إذا كان الهدف من زيارة "سويسرا" هو الاستمتاع بالطبيعة الساحرة، فلن نقف طويلاً أمام الخيار المناسب لهذه الغاية، لأنّ المساحات الخضراء اللافتة تشكّل القاسم المشترك والصفة الغالبة، بل السمة المميّزة بين جميع المدن والكانتونات السويسرية قاطبة.
وفي زيارة "سيدتي" إلى هذه المدينة الأوروبية الهانئة، تحمل الجولة إلى كلّ من "مونتروفيفي" و"انترلاكن" و"لوزيرن" ذكريات خاصّة...
1 "مونترو": مرآة حقيقية للثقافة
تقع "مونترو" على الساحل شمال شرقي بحيرة "جنيف"، تسكنها 22897 نسمة، كما يعيش فيها عدد من المشاهير والأثرياء. تأسست سنة 1962، بعد أن تمّ دمج مدن عدة ك "لوشاتلار" و"لي بلانش" و"فيتو"، لتصبح اليوم مدينة قائمة بحدّ ذاتها. تعرف باسم "مونترو فيفي" نسبة لقرب مدينتي "مونترو" و"فيفي" من بعضهما حتى أصبحتا متلاصقتين، ويتمّ الوصول إليهما عن طريق خط مواصلات واحد.
ويعدّ "مطار جنيف الدولي" الأقرب إليها، وتضمّ شبكة قطارات حديثة تصل حتى "فرنسا" و"إيطاليا".
تطلّ على "بحيرة جنيف" الساحرة التي تحتضن بين جنباتها قصوراً فاخرة وفيللات مهيبة، كما تتراص على الجانب الآخر منها سلسلة من الفنادق، وتستضيف "مهرجان الجاز السنوي" الذي ينظّم دائماً على ضفافها بين يونيو (حزيران) ويوليو (تموز)، وتشارك فيه ألمع الأسماء في دنيا الموسيقى والغناء.
وتعتبر مرآة حقيقية للثقافة وكنوز المعرفة، ففيها المتاحف التي تروي التاريخ ومنشآت سياحية قادرة على استقطاب الجنسيات كافة، كما تتوافر فيها المراكز العلاجية المتخصّصة. ويرتبط اسمها بمصانع "نستله" ذائعة الصيت، وتمّ تصنيفها بـ "عاصمة الطعام في العالم" ليس قياساً على كمية ما تنتجه بل لجودة ما تصدّره، إضافة إلى أنها نجحت في استقطاب أكبر عدد من نجوم "ميشلين"، حيث تحمل غالبية مطاعمها اعتراف ما يعرف بدليل "جولت ميالو".وتمتاز باحتضانها لعدد كبير من المدارس التي تتخصّص في تعليم أصول "الأتيكيت"، كما تضمّ أجمل الأماكن السياحية المتمثلة في قلعة "شيلون".
ولن يجد عشاق التزلج ومن يرغبون السفر بواسطة القطار أية مشقة في الانتقال من مدينة "فيفي" إلى قمة "البليادز"، ومن "مونترو" إلى جبل "روشيه دو نايه" الذي يرتفع 2042 متراً عن سطح البحر، لتبهرهم مشاهد البحيرة والـ "سافوي" و"فو" و"فاليه"، لاسيما أن "روشيه" هي من أكثر الأماكن المهيّأة لركوب الدراجات الهوائية والتسلّق. ومن هذا الارتفاع على قمة الجبل، يمكن الانتقال إلى رحلة خاصة على متن الـ "غولدن باس" وهو القطار البانورامي الأول والأجمل في العالم!
2 "انترلاكن": نقطة جاذبة للعطلات
تقع "انترلاكن" بين بحيرتي "ثون" و"برينز"، تحوطها جبال "أيجر" و"مونك" و"جنك فراو"، ويمكن بلوغها بسهولة سواء من خلال الطرق البرية أو القطارات، كما تتيح لزوارها رحلات التنزّه القصيرة التي تتّسم بأعلى درجات المتعة والجاذبية، وأهمّها تلك المتوجّهة إلى قمة "جنك" التي ترتفع 3454 متراً.
تكثر الفنادق فيها، ولا سيما "فيكتوريا جانغفرو غراند هوتيل أند سبا"Victoria Jungfrau Grand Hotel &SPA، كما يحلو ركوب العربات التقليدية التي تجرّها الخيول للتجوّل في شوارعها، إضافة إلى التجوّل داخل محطة قطارات "جانغفروجوش" Jungfraujoch التي تعتبر أعلى محطة قطارات في أوروبا إذ ترتفع 3454 متراً فوق سطح البحر، وتستعد اليوم لاحتفالات الذكرى المئوية على تأسيسها.
ولا يمكن لأي منتجع آخر في "سويسرا" تنتشر مساحته على دائرة قطرها 20 كيلومتراً أن يوفّر كل أشكال المتعة والترفيه كبحيرات "ثون" و"برينز"، حيث تتعدّد خيارات الرياضات المائية التي يمكن ممارستها، كما يلفت اكتشافهما ورؤيتهما من خلال نزهة بحرية بواسطة إحدى البواخر الحديثة.
وتمثّل "انترلاكن" مكاناً لقضاء العطلات لا مثيل له في فصل الصيف كونها تقع في وسط جبال "بيرنز أوبرلاند" الرائعة، كما تشكّل وجهة سياحية لا تقلّ أهمية في الشتاء حيث يمكن الاستمتاع بالتزلج، كما زيارة "بيتين برج" و"هابكيرن" الملائمة للعائلات والراغبين في ممارسة رياضة المشي والتزلج.
3 "لوزيرن" مدينة الجسور
تقع في الطرف الشمالي الغربي لبحيرة "لوزيرن"، حيث يتدفّق نهر "روبس" خارج البحيرة التي تعدّ المركز الاقتصادي والثقافي لوسط "سويسرا". تبلغ مساحتها 9.324 ميلاً مربعاً، تقطنها 57.533 نسمة وترتفع عن مستوى سطح الأرض 436 متراً، ويتحدّث سكانها الألمانية السويسرية.
ترتبط هذه البقعة التي أطلق عليها اسم "مدينة الجسور" بخطوط القطارات المباشرة مع غالبية المدن السويسرية الكبرى و"ميلانو" ومعظم دول أوروبا عن طريق السكك الحديدية للاتحاد السويسري، ومع قطار نقل "زنترالبان" Zentralbahn الخاص.
ومن أبرز معالمها محل "بوخرير"، وهو أضخم مركز بيع للساعات الثمينة في سويسرا، ولا سيما "الرولكس"، علماً أنه تأسس سنة 1888.