صدق المثل "هذا الشبل من ذاك الأسد"، إذ بعد إظهار قدرته الكبيرة على خوض غمار المعارك، أصبح يتردد اسم صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، باعتباره _كما أطلق عليه عدد من المواقع الإخبارية_ قاهر الحوثيين، إذ إنه يعتبر وزير الدفاع الأصغر سنًا على مستوى العالم، جاءت خطوة أوسع ليكون وليًا لولي العهد في المملكة، بناء على أمر ملكي صدر فجر الأربعاء 29 أبريل، إنفاذًا لفلسفة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، إذ أوضح الأمر أنَّ تعيين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان وليًّا لولي العهد "نظرًا لما يتطلبه الاختيار من تقديم المصالح العليا للدولة على أي اعتبار آخر"، و"وفقًا لما يتصف به الأمير محمد بن سلمان من قدرات كبيرة"، و"التي اتضحت للجميع من خلال جميع الأعمال والمهام التي أُنيطت به، وتمكن من أدائها على الوجه الأمثل".
وهو وإن كان الأصغر سنًّا بين وزراء الدفاع عالميًّا، فإنه أظهر قدرات نوعية في إدارة حرب إقليمية لإعادة الشرعية في اليمن، التي انطلقت فجر يوم 26 مارس 2015، بمشاركة تحالف عربي-إسلامي، قبل انطلاق عملية "إعادة الأمل".
وفيما يصفه الإعلام الدولي بـ"الشجاع.. المتحمس.. الطموح"، فبحكم موقعه الجديد يتخلى الأمير محمد بن سلمان عن رئاسة الديوان الملكي، ومنصب المستشار الخاص لخادم الحرمين الشريفين.
مسيرة حياته
حصل ولي ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان على درجة البكالوريوس في القانون من جامعة الملك سعود؛ حيث كان الثاني على دفعته في كلية القانون والعلوم السياسية، كما تلقى تعليمه العام في مدارس الرياض، وكان من ضمن العشرة الأوائل على مستوى المملكة في الثانوية العامة، وخلال فترة تعليمه تلقى العديد من الدورات والبرامج.
وتقلد الأمير محمد بن سلمان عدة مناصب خلال مشواره المهني الذي امتد إلى عشر سنوات، وابتدأه بممارسة العمل الحر وله العديد من المبادرات والنشاطات الخيرية حصل من خلالها على العديد من الجوائز.
وقبل البدء في ممارسة مهامه في الخدمة العامة في المملكة وبعد تخرجه من الجامعة أسس عددًا من الشركات التجارية، قبل البدء في العمل الحكومي (مستشار متفرغ بهيئة الخبراء في مجلس الوزراء بالمملكة)، في أبريل عام 2007 حتى ديسمبر عام 2009، ثم مستشارًا خاصًّا لأمير منطقة الرياض، وأمينًا عامًّا لمركز الرياض للتنافسية، ومستشارًا خاصًّا لرئيس مجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز، وعضوًا في اللجنة التنفيذية العليا لتطوير الدرعية.
وتم تعيين سموه مستشارًا خاصًّا لسمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز (آنذاك)، ثم انتقل من إمارة منطقة الرياض ليصبح مستشارًا ومشرفًا على المكتب الخاص والشؤون الخاصة لسمو ولي العهد (عقب تولي الملك سلمان ولاية العهد آنذاك)، حتى صدر أمر ملكي بتعيين الأمير محمد بن سلمان رئيسًا لديوان سمو ولي العهد ومستشارًا خاصًّا له بمرتبة وزير مطلع مارس 2013.
وصدر أمر ملكي بتعيينه مشرفًا عامًا على مكتب وزير الدفاع إلى جانب عمله خلال الفترة من 13 يوليو 2013 إلى 25 إبريل 2014، ثم وزيرًا للدولة عضوًا بمجلس الوزراء بالإضافة إلى عمله، وفي 18 سبتمبر 2014 صدر قرار بتعيين سموه رئيسًا للجنة التنفيذية في دارة الملك عبدالعزيز، ثم وزيرا للدفاع في 23 يناير 2015، ورئيسا للديوان الملكي، ومستشارًا خاصًّا لخادم الحرمين الشريفين بمرتبة وزير بالإضافة إلى عمله.
ويرعى سموه العديد من المبادرات والنشاطات الخيرية والاجتماعية، حيث تأثر بعمل والده الملك سلمان بن عبدالعزيز في المجال غير الربحي، حيث أسس سموه مؤسسة خيرية تحمل اسمه (مؤسسة محمد بن سلمان بن عبدالعزيز الخيرية - مسك الخيرية)، بهدف دعم تطوير المشاريع الناشئة والتشجيع على الإبداع في المملكة، وتمكين الشباب وتطويرهم، وتعزيز تقدمهم في ميادين العمل والثقافة والأدب والقطاعات الاجتماعية والتقنية).
ويُسهم سموه في أنشطة خيرية خلال عدة مناصب يشغلها حاليًّا (رئيس مجلس إدارة مركز الملك سلمان للشباب.. نائب الرئيس لجمعية الملك سلمان للإسكان الخيري والمشرف على اللجنة التنفيذية للجمعية والتي تشكلت من مجموعة من الأكاديميين وخبراء علم الاجتماع وأعيان المجتمع لتغطية احتياجات أصحاب الدخل المحدود.. رئيس مجلس إدارة مدارس الرياض - مدارس غير ربحية.. رئيس اللجنة التنفيذية في دارة الملك عبدالعزيز).
وكان لسموه مناصب خيرية أخرى سابقة (عضوية مجلس أمناء مؤسسة ابن باز الخيرية.. المجلس التنسيقي الأعلى للجمعيات الخيرية بمنطقة الرياض.. مجلس إدارة الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بالرياض.. مجلس إدارة جمعية البر بمنطقة الرياض.. الرئاسة الفخرية للجمعية السعودية للإدارة.. العضوية الفخرية للجمعية الوطنية الخيرية للوقاية من المخدرات.. رئاسة مجلس الأعضاء الفخريين لجمعية الأيادي الحرفية.. من مؤسسي جمعية ابن باز الخيرية لتيسير الزواج ورعاية الأسرة).
يُذكر أن سمو ولي ولي العهد الجديد، الأمير محمد بن سلمان، حصل على العديد من الجوائز والتكريم في العديد من المحافل، يتصدرها جائزة شخصية العام القيادية لدعم رواد الأعمال لعام 2013، من مجلة "فوربس" الشرق الأوسط، تقديرًا لجهوده في دعم رواد الأعمال الشباب، وإبراز نجاحات الشباب السعودي للعالم.