نزار أبو حجر أحبّ مهنة تحضير الفول والحمّص والفتّات

 

أحبّ الناس الفنان السوري نزار أبو حجر في "باب الحارة" حيث قدّم دوراً جديداً استطاع من خلاله أن يجد مكاناً لبائع البليلة بين بقيّة نجوم العمل. فكان لطبيعة أدائه المميّزة ولنبرة صوته وقدراته على تقمّص الشخصية أثر كبير في محبة الناس للدور وللشهرة الكبيرة التي حقّقها بعد ذلك. ولا زالت كلماته "بليلة بلبلوك.. بالليل سلقوك وبالنهار أكلوك" التي كان يردّدها وهو يبيع البليلة، مستخدمة عند الكثيرين. عندما اتصلنا بالفنان نزار أبو حجر لسؤاله عن مهنة يحب ممارستها لو لم يكن فناناً، قال لنا دون تردّد: "العمل في مطعم مختصّ بالحمّص والفول والفتّات".

 

 مع أنه يحمل شهادة الماجستير في علم الفلسفة، إلا أن هذا لم يحرجه في اختيار هذه المهنة التي أصرّ أنه يحبها بل وقال إن سر نجاحه في دوره في "باب الحارة"، هو إجادته لهذه المهنة وبيع البليلة ليس بعيداً عن تحضير الحمص والفول.

قرّر الفنان نزار أبو حجر اختيار المطعم الذي سنصوّر فيه مادتنا معه بنفسه. ويقع في منطقة قريبة من شارع بغداد، يملكه أحد أصدقائه. وقال لنا إنه في معظم الأيام يقضي وقته مع صاحبه في المطعم ويحضّر لنفسه وجبته فيه من حمّص أو فول أو فتّات مختلفة. وقال لنا إنه أصبح بارعاً في تحضير الفتّات والأطباق الشعبية التي يغرم بها الناس. حضّر نزار الحمص (المسبحة) والفول والفتة (التسقية) في المطعم حيث قام بتحضير كل مواد هذه الأطباق من سلق الحمص وطحنه وتحضيره مع الطحينة لإعداد صحن "المسبحة". بعدها، سلق الفول ووضع الطماطم والزيت والبهارات عليه لتحضير طبق الفول. كما قام بتحضير الخبز وخلطة الفتة (التسقية) للزبائن في المطعم.

أسرتي تستمتع بما أطهو


عن كيفية تعلّمه للمهنة، قال نزار أبو حجر: "منذ صغري وأنا أحبّ هذه الأطعمة، ونحن نحضّرها في المنزل. ومع الوقت والمتابعة تعلّمت تحضيرها، ومع التكرار والممارسة في تحضيرها أجدتها بل وأصبحت بارعاً بها". وعن تجربته هذه يعلّق الفنان نزار أبو حجر قائلاً: "هي مهنة جميلة وشعبية أحترمها وأحبها، وتشكّل وجبات يومية للملايين في أرجاء الوطن العربي. وفي الوقت نفسه هي رخيصة الثمن تناسب الغني والفقير معاً، ولها معنا ذكريات وتاريخ. فهي شعبية بكل معنى الكلمة ومن الأطباق الدمشقية المعروفة والتي توارثناها عن الأباء حيث كان ولا يزال لا يخلو بيت دمشقي من هذه الأكلات يومياً". ويضيف نزار أبو حجر: "أنا فنان وعليّ أن أتعلّم العمل في أي مهنة. وذات يوم، تعلّمت مهنة المنجّد الذي ينجّد الصوف لأجسّد دوراً مشابهاً في فيلم سينمائي. فإضافة لكوني فناناً، عليّ معرفة الكثير من المهن الشعبية بحيث لو طلب مني تجسيدها لأجدتها. أنا أصلاً مغرم بهذه المهنة وبأكلاتها خاصة الفول والفتة بالسمنة والحمص. وصاحب هذا المطعم هو صديقي وأقضي معه أوقاتاً طويلة. وأنا أجيد عملها من الألف للياء. وفي المنزل وخاصة يوم الجمعة، أنا متخصّص بتحضير هذه الوجبات منذ الصباح حيث تترك لي زوجتي المطبخ لأمارس هوايتي في تحضير هذه الأطعمة وعائلتي تستمتع كثيراً بما أحضّره لها يوم الجمعة، بل وأحياناً يقولون لي بكل صراحة هي أطيب ممّا يصنعه الكثير من الطهاة في المطاعم. وكثيراً ما كنا نتناول هذه الأطعمة أيضاً خارج المنزل مع زملاء المهنة والأصدقاء وخاصة الفنان عباس النوري الذي يعشق الفتّات والفول والحمّص.

 

فنان على الشاشة والمطبخ


صاحب المطعم قال لنا: "بدون مجاملة، نزار موهوب ويجيد طهو هذه الأصناف بكل جدارة. وهو مبدع فيها ولديه "نفَس طيّب" تجاه هذه الأطباق خاصة في تنسيقها وطريقة تحضيرها. وكثيراً ما يأتي إلى المطعم ليحضّر طبقه بنفسه. فهو فنان على الشاشة وفنان هنا أيضاً في تحضيره للطبق الذي يعدّه لنفسه والذي أشاركه أحياناً في تناوله". ويعترف صاحب المطعم بأن نزار أبو حجر فنان متواضع جداً ليست لديه عقدة الشهرة. وهو كما عرفه قبل سنوات طويلة، ذلك الإنسان البسيط الذي يفضّل تناول طعامه المتواضع في مطعمه الشعبي على تناول طعامه في أرقى مطاعم دمشق. ويضيف: "كثيراً ما يترك الدعوات المهمة للمطاعم الفخمة، ليتناول معنا طبق فول أو حمص أو فتة بالسمن العربي".

للتصويت: هل أنتم مع أن يحترف نزار أبو حجر مهنة الشيف إلى جانب التمثيل؟ صوّتوا عبر  مساحة التعليقات