هل صحيح أنَّ الزواج كالمسرحيَّة الناجحة تبكي فيها أولاً، وتصفق في النهاية، كما وصفه الكاتب «توفيق الحكيم»؟ وهل صحيح أيضًا أنَّ الزواج في الماضي كان ناجحًا ومستمرًا على العكس من الزواج اليوم الذي يبدو في غاية الاقتصاد، كما عبَّر الأديب الفرنسي «أندريه مالرو».
ترجع ظاهرة تزايد حالات الطلاق التي لا تقتصر فقط على دول الغرب بعد زواج لا يدوم طويلاً، إلى عدم معرفة الزوجين بالاختلافات الجوهريَّة بينهما، وهو ما جاء في كتاب (الحياة الأسريَّة) للدكتور «هوارد ماركمان»، أستاذ الدِّراسات الأسريَّة والزوجيَّة بجامعة «واشنطن»، حيث ذكر أنَّ الرجال والنساء بينهم اختلافات من النواحي البيولوجيَّة والنفسيَّة والاجتماعيَّة، وأنَّ الجهل بهذه الاختلافات يعني تزايد الصراعات والاضطربات في العلاقات الزوجيَّة الناجمة عن عدم فهم أحد الزوجين لطبيعة الآخر.
يوضح كتاب الحياة الأسريَّة للدكتور «ماركمان»، أنَّ المرأة في العادة ترى نفسها من خلال علاقاتها بالناس والمحيط الخارجي لها فتغمر الآخرين بالمشاعر والأحاسيس، أما الرجل فيفكر في ذاته من خلال نجاحه في العمل والأسرة، والآخرون بالنسبة له هدف ثانوي. وفي رأي المؤلف أنَّ على المرأة ألا تصف زوجها ببرود المشاعر لعدم اهتمامة كثيرًا بالآخرين، وألا تنسى أنَّ مسؤوليته كبيرة في توفير حياة كريمة للأسرة، وهو الأمر الذي يشغل حيزًا كبيرًا من تفكيره.
من ناحية أخرى يشير الدكتور «ماركمان» إلى أنَّ المرأة أكثر قدرة على التعبير عن مشاعرها مقارنة بالرجل، وأنَّ هناك اختلافًا بين الرجل والمرأة من حيث إنَّ المرأة أكثر قلقًا من الرجل، فإذا كان الرجال يفضلون حل المشكلات بالصبر والتأني، فإنَّ النساء يستحوذ عليهن القلق، ويشغل كل انتباههن وتفكيرهن فلا يمكنهن بذل أي جهد من أجل حلِّ المشكلات التي تواجههن.
ويوضح الكتاب أنَّ تركيبة المرأة النفسيَّة تجعلها تخاف الوحدة والعزلة، ولذلك فهي دائمًا في احتياج إلى وجود الرجل إلى جانبها، وربما يوقعها ذلك في تقييم علاقاتها بزميل في العمل مثلاً، أو بقريب لها في العائلة على أنَّه حبٌّ، ثم تقدم على الزواج منه، وبعد وقت قصير تكتشف زيف مشاعرها وتضطر أخيرًا إلى طلب الطلاق. ويؤكد المؤلف ضرورة أن يدرك المقبلون على الزواج الاختلافات النفسيَّة بين طرفي العلاقات الزوجيَّة؛ حتى يمكنهم الاستمرارفي حياة زوجيَّة قائمة على الفهم والمعرفة باختلاف أحدهما عن الآخر.
أشياء أخرى:
«المرأة كظلك..اتبعها تهرب، واهرب منها تتبعك»