تحت عنوان "القليل من الحديد والكثير من البروتين"، إستضافت الجمعية اللبنانية لطب الأطفال مؤتمراً حول غذاء الرضّع والأطفال، شارك فيه نحو 400 طبيب إختصاصي في هذا المجال.
"سيدتي نت" واكب المؤتمر، وعاد بالآتي:
أظهرت الدراسات الأخيرة أن وزن الأطفال يزداد بنسبة 25%، في حين ينمو طولهم بنسبة 15% وذلك في غضون سنة واحدة فقط. وفي المقابل، يحتاج هؤلاء الى 4 - 7 مرات أكثر من المغذّيات مثل الحديد والكالسيوم مقارنةً مع الأشخاص البالغين.
وبما أنه يتم، اليوم، تسليط الضوء بشكل متزايد على صحة الصغار، كان موضوع سوء التغذية محور المؤتمر الذي بحث في الأنماط السائدة وغير المناسبة لتغذية الأطفال والرضّع، خاصة في ما يتعلق بالعناصر المغذية الضرورية للأولاد بين سنة و6 سنوات.
إرساء عادات صحية سليمة
إن معدة الطفل هي أصغر بخمس مرات من البالغ، لذا من المهم تبنّي عادات غذائية صحية في سن مبكرة، لضمان حصوله على العناصر الغذائية التي يحتاجها. وتعتبر الأعوام الأولى للطفل فترة أساسية لنموه الجسدي والعقلي. وفي حين يؤثّر النمو في سنّ مبكرة على صحة الانسان في المستقبل، تلعب تغذية الرضّع والأطفال دوراً كبيراً في تأسيس مستقبلهم الصحي، فتؤمن التغذية المتوازنة قاعدة صلبة تسهم في حياة وصحة أفضل في فترة البلوغ.
تسود الدول العربية، كما "تسود لبنان إعتقادات خاطئة حول نظام تغذية الأطفال. يتلخص بنقص كبير في الحديد ضمن العناصر الغذائية المعطاة لهم، بحيث يشكو 43% منهم، بين عمر سنة و3 سنوات، نقصاً في الحديد، بما قد يتسبب بفقر الدم. وفي المقابل يُعطى الأطفال كمية عالية من البروتين (حوالي 40% ضعف حاجاتهم) مما قد يؤدي الى السمنة. في الوقت الذي تغيب أنواع الفواكه والخضر عن وجباتهم اليومية، فيؤدي ذلك الى نقص في المعادن والفيتامينات لديهم ويحصل نوع من عدم التوازن بين البروتين والحديد"، حسبما أشار رئيس الجمعية اللبنانية لطب الأطفال، الدكتور عماد شكر.
مضيفاً أنه "من المهم تأمين نظام غذائي متوازن يحتوي على الكميات المناسبة من العناصر الغذائية كافة لمساعدة الأطفال على التمتع بحياة صحية على المدى الطويل".
إنتشار النقص في الحديد بين الأطفال
إن النقص في الحديد أصبح أمراً شائعاً بين الأطفال. ويعود ذلك الى سببين رئيسيين، حسبما أكّد البروفسر إيكهارد زيجلر من الولايات المتحدة، وهما:
1. عدم إدخال الأطعمة المدعّمة بالحديد ضمن النظام الغذائي النموذجي للأطفال. كون الطعام العادي لا يشتمل على كميات كافية من الحديد.
2. إستهلاك حليب البقر (السبب الأساسي للنقص في الحديد).
وشدد البرفسور على أن حليب البقر يتسبب بالسمنة لدى الأطفال، كونه المصدر الأساسي الذي يُعتمد عليه للحصول على البروتين، ودعا الى إستبداله بأنواع متخصصة للأطفال، وتشجيع هؤلاء الصغار على تناول اللحوم قليلة الدهون، وأصناف الأغذية الغنية بالحديد، من أجل نمو سليم.