أثارت مسرحية بريطانية تحمل عنوان «حقائق وأكاذيب عن ديانا» ردود أفعال واسعة بين مؤيد ورافض لما تقدمه من ادعاءات؛ يرى كثيرون أنها تستند على نظرية المؤامرة أكثر من كونها حقائق مقرونة بالأدلة، فيما يرى آخرون أنها تضع النقاط على الحروف، وتعيد فتح الملفات التي علاها الغبار.
الأمر يتعلق بأهم قضيتين في حياة «الليدي ديانا»، كما أنها تثير الجدل من جديد، وتناقش الأدلة، وتستند إلى أقوال الشهود، وتبحث فيما لم يتم قوله وما تظنه طمساً لكثير من الحقائق التي رافقت حياة وموت الأميرة البريطانية الراحلة.
من هو والد الأمير هاري؟
لعل أهم ما تطرحه المسرحية هو سؤال سبق أن تداولته وسائل الإعلام لفترة من الزمن ثم سكتت عنه، ومفاده: «من هو والد الأمير هاري، الذي يأتي ثالثاً في ترتيب ورثة العرش البريطاني؟» هل هو ولي العهد الأمير تشارلز زوج «الليدي ديانا»؟ أم أنه عشيقها الضابط «جيمس هيويت» الذي ارتبطت معه بعلاقة غير شرعية وهي على ذمة زوجها؟ وقد كان هذا السؤال مطروحاً بقوة في منتصف التسعينات، وقد تفننت وسائل الإعلام في ذلك الوقت في إيجاد صلة بين الطفل «هاري» وبين الضابط، خاصة من ناحية الشكل والملامح والابتسامة وطريقة التعبير، إلا أن «الليدي ديانا» قد قطعت الشك باليقين؛ عندما أعلنت بأن علاقتها بالضابط «جيمس هيويت» لم تبدأ إلا بعد سنتين من ولادة «هاري»، وهذا ما أسكت الإعلام وطوى هذه الحكاية.
إلا أن القضية عادت مرة أخرى للنقاش بعد خروج الضابط «هيويت» على وسائل الإعلام، وتأكيده أن علاقته بالليدي ديانا قد بدأت بما لا يقل عن سنة قبل ولادة الأمير هاري، ثم أضاف قائلاً: «هذا لا يعني أنني والده، بل إنها مجرد حقيقة غير مريحة». ثم عاد في عام 2003 لينفي بشدة أن يكون والد الأمير هاري، رغم اعترافه بوجود أوجه شبه بينهما، أرجعها للصدفة!
الأمير هاري لن يشاهد المسرحية
ومن هنا تلتقط مسرحية «حقائق وأكاذيب عن ديانا» الخيط، وتنسج دراما على هذه المعلومة، التي وافق العشيق السابق على استخدامها، حيث يظهر الممثل الذي يقوم بأداء دوره في المسرحية وهو يقول: «بدأت علاقتنا أنا وديانا قبل أكثر من عام على ولادة هاري». وعندما يسألونه إذا كان يعرف من هو والد هاري، يجيب: «طبعاً أعرف!». في تأكيد على حقيقة هذه الشائعة.
وتعليقاً على هذه المسرحية، يقول «كين»، مرافق الليدي ديانا، والذي عمل معها منذ عام 1986: أنا أتذكر تماماً أنني كنت مرافقاً لليدي ديانا في إسبانيا في صيف 1987، وقد أخبرتني عن علاقتها بالضابط، وقالت لي: «أنا أخبرك؛ لأن عملك يتطلب منك أن تعرف أنني أقابله»، وأضاف: «وقد أخبرتني أيضاً بأنه ليس والد الأمير هاري». وعن رأيه الشخصي في الأمر قال: «إن (هيويت) قد أعلن، قبل عرض المسرحية، أن الأمير هاري ليس ابنه، وأن الأمير يعرف تماماً من يكون، ومن هو والده، وأنه لن يكترث لهذه المسرحية ولن يشاهدها، وسوف يضحك عليها».
هل كانت الليدي ديانا حاملاً بطفل مسلم؟
أما القضية الثانية التي تطرحها المسرحية؛ فهي حقيقة حمل «الليدي ديانا» من صديقها العربي «دودي الفايد» قبل رحيلها في أغسطس/ آب عام 1997 في حادث سيارة مروع، حيث يؤكد مؤلف المسرحية هذا الأمر، ويشير أيضاً إلى أن حادث السيارة كان مدبراً، وأنها قد نجت منه، ولكنهم قتلوها في سيارة الإسعاف. وهو يشكك أيضاً في الادعاء بأن «هنري بول»، سائق السيارة، كان ثملاً، ويؤكد أن الصور التي سجلتها الكاميرا CCTV قبل الحادث بقليل، تظهره بوضع طبيعي، وأنه كان يحادث زملاءه، فيما كان يعدّل من رباط حذائه.
كما أنه كان مع «الليدي ديانا» و«دودي» في المصعد، فكيف لم ينتبها إلى أنه كان ثملاً؟ ويركز المؤلف على قضية حمل الأميرة بطفل مسلم، حيث تظهر في المسرحية شخصية نسائية هي «روز» صديقة الأميرة الراحلة، حيث تقول للجمهور إنها كانت في إنكلترا عندما سمعت خبر الحادث، وقد اتصلت بصديقهما الدكتور المسلم «ياسر»، وهنا يتحول المشهد المسرحي إلى الدكتور ياسر؛ وهو يقول عبر الهاتف: «ماذا تقول؟ الليدي ديانا كانت حاملاً!»، ثم يعود المشهد إلى الصديقة التي تقول عبر الهاتف: «حامل!! هل أنت متأكد؟»، فيجيب الدكتور ياسر: «نعم وقد طلبوا مني كتمان الخبر.. تصوري!! إن أم ملك بريطانيا حامل بطفل مسلم!».