شاب ورع يشعل "فيس بوك" في المغرب

3 صور
فجأة ومن دون مقدمات عجّت مواقع التواصل الاجتماعي خاصة "فيس بوك"، بصور لشاب عشريني يرتدي جلباباً وسلهاماً من الصوف و"عمامة" تغطي الرأس فلا يظهر منه إلا بعض الشعيرات الشديدة السواد، وجهه شديد البياض يضع الكحل في عينيه.. قيل عنه "الرجل الخارق" و"صاحب الكرامات" و"الشيخ الطائر".
فما هو السر وراء انتشار أخبار هذا الشاب، الذي ارتبطت صوره في أذهان رواد مواقع التواصل الاجتماعي بـ "الكرامات" و"الخوارق"؟ وكيف تداولت أخباره وصوره حتى صار نجماً فيس بوكياً بامتياز.
محمد الشريف الصمدي، من مواليد مدينة طنجة، شمالي المغرب، لم يكمل تعليمه الثانوي غير أنه درس العلوم الشرعية والطريقة الصمدية التي ورثها عن أجداده. يشرف على الزاوية الصمدية - المشيشية، ويرقي الناس بالرقية الشرعية ليس إلا.
ولد لأب اسمه مصطفى الصمدي، الذي كان يشغل منصب رئيس لجمعية البوغاز لرياضة الكاراتيه، ومالكاً لنادي لتعليم هذه الرياضة في حي "دريسية". أما أمه زبيدة، فكانت تشرف على تسيير محل للخياطة في الحي نفسه.
مريدو الصمدي، ينعتونه بصاحب الكرامات والخوارق، وبأنه "الشيخ المربي، والعارف بالله، والعالم العلامة، والصوام القوام، وفريد عصره، ونادرة زمانه، وغوث هذه الأمة، وقطب هذه الدولة، وبركة أقرانه، ونور الأنوار، وعلم الأعلام"، وهي أوصاف لا تبدو غريبة عن أقطاب التصوف.
ويعكف الشاب الذي أثارت صوره جدلاً كبيراً، على معالجة زبائنه من المرضى بالرقية الشرعية بما يتماشى مع السنة والمذهب المالكي حسب ما قاله والده. بعد أن يسأل مريديه بعض الأسئلة من قبيل: "هل تصلي؟"، هل تنام جيداً في الليل؟، ثم يضع يده ويبدأ بقراءة بعض الآيات من القرآن الكريم.
مجرد ترّهات ليس إلا
تهافتت مواقع التواصل الإعلامية على طرق باب هذا الشاب الشيخ الورع، الذي فتح قلبه للجميع ليؤكد أنه رجل تقي نقي ينتمي إلى أهل الله، وإلى أجداد عرفوا بالتدين والتصوف، ولا علاقة له بكل ما كتب عنه، ولا يدعي علماً سوى التعلق بالله والإخلاص لدينه ووطنه وملكه، وكان والد الشيخ نفى نفياً قاطعاً كل ما كتب من امتلاك ابنه لكرامات خارقة، مؤكداً انتماءه للزاوية الصوفية الصمدية التي تعمل وفق القانون، وأن ابنه من الحافظين لكتاب الله، ومن الذاكرين القاطنين في الزاوية التي تحمل إرثا من أجدادها الذين ينحدرون من الصلحاء الذين اختاروا العبادة والتصوف، وينحدرون من قرية في الشمال المغربي، حيث يرقد جثمان الصالح مولاي عبد السلام بنمشيش.
و كانت أصدرت صفحة "الشريف محمد الصمدي" التي وصلت إلى أكثر من 12000 معجب في 24 ساعة بلاغاً، لمن رغبوا في التبرك ببركات الشيخ "صاحب الخوارق والكرامات"، وجاء في البيان أن صاحب الصفحة متأسف إلى "ما وصل إليه المجتمع من فراغ ديني لدرجة لا يستطيع أن يميز بين الترهات وبين الوعي الديني السليم. الذي لا يستغبي الإنسان بقدر ما يسعى لتنويره"، معلناً عن توصل الصفحة بمئات الرسائل من كل أصقاع العالم الإسلامي، ومن كل الأجناس واللغات تطلب الشفاء والتبرك وحل المشاكل النفسية.
كما "صدم" البيان معجبيه بحقيقة الصفحة التي قال إنها لا تمت بصلة إلى "الصمدي"، الذي نفى أن تكون له أية صفحة رسمية على فيس بوك، ناسباً إنشاؤها إلى تجربة لجس نبض الوعي الديني، ويضيف البيان: "فؤجئنا بهذا الجهل بأبسط المبادئ المنطقية والعلمية التي يتبناها ديننا الحنيف".