التمثيل حِرفة، والكوميديا لعنة إن لم تكن لمحلّها، وربّما من المقبول أن يكون أي شيء مصطنعاً إلا "خفّة الدّم"، ففاقد الشيء لا يُعطيه، وهذا ما كان مفقوداً في برنامج "خليها علينا" الذي تُقدّمه الإعلاميّة والمغنيّة اليمنيّة أروى على قناة MBC.
محاولات عديدة لاصطناع المرح كان واضحاً أنّها مُعدّة مسبقاً استعانت أروى بها لتظهر بمظهر المذيعة اللّماحة تارةَ، والمذيعة صاحبة الأفخاخ تارةَ أخرى، ولكن الحقيقة أنّها كانت تظهر في كل مرّة بمظهر تلك المذيعة التي تحاول اجترار ضحكة ضيوفها وضحكة مشاهديها على السّواء.
لم تنجح أروى بتقديم نمط "الستاند أب كوميدي"، الذي هو عبارة عن كوميديا ارتجالية وأحد أبرز أنواع الكوميديا في العالم، التي بدأت في بريطانيا بالقرن الثامن عشر، واشتهرت بأمريكا، حيث يؤدي الممثل الكوميدي أدواره مباشرة للجمهور، ويلقي النكات السّاخرة وقوفاً.
وحتّى التّصفيق والتشجيع والضحكات المستمرة التي لفّت أجواء الحلقات بدا عليها الاصطناع أيضاً، عن طريق حركات مدروسة من قبل مدير المسرح يعلن فيها متى يبدأ التصفيق ومتى ينتهي أيضاً.
ورغم الجو الفني المنوّع والذي كان من المفترض أن يبدو شاملاً بين تمثيل وغناء يقوم بأدائه ألمع النّجوم في العالم العربي، كانت الحلقات تمرًّ تِباعاً دون أثرٍ يُذكر، هذا عدا عن جملة الانتقادات التي كانت تتبع الحلقات، سيّما بعد حلقة قامت فيها أروى بتقليد مذيعات نشرات الطّقس الجويّة، وحلقة أخرى مع النجم السوري مكسيم خليل حاولت فيها تقليد "نور" التركية باللهجة الشّامية، وللأسف لم تكن موفقة أبداً بتقليدها، فخلي الكوميديا على عاتق أهلها، وخلي أروى في مجالات أخرى أكثر ليونةً.
شاهدوا أروى تقلد هيفا وهبي في "خليها علينا"