أكدت الأستاذ المشارك في كلية الحقوق في جامعة الملك سعود الأميرة حصة بنت سلمان بن عبد العزيز في رعايتها لحفل الجامعة أنّ الجامعات في كل دول العالم هي مصدر النهضة والتطوير لدولها، وعليها الاعتماد في بناء صروح التقدم وتنوير الفكر ومحاربة الجهل والتخلف، مشيرةً إلى دور الجامعات الذي يتضاعف أثره وتأثيره حين تتكاتف معها الجهات العليا في دولها فتقدم لها الدعم بأشكاله، وتعالج قضاياها العالقة، وتمهد الطريق لمشاريعها ومبادراتها المختلفة. وقالت في كلمتها: "بسم الله الرحمن الرحيم؛ زميلاتي منسوبات جامعة الملك سعود من أعضاء هيئة تدريس وموظفات في هذا الزخم المفعم بذوات البلاغة والعلم يصعب علي التعبير بعد هذا البرنامج الرائع الذي لم أكن أتوقعه وخصوصًا ما رأيته في الفيلم الوثائقي عن مكتبة جامعة الملك سعود في مبناها وحلتها الجديدة التي لم أعهدها وأنا طالبة حتى أكاد أتمنى العودة للدراسة فيها، ولعل أكثر ما يبهجني أنني كعضوة في هذه الجامعة ما زلت أستطيع الاستظلال بنخيلها الوافر". وأضافت: "إنّ من مميزات وطننا الغالي وشعبنا الكريم القدرة على كسر القواعد عندما يحتاج الأمر إلى كرم وعطاء، فجامعة الملك سعود ومكتبتها نافورة تفيض على المؤسسات العلمية والثقافية والأفراد بطبيعتها كواحدة من أقدم جامعاتنا الشامخة التي نفتخر بها عالميًّا".
اليوم العالمي للكتاب
وأكملت قائلةً: "الحمد لله الذي وفقنا إلى أن نتجاوز مرحلةً اختارتها بلادنا بلاد الإسلام لإرساء السلام وعقيدتنا السمحاء. فنحن نشارك أولًا أمهات وأسر الشهداء الشرف والعزاء، كما نشاطره مع خادم الحرمين الشريفين وقياداتنا الأبية، وحسبنا دخولنا في فترة إعادة الأمل والبناء التي حملتنا إلى هذا المحفل اليوم لنشارك العالم الاحتفاء باليوم العالمي للكتاب مع جامعاتِ دولِ العالمِ التي تعد مصادر النهضة والتطوير لدولِها، وعليها الاعتمادُ في بناءِ صروحِ التقدمِ وتنويرِ الفكرِ ومحاربةِ الجهلِ والتخلف الدورٌ الذي يتضاعفُ أثرُهُ وتأثيرُهُ حينَ تتكاتفُ معها الجهاتُ العليا في دولِها فتقدم لها الدعمَ بأشكالِهِ، وتعالـج قضاياها العالقة، وتمهد الطرقَ لمشروعاتِها ومبادراتِها المختلفة. ويصادف اليوم العالمي للكتاب كل عام الثالث والعشرين من شهر إبريل، وهو يوم رمزي الهدف منه توجيه انتباه العالم أجمع إلى أهمية الكتاب ودوره في حياة الأفراد وتطور المجتمع وتشجيع القراءة واكتشاف متعتها، وجامعة الملك سعود هي أولى من يحتضن مثل هذه الفعاليات في المملكة العربية السعودية حيث إنها إحدى القنوات الأساسية التي تصل الكاتب بالقارئ، وهي ظاهرة ثقافية يتواصل من خلالها الأدباء والمفكرون والقراء، كما تتيح الفرصة للتعرف إلى قيمة نتاج مثقفينا.
إنّ الاحتفاء بيوم الكتاب العالمي خطوة هامة على طريق نشر القراءة لجميع الأعمار وتشجيع فرص الاستمتاع بها، كما أنها فرصة جيدة لكل من المكتبات ودور النشر والجامعات والمدارس والأفراد للعمل جميعًا لدعم الكتاب الذي لم يفقد بريقه اللامع رغم تعدد وسائل النشر وخاصة التكنولوجية منها مثل الإنترنت، ووسائل الإعلام الفضائية. الكتاب هو الكتاب سواءً كان على ورق أو على شاشة الحاسوب، ولكن الكتاب الورقي قد يكون أكثر حميمية وقربًا من الأنامل الإنسانية في الوقت الذي تكون التكنولوجيا مكملةً له. ويستوجب علي أن أذكر ما عرفه العلم في وقتنا الحالي عن صعوبات التعلم التي تنعكس على قدرة الطالب والإنسان عمومًا على القراءة، التي أرى أننا يجب أن نكون من الثقافات السباقة التي تربط هذا النداء الضروري والهام مع يوم القراءة والمكتبات في ظل الإحصاءات العالمية التي تشير إلى أنّ أربعين بالمئة من الناس لديهم مثل هذه الصعوبات بنسب وأشكال متفاوتة لكل شخص".
أمل أكبر للنهل والعطاء
كما أضافت قائلةً: "إنه في هذا المضمون والارتباط العلمي والتعليمي والثقافي والإنساني أؤكد خاصةً بعد وصول العلم لاستراتيجيات مختلفة من التعليم لتصحيح هذه الأنواع من الصعوبات التي تكون التكنولوجيا والتقنية حافزًا كبيرًا لها والتي تؤهل كل ذي صعوبة أو حاجة خاصة إلى أمل أكبر للنهل والعطاء، والحمد لله أنّ وطننا كان ومازال - يحفظه الله لنا - سباقًا إلى استحداث كل التقنيات التي تؤهلنا للحاق بركب العالم المتقدم والأوطان التي تملك أعدادًا أكبر من العلماء والمبدعين مع التمسك بديننا الحنيف وقيمنا الثمينة". وتابعت: "في أول كلمتي وختامِها أتقدم بالشكرِ الجزيلِ لمقامِ سيدي خادمِ الحرمينِ الشريفينِ الملكِ سلمان بنِ عبدِ العزيزِ - يحفظُهُ اللهُ - القارئ الشغوف بصديقه الكتاب ولكريمِ ما يخصُّ بهِ الجامعةَ من دعمٍ ومساندةٍ".
تحية إلى من نشر كتاباً
في ختام كلمتها وجهت الأميرة حصة بنت سلمان، التحية لكل من خط بقلمه كلمةً فأحيت فكرةً، وإلى من نشر كتاباً فأحيى كاتبه وأبرزه، كما شكرت جامعة الملك سعود ممثلةً في الدكتور بدران العمر على توجيه الدعوة لحضور هذه المناسبة، وشكرت عمادة شؤون المكتبات والدكتورة إيناس العيسى وكيلة الجامعة لشؤون الطالبات، والدكتورة بنية الرشيد عميدة أقسام العلوم الإنسانية، والدكتورة فتحية عقاب وكيلة عمادة شؤون المكتبات على تنظيم مثل هذه الفعاليات، والدكتورة الشاعرة فوزية أبو خالد، والأستاذة الدكتورة الأديبة سعاد المانع على هذا البرنامج الممتع، والمشرف. متمنيةً أن يجد الجميع فيه ما يلبي رغباتهم ويثري عقولهم. سائلةً اللهَ أنْ يديمَ على هذه البلاد أمنَهَا واستقرارَهَا وأنْ يكتبَ لها النجاحَ والتوفيقَ.
علاقة الإنسان بالكتاب
هذا واشتمل الحفل الذي رعته الأميرة حصة بنت سلمان بحضور منسوبات جامعة الملك سعود من أعضاء هيئة التدريس والموظفات والطالبات على عرض فيلم وثائقي عن عاصفة الحزم، وآخر عن المكتبة المركزية بالجامعة، كما استعرضت الطالبات مشهدًا تمثيليًّا يتحدث عن "علاقة الإنسان بالكتاب"، كما تحدثت الدكتورة سعاد المانع عن تجربتها في التأليف. تجدر الإشارة إلى أنّ جامعة الملك سعود حرصت على ضرورة وجود مصادر المعلومات والبحث فيها لأنّ ذلك يواكب التوجه الحديث للطالبات حيث تستطيع الطالبة أو المستفيدة أن تدخل بحسابها الإلكتروني وتنزل الكتب الإلكترونية التي تحتاجها إلى جانب خدمة التوصيل التي تمكّن الطالبة من طلب الكتب التي تحتاجها، علمًا أنّ معرض الكتاب في الجامعة يحتوي على ثروات علمية لا تقدر بثمن، كما أنّ الجامعة أضافت أركانًا متعددةً في مكتبتها كركن تدوير الكتب، وركن تجربتي مع التأليف، وركن مسابقة القصة القصيرة، وغيرها من البرامج والأركان التي من خلالها تجذب الفتيات والطالبات للقراءة؛ لأنّ القراءة أصبحت نسبتها عالية في الجيل الحالي، وخاصة القراءة الإلكترونية.