يقول «الواد الشقي» سعيد صالح: إن أجمل أيام عمره هي التي قضاها في الزنزانة بعد أن حكم عليه بالسجن لمدة عام.. كان ذلك ردًا على سؤال: لو عاد بك الزمان فهل تدخل السجن مرة أخرى؟! فهو يقول: «يا ريت»؛ لأنني عشت أجمل أيام عمري وأنا داخل السجن!!
ويضيف: لعلمكم.. قبل خروجي أصبت باكتئاب فظيع؛ لأني رتبت حياتي عليه.. ففي السجن تعرف الحق والباطل.. تعرف الحرامي والقاتل والمزيف.. أما خارج السجن فكل الناس شبه بعض.. على مستوى شخصي أميل الى تصديق سعيد صالح ولا أعتبره يبالغ.. ففي السجن يكون الرجال أكثر صدقًا كما قال الشاعر التركي ناظم حكمت، أو كما قال الزعيم نيلسون مانديلا بعد أن قضى نحو عامًا في السجن: أشعر بأن السجن أكثر أمانًا بعد أن اكتسبت أصدقاء أكثر صدقًا!!
في السجن يكتشف الناس أنفسهم.. يعودون إلى معادنهم بعد أن لوثتهم الحياة!!
كثيرون يجرفهم تيار الحياة ولا يشعرون بأنفسهم إلا عندما يعوددون إلى مرافئ الذات، والسجن قد يكون ملاذًا آمنًا لإجراء هذه العملية القيصرية، فهي ولادة من نوع آخر.. ولروح أخرى!!
هذه ليست دعوة لدخول السجن.. ولكنها دعوة لاكتشاف الذات.. فليس بالضرورة أن ندخل السجن لنكتشف أنفسنا.. فالحياة قد تكون سجنًا كبيرًا لبعضنا.. ولكنهم مع ذلك لا يكتشفون أنفسهم.. وآخرون يكونون خارج أسوار الحياة ويعيدون اكتشاف أنفسهم.. فالمهم هو أن نقرأ الحياة بشكل صحيح.. المشكلة أن كثيرين ليس لديهم الوقت لقراءة أي شيء حتى قراءة أنفسهم؛ لذلك يكون السجن مكانًا مناسبًا لتوفير الوقت للقراءة وقراءة النفس بالدرجة الأولى.
يقول سعيد صالح: مجتمع السجن هو مجتمع متكامل، فيه صلاة وصوم وحب وأمل وقرآن، أحسست فيه بالأمان أكثر من خارجه.
ورغم أن عندي خوفًا من الأماكن المغلقة لكن الزنزانة بعدما تغلق كنت أعيش حياتي.. أقرأ القرآن وأصلي بانتظام.. عرفت الله أكثر.. وقربت منه أكثر.. وندمت لأنني كنت بعيدًا عن الله.
المهم في كل ذلك أنني كنت أقرأ نفسي وأعيد اكتشاف ذاتي.. في السجن لأول مرة أحصل على إجازة تفرغ لمدة عام.. ووجدت أن السجن أفضل مجتمع معترف به في العالم.. إنه يجعلك تشعر بالأمان؛ فلا ثروة ولا شهرة ولا أي شيء.. لا سيارة تحت العمارة.. ولا فلوس في البنك؛ لذلك السجن أفضل في بعض الأحيان من الحياة المزيفة في الخارج.
شعلانيات:
أن تكون حساسًا فهذا عذابك... أن تكون محاطًا بأصدقاء حساسين فهذا أقسى أنواع العذاب!!
درهم حنان تشتريه بقنطار حب!!
لكي تحصل على سمعة طيبة عليك أن تعمل دعاية مثل وكالات الإعلانات تعطي علنًا وتأخذ سرًا!!
كن نظيفًا ومخلصًا.. تجد نفسك لوحدك.