يمتد الحب على مدار السنة، ويشمل كل الأفراد. حب الأب للابن، والأخ للأخت، والأم للحماة، والكنة لحماتها؛ لتعم الطاقة الإيجابية والشعور الوردي، وتنتشر المودة والمشاعر النبيلة.
«سيدتي» تطرح فكرة تحويل يوم الحب بين آدم وحواء، إلى يوم للحب العائلي، فكيف كان القبول، وما الاقتراحات لقضاء هذا اليوم ومع منْ؟
في السعودية: جهزوا أنشطتهم لكسر الملل
رحبوا بروعة وجمال فكرة تحويل يوم الحب إلى حب عائلي، واعتبروها حسّاً إنسانياً وأسرياً راقياً، ولقد رحب المصرفي عبدالعزيز عبدالرحمن، بتطبيق الفكرة من خلال الاحتفال والخروج لتناول طعام العشاء، أو تبادل الهدايا مع الأسرة، أو السفر لفترة قصيرة.
المحبة ليس لها زمان أو مكان، برأي الإعلامية إيمان الرجب، فهي تنبع من القلب دون أي قيود أو أزمنة، ترحب باختيار أي يوم في أي شهر لتبادل المشاعر الطيبة، وكسر الروتين والملل، تتابع: «أفكر بدعوة أصدقائي؛ لنتبادل بعض الأفكار، كنا قد اقترحناها على بعضنا، ونبتكر نشاطات للصغار». ستترك إيمان الحرية للأولاد؛ ليحددوا الأيام التي ينظمون فيها نشاطات مختلفة من ابتكارهم؛ وذلك لبث روح التعاون والحب فيهم.
ولأن الحب يعني الاحتواء والتفاهم والتناغم، قررت اختصاصية التثقيف الصحي سارة عبدالله الرميخاني هذه السنة، دعوة والدتها إلى مطعم فخم؛ لتعبر لها أنها حبها الأول والأخير، كما تفكر بإحضار ورد يليق بها، تستدرك قائلة: «لولا الله ودعواتها لما وصلت إلى ما أنا عليه، وحقيقة لم أجرب موضوع تحديد يوم الحب واستبداله بيوم عائلي، ولكنها فكرة جميلة، ومن السهل جداً تطبيقها».
أغلبهم نساء
لا يجد المدرب العربي ومحلل الشخصيات، معاذ العامر، من السعودية، بأساً من توظيف مناسباتنا لكسر الروتين، فيما يصنف المحبين في السعودية كما الآتي:
65 % سلوكيون، وهؤلاء تقدم لهم الهدايا الدورية للحفاظ على العلاقة، وأغلبهم قبل سن السابعة، إضافة إلى النساء بنسبة كبيرة.
25% شعوريون، والذين يحبطوننا عندما نقدم لهم هدايا، وهم بحاجة إلى كلمات ومدح وثناء مستمر.
10% تفكيريون، وهؤلاء علينا الرقي بتفكيرنا؛ لنصل لمستواهم، فالكتاب عندهم أفضل من ساعة ثمينة.
في الإمارات: يقبلون الفكرة مع الزوج و«درزن» الأولاد
عادة ما تأخذ الهدايا طابعاً سياحياً؛ مثل (سفرة أو إقامة في فندق)، وهو ما يلقى رواجاً، خاصة أن بعض الفنادق تقدم عروضاً خاصة بهذه المناسبة، حتى إن فاطمة السويدي، موظفة بنك، تعتبر الأصدقاء والمعارف أغراباً، مهما كانت قوة العلاقة بهم، تتابع: «جاءتني الفكرة، بعد طرح «سيدتي»، وسأنظم سفرة لأبنائي إلى دولة قريبة، خاصة أن يوم 14/2 يصادف يوم سبت، ونستطيع أن نسافر الخميس الظهر».
خولة أحمد الخالدي، موظفة، تشجع تكريس الاحتفال باليوم العائلي؛ لجعله عالمياً، وقد اتفقت مع أختها على أن تهديا أمهما ذهباً. تتابع: «أختي ستشتري لها (حجول)، وأنا سأشتري لها إسورة تراثية تسمى (أبو الشوك)».
قرر الفنان الإماراتي عدنان القحطاني، مطرب، أن يجلس مع أمه، وسيحتفظ لها بمصحف وقطعة من الذهب وعطر، وقبلة على الرأس، يعلّق: «هذا الطقس أصبح تقليداً أمارسه كل عام في هذا اليوم».
العاطفة شبه معدومة
في الإمارات يجد الدكتور أحمد عبدالفتاح، أخصائي الطب النفسي، أن الناس من مختلف الجنسيات تهمهم المظاهر أكثر من الاجتماعات العائلية، التي يستعيضون عنها بوسائل التواصل الاجتماعي التقنية، وقسّمهم إلى ثلاثة أنواع، من حيث إقبالهم على الهدايا:
65 % سلوكيون، يتوقعون دائماً من الشريك أن يبادر بالهدايا، خاصة الثمينة منها.
25% شعوريون، يبحثون عن الكلمة الصادقة، ولا يمانعون في الحصول على هدايا عينية معها.
5% عاطفيون إلى أقصى الحدود، تهمهم الكلمة الطيبة ورؤية منْ يحبون، ويفضلونها على الهدايا المادية.
في لبنان: يرفضون الفكرة؛ لأنها تلزمهم بالأولاد
في أي حالة حب بين زوجين أو شقيقين، أو ابن وأمه، فهم يفضلون الهدايا المنوّعة والثمينة، ولا يوافق ميشال قزّي، مقدّم البرامج، ديانا على الفكرة أبداً، وبرأيه يجب أن يبقى يوم الحب، هو يوم منوط فقط بالحبيبين، وأن يتم تحديد يوم آخر أو تاريخ آخر، يكون هو يوم الحب العائلي.
وأضاف ميشال قائلاً: «أقترح تحديد تاريخ آخر، 15 فبراير، كيوم للحب العائلي، وعندها يجتمع جميع أفراد الأسرة، وعلى رأسهم الوالد والوالدة لتناول الغداء أو العشاء، كما يحصل في مناسبات رسمية أخرى لجميع الإخوة والأخوات، وحتى أولادهم».
ولو تم تحديد يوم حب عائلي، سيختار ميشال والدته ووالده وأخواته؛ ليطرح عليهم فكرة «مهضومة»، حسب تعبيره، وهي أن يتم اختيار الأخ المثالي أو الأخت المثالية، ويكون أو تكون محطّ أنظار العائلة ومدار اهتمامها في هذا اليوم، على أن يتم هذا الاختيار بناء على مدى العلاقة القريبة أو البعيدة، التي تجمع الأخ أو الأخت بباقي أفراد الأسرة.
يوافقه الرأي بلال العربي، إعلامي، ولا يقبل باستبدال يوم المحبة بين الزوجين أو الخطيبين إلى يوم الحب العائلي، والذي برأيه أيضاً يجب أن يكون محدداً في يوم آخر؛ حتى يأخذ هو بالتالي قيمته التي تليق به، يتابع: «عندها قد اختار شقيقتي الصغرى، التي توفي زوجها منذ فترة قصيرة؛ لأكون معها».
الهدية أهم
فيما يفضل اللبنانيون، حسب الاختصاصية في أصول وقواعد الإتيكيت نادين ضاهر، أن تكون الهدية ثمينة وخارجة عن المألوف، وينقسم الناس إلى الفئات الآتية:
70 % سلوكيون، ويعتبرون أن الهدية تكسر الروتين بين الشريكين وهي الأهم.
25 % يمزجون بين النمطين السلوكي والشعوري.
5 % من ذوي النمط التفكيري.
يجب أن تكون الهدية مربوطة بعمر السيدة، أو الحبيبة، أو الشريكة، فيوم الحب استُحدث لإحياء الحب؛ لذلك يجب أن تكون الهدية مرتبطة بهذا المعنى، وبهذا الهدف تحديداً.
في مصر: تأييد من العوام وأهالي الأرياف
تباينت التفاعلات بين أفراد الأسر، واجتمعوا حول فكرة عيد الحب العائلي، التي طرحتها «سيدتي» للعائلة العربية؛ لكي تحتفل فيها، بالتأكيد على المحبة والمودة بين أفراد الأسر، «سيدتي» التقت عائلات لمعرفة المظاهر التي سيحتفلون بها خلال هذا اليوم بمصر.
اعتبرت ريم مرسي، سيدة أعمال، تحويل يوم الحب إلى يوم عائلي، مبادرة جليلة تحض على تكريس التجمع العائلي، في فورة العالم الإلكتروني، وقد خططت لحضور اجتماع عائلي كبير في المنزل مع الأب والأم والإخوة والأبناء، وجمعهم حول مائدة الغداء، مع تحضير هدية كبيرة لرمز العائلة؛ تكريماً لدوره المحوري لتجميع العائلة بالمحبة والمودة، تتابع: «قد أحجز في مكان ترفيهي بأحد المنتجعات لجمع العائلة هناك، مع تجهيز أفكار غير تقليدية، تناسب كل أعمار أفرادها».
عمق ثقافتنا
فيما يجد أشرف غريب، مدير علاقات عامة لدوري بيبسي المدارس، أن هذه المبادرة بتكريس يوم حب عائلي نابعة من عمق الثقافة العربية، بضرورة تجمع الأسر بشكل دائم؛ لإبراز القيم المجتمعية العربية، يستدرك: «أفكر بدعوة العائلة، أسرتي الكبيرة على وجبة غداء».
في الريف المصري، حسبما قال المحلل الاجتماعي، نور الدين أشرف، معظمهم يؤكد أن الاجتماعات العائلية الأسبوعية، تحمل نفس النهج، الذي طرحته «سيدتي»؛ لذا فهم يؤيدونه بنسبة 90%، إضافة إلى أن يكون هذا اليوم يوم الجمعة، التي هي واجب إلزامي لكل أفراد العائلة؛ لكي يجتمعوا معاً، وبالنسبة لأنواع الناس قسمهم كالآتي:
80% سلوكيون وشعوريون، في الوقت ذاته يفضلون الهدايا العينية التي تفيد المعيشة، مرفوقة بشحنات من العاطفة الصادقة.
15% سلوكيون أيضاً، ولكنهم يطلبون الهدايا الثمينة والراقية.
5% ذوو نمط تفكيري، متعلقون بالهدايا التي تحمل بعداً ثقافياً.