أثارت تصريحات الفنان اللبناني فضل شاكر الساخنة التي أدلى بها في مقابلة حصرية خاصة لـ"سيدتي" جدلاً واسعاً في الأوساط الفنية، الإعلامية والشعبية لم تهدأ آثاره بعد، جراء ردود زملائه عليه الانفعالية حيث كان ردّ الفعل الأشرس والأكثر غضباً هو ردّ مواطنه رامي عياش؟ وفي حين وصفت المقابلة في وسائل الإعلام بـ"الإعصار" وآخرون أطلقوا عليها لقب "الزلزال الفني" و"اللقاء الحدث الأجرأ"...، توجّهنا إلى العديد من النجوم والنقاد بالسؤال التالي: هل تؤيّدون جرأة فضل شاكر كما جاءت في تصريحاته النارية الأخيرة في "سيدتي" أم أنتم ضدها؟
أكّد الفنان ماجد المهندس أنه لم يتابع تصريحات الفنان فضل شاكر. لكنه يرى، وبصفة عامة، أنه من غير المفترض أن يتعرّض فنان للحياة الشخصية لزميل له بالوسط الفني أو يتحدّث عنه في جوانب إنسانية ليس لها علاقة بالمهنة، موضحاً أنه في تلك الحالة يكون هجوماً وليس انتقاداً، مشدّداً على أنه يحقّ للفنان أن يقيّم زملاءه مهنياً أو يحكم على ما يقدّمونه من أعمال بحكم أنه ممارس للمهنة ذاتها دون أن يخرج الأمر عن إطار العمل، وفي قالب الزمالة والتقدير والاحترام.
لا أوافقه نهائياً
قال المطرب راشد الفارس: "أؤيّد جرأة المطرب فضل شاكر في تصريحاته التي تتعلّق برأيه في صوت فنان معيّن أو فيما يقدّمه من فن واختياراته المهنية، ولكنني لا أوافقه نهائياً بالخروج في الإعلام للهجوم على بعض زملاء المهنة من أبناء بلده في جوانب إنسانية ليس لها علاقة بالناحية العملية. وهذه، من وجهة نظري، ليست هي العلاقة التي من المفترض أن تسود بين زملاء بالوسط الفني".
الخصم والحكم
أوضح الفنان الشاب تركي أن التنافس الفني الشريف يفرض على الفنان ألا يكون خصماً وحكماً في الوقت ذاته، مبيّناً أنه من غير المعقول أن يقيّم الفنان زملاءه بالوسط في وسائل الإعلام كأنه حَكَم وهو في الوقت ذاته منافس لهم في المجال، مشدّداً على أن الحكم على الفنان أو ما يقدّمه من أعمال يصدر من الجمهور والنقاد ولا يليق بزملاء المهنة انتقاد أو مهاجمة بعضهم البعض.
لن تكون التصريحات الأخيرة
من جهته، قال الصحفي والكاتب الفني بجريدة "الوطن" السعودية سلمان المسدر: "إن بعض الفنانين يعتمدون على سياسة انتقاد ومهاجمة زملائهم بالوسط الفني عبر وسائل الإعلام، لمحاولة كسب مصداقية معيّنة لدى الجمهور، من خلال وصفه بالجريء في تصريحاته، ولعلّ فضل شاكر أحد هؤلاء الذين دائماً ما تكون تصريحاتهم قوية جداً ضد زملائهم. وبالطبع،إن تصريحاته التي نحن بصددها ليست الأولى ولا أعتقد أنها ستكون الأخيرة".
لا أؤيّد ولا أعارض
الممثلة نادرة عمران تقول: "لا أؤيّد ولا أعارض ما جاء في تصريحاته لأني لا أعرف الأسباب التي دفعته إلى قولها بعد صمت، لكن تصريحاته النارية لم تفقدني ثقتي به كفنان مهذب".
ثقتي بأخلاقه وإنسانيته
أما الممثلة نجلاء فقالت: "ثقتي بأخلاقه وإنسانيته كبيرة. لهذا، لا أشكك بتصريحاته ودوافعها، خاصةً إذا كان محقاً فيها وجاءت بعد مواقف وتجارب له مع هؤلاء الفنانين وعلى رأسهم: يارا ورامي عياش. والنقد في الوسط الفني ضروري حتى يرتدّ الفنان الذي أصابه الغرور، فأخرجه عن إنسانيته وعن حكمه على الأمور. فصار المال عنده أهمّ من أشياء أخرى كالعمل والانتماء للوطن وللإنسان، متجاهلاً رسالة الفن السامية التي حوّلها البعض إلى تجارة".
في لحظة غضب
الفنان الأردني جهاد سركيس قال: "أنا دائماً ضد هذا النوع من التصريحات التي تصدر عن فنانين ضد بعضهم بعضاً في وسائل الإعلام المختلفة، وضد تصريحات فضل بالذات، وذلك لاعتقادي التام بأن فناناً بقامته الفنية لم تصدر عنه هذه التصريحات سوى في لحظة غضب انفعالية لم يستطع السيطرة عليها. فأطلقها دون تفكير عبر منبر إعلامي قوي. فكان له وقع غير عادي على الوسط الفني والمنتسبين إليه. وظاهرة التراشق الإعلامي التي تشجّعها الوسائل الإعلامية الحاصلة بينه وبين زملائه وسيلة لإرجاعهم جميعاً إلى دائرة الضوء التي خفتت كثيراً عن بعضهم لأسباب عديدة يعرفها الكثير منا. وفي النهاية، لا يحقّ له أو لغيره الاعتداء لفظياً على الآخرين".
أؤيّده بشدّة
الناقد الفني رسمي محاسنه أدرى من غيره بأسرار الفنانين فأبدى رأياً صريحاً قائلاً: "طبعاً، أؤيّده في تصريحاته وبشدّة، لأنّ في كلامه الكثير من الحقيقة غير الخافية على أحد. ولماذا النفي والغضب؟ يوجد كثير من الفنانين يستحقّون الردّ بقوة على مواقفهم الإنسانية والفنية والاجتماعية، خاصةً يارا؛ لخذلانها له في إحياء حفل مجاني لجيش بلادها اللبناني الوطني التي كان يفترض بها كمواطنة وليس كفنانة التواجد به، والمساهمة معه في إنجاحه لو كانت فقط أكثر ذكاءً ومرونة.
ولا أعتقد أنّ فضل تجنّى على أحد، لأني حسب معرفتي به التي تمّت عبر لقاءاتي المتعدّدة به في عمان وبيروت، من أكثر الفنانين الذين عاشرتهم وعرفتهم تهذيباً، ويوزن كلامه جيداً قبل قوله، وهذا سبب ندرة مقابلاته التلفزيونية والصحفية، ومقابلته الأخيرة مع الزميلة زلفا رمضان في مجلة "سيدتي" أظهرت لنا عبر تصريحاته النارية أن زملاءه بمواقفهم نجحوا في إخراجه عن طوره وهدوء أعصابه المعهود، فسمعوا منه ما يكرهون لكنهم يستحقونه خاصةً: يارا ورامي عياش الذي لم ننس له بعد قصة مرضه، ومايا دياب التي يبدو أنها ما زالت تعيش تحت تأثير غواية الاستفتاء ولقب "الفنانة الأكثر جاذبية" رغم أنني لا أراها بتلك الجاذبية".
شرح صور عمان:
1- نادرة عمران
2- نجلاء سحويل
3- جهاد سركيس
4- رسمي محاسنه
أخطأ بحقّ نفسه وزملائه
الفنان هشام الحاج قال:"في المبدأ، أنا ضد تصريحات فضل شاكر مهما كانت الأسباب، لأن الفنان يجب أن يكون مثالاً للناس، لاسيما أنه يجب عليه أن يحتفظ بآرائه وأن يتمتع بأخلاق حميدة تشرّف بلده وفنّه، وكل تصريح يخرج من فم الفنان يحتسب عليه أمام الصحافة والرأي العام. أنا شخصياً أعتبر بأن فضل أخطأ بحق نفسه وزملائه، وأكثر ما أزعجني في الموضوع هو أن ينصح الفنانة المخضرمة وردة بالاعتزال وأن ترتدي الحجاب. وردة فنانة مهمة في أعمالها وقدرها وسنّها وما كان عليه أن يتوجّه إليها بهذه النصيحة، فهي تعرف شأنها وإن الله يهدي من يشاء".
لا تعليق
الفنان راغب علامة وباختصار شديد علّق قائلاً: "لا أتدخّل بمثل هذه المواضيع".
نحن في بلد ديمقراطي
أما الفنان أيمن زبيب فقال: "بمختصر مفيد، أنا مع حرية الرأي، إذا كان الفنان مرتاحاً في ما يقوله ويصرّح به، فليكن. وإذا كان تصريح فضل قد أزعج الآخرين فيحقّ لهم الردّ عليه، فنحن في بلد ديمقراطي".
مع حرية الرأي
الفنانة نوال الزغبي قالت: "أنا مع حرية الرأي وكل شخص مسؤول عن كلامه. وبشكل عام، أحترم رأي فضل".
هدف ما
الشاعر الغنائي طوني أبي كرم قال: "لا أستطيع الحكم إن كان تصريحه جريئاً أم لا، لأنني لا أعرف إن كانت تصريحاته هذه حقيقية ومبنية على أسس أم لمجرد هدف ما. وأنا لا أستطيع قراءة شخصية فضل وما يفكر به وكل ما صرّح به عبر "سيدتي" يتحمّل مسؤوليته إذا كان خطأ أم صواباً".
من لم يخطىء منهم فليرم فضل شاكر بملامة
الناقد الفني د. جمال فيّاض علّق على الموضوع قائلاً:
"هناك فرق بين الجرأة والانفعال، فالجرأة قد تبهر المتلقّي، لكن الانفعال يؤذي المنفعل ويجعله يقول ما ليس في مصلحته. لقد كان فضل شاكر وما زال أحد الفنانين الأكثر جرأة بطرح أفكاره وآرائه. لكنه مؤخراً، ذهب بحالة انفعال شديد أدّت إلى تفوّهه بما قد لا يفهمه البعض بشكله الصحيح والسليم والمقصود. لا أحد يؤيّد بعض الكلام الذي أدّى إلى غضب زملاء الفنان الطيب فضل شاكر، خصوصاً تلك التعابير التي قد تكون ناتجة عن غضب من أشخاص أتوا على سيرته بشكل سيئ من دون إعلان، فكان ردّه علنياً وهذا ما لا أراه أمراً حكيماً. انتقد فضل ما ننتقده كلنا من زمان وزمان، لكن النقد جاء قاسياً ومؤذياً ومسيئاً لزملائه. لقد انفعل فضل، وعبّر عن غضبه بشكل عنيف، مع أن المؤمن يكظم غيظه وقد جاء في سورة آل عمران (سارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدّت للمتقين الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس، والله يحب المحسنين – صدق الله العظيم). وفضل المعروف بأنه واحد من أبرز الذين ينفق على الفقراء والمحتاجين، يجب ألا تكون ردّه بمثل هذا، مهما تعرّض للأذية. المقرّبون من فضل شاكر والذين يعرفونه عن قرب ومنذ زمن طويل، يدركون مدى طيبته وحجم المحبّة التي يكنّها للجميع. فوجئنا بهذا الغضب الذي يعيشه. ولولا مصداقية مجلة "سيدتي" التي نعرفها لقلنا إنه حديث مفبرك. أنا مع الجرأة؟ طبعاً مع الجرأة، لكن جرأة الطرح النقدي لأي عمل أو أسلوب فني. لكنّ فضل في مكان خرج عن النقد، وذهب إلى حالة غضب، لم أحبّها له. وأراه اليوم مصرّاً عليها، لكني متأكّد أنه لو أُعيد طرح السؤال عليه لصاغ إجابته بأسلوب أكثر كياسة. من جهة أخرى، من الضروري أن يعرف جميع منتقديه والقراء، أنه ليس الوحيد الذي ينفعل ويقول مثل ما قال وأكثر. والذين قال فيهم ما قال، سبق وقالوا في أماكن أخرى ما يمكن اعتباره تجريحاً بشخص ما. ومن خلال معرفتي الشخصية بأغلب النجوم، فأنا أسمع منهم مثل هذا وأكثر، وعدم نشره سببه فقط أن المجالس بالأمانات، وهو هنا قال ما قاله ولم يطلب عدم نشره، وهذا ما لم يكن يجب أن يفعله.
إن زهد فضل شاكر بالوسط الفني والشهرة والنجاح لا يعني أن يخرج منه وهو يستغضب زملاءه وجمهوره، وجرأته في النقد يجب أن يتركها لنا نحن النقاد، وإن كنت لا أراه، أراد نقد أحد، بقدر ما أراد أن يشير إلى البعض بأنهم إذا تعرّضوا له ولو بالخفاء، فهو لن يتوانى عن الردّ بالعلن.
كلهم يخطئون، وكلهم انفعاليون، ومن لم يخطىء منهم، فليرم فضل شاكر بملامة".
أجهل ظروفه
أبدت الفنانة السورية وعد البحري استغرابها الشديد من تصريحات فضل شاكر والتي هاجم فيها العديد من المطربين، حيث قالت وعد لـ"سيدتي": "فضل فنان رائع ومتميّز، لذا جاء كلامه هذا غريباً جداً. ولكني لا أعرف ما هي الظروف التي دفعته إلى الإدلاء بهذه التصريحات. فهو فنان مسؤول، وبالتأكيد كان يدرك عواقب تصريحاته". وأضافت وعد: "لا أتفق مع فضل في تصريحاته. ولكن كما ذكرت هو حر في آرائه. من الممكن انتقاد فنان زميل ولكن ليس بهذه الحدّة وأن يكون الانتقاد في أغنية ما أو حفل لم يكن فيه على المستوى. لكن أن يطال الانتقاد شخص الفنان أو يقلّل من قيمته الفنية، فهذا صعب ويعمّق هوة الخلاف بين فضل وبين من هاجمهم، خاصة أنهم أسماء فنية كبيرة ولهم جمهورهم الذي يحبهم. كما أرفض تماماً تصريحاته عن الفنانة وردة صاحبة التاريخ الطويل والتي تمتّع كل من يستمع إليها وستظلّ تمتعنا بأعمالها الرائعة".
أبو الليف مع فضل
الفنان نادر أبو الليف قال: "اختلاف الرأي لا يفسد للودّ قضية. وأنا مع فضل في أن يعبّر عن رأيه بكل حرية. فالساحة أصبحت مليئة بالأصوات الزائفة والمصطنعة. ولا أقصد بذلك من خصّهم فضل في حواره. ولكني أتحدّث بشكل عام. لذا، أنا ضده في أن يهاجم أي فنان آخر، خاصة إذا كان هذا الفنان هو النجمة وردة؛ لأنها قامة فنية ولا يمكن أن نحكم عليها بالإعدام الفني لمجرد أنها كبرت في السن، ونطلب منها أن تعتزل. إن وردة خط أحمر لأنها تتنفس من خلال فنها، وحتى لو كبرت في السن وتأثّر صوتها قليلاً فستظلّ نجمة لها قيمتها. فكما ذكرت، التعبير عن الرأي شيء والهجوم على فنان زميل شيء آخر، وهذا ما أرفضه".
يحتاج إلى علاج نفسي
أما الناقد طارق الشناوي فقال: "فضل شاكر يحتاج إلى علاج نفسي. فمن حق أي شخص أن يعبّر عن رأيه، لكن ما قاله فضل غير مقبول على الإطلاق، فكيف يصف الوسط الفني بأنه وسخ ورغم ذلك يعمل به؟ وكيف يصف راغب علامة وعاصي الحلاني بالطائفية وهو من خلال كلامه يؤكّد أنه طائفي، وأنّ أكثر ما يشغله هو طائفته، كما يبدو أن لديه شعوراً كبيراً بالاضطهاد لكونه سنياً. ولولا أني صحفي مخضرم لقلت إن هذا الحوار مفبرك، لكن فضل نفسه أكد أن الحوار صحيح. وأنا متأكد أن "سيدتي" خفّفت كثيراً من تصريحاته التي كانت بالتأكيد أكثر حدّة وقسوة".
ويضيف طارق: "إن ما نشر به تجاوزات رهيبة من فضل، وأنصحه بأن يذهب إلى طبيب نفسي كي يعالجه".