكيف؟
شاركونا بتعليقاتكم وبآرائكم على مساحة التعليقات أدناه.