على الرغم من أن الطبيعي والبديهي أن يعمل الأشخاص ويمارسوا حياتهم وفق أساليب وطقوس مختلفة، ولكنها بالمجمل طبيعية ومنطقية، إلا أن هناك مجموعة من الناس يمارسون بعض الطقوس والعادات غير الطبيعية أو المرهقة أحياناً وبشكل دوري، ما يجعل الالتزام بتلك العادات بشكل كامل أمراً لافتاً ومثيراً للاهتمام، ومن ضمن هؤلاء الناس مجموعة من المشاهير سواء في عالم الفن، أو المال والأعمال، أو من العلماء أو غيرها، فقد مارس هؤلاء مجموعة من الطقوس غير العادية، والتي تعدّ مرهقة في نظر الكثيرين، إلا أنها من وجهة نظرهم مصدر للراحة ودافع للاستمرار والإبداع والتألق، الأمر الذي يسعون دوماً للمضي فيه، مهما كلفهم الأمر من عناء.
وفي السطور الآتية تناولنا عدداً من المشاهير الذين تميزوا ببعض العادات التي قد يبدو بعضها عادياً، فيما سيبدو البعض الآخر غريباً:
التأمل لفترة طويلة
ديف جام: رجل أعمال أمريكي وصاحب ومؤسس شركة موسيقية لموسيقى «الهيب هوب»، ومن المعروف أن ديف جام أوشك على الحصول على التخرج في جامعة هارلم في نيويورك، ولكنه في السنة الأخيرة قرر ترك الجامعة والمضي في الطريق الذي أحبه، وهو موسيقى «الهيب هوب»؛ ليصبح واحداً من أبرز رجال الأعمال في هذا المجال.
ويعد ديف، واحداً من الذين اعتادوا ممارسة طقس من الطقوس الغريبة وغير المتداولة بشكل أسبوعي، وبالتحديد في كل أحد، ويساعده في ممارسته هذه الطقوس راهب يلقبه بالأستاذ، والطقس ما هو إلا التأمل لفترة طويلة في صبيحة كل أحد، حيث يقوم ديف بالجلوس بشكل ثابت والتأمل في الطبيعة لعدة ساعات هو والأستاذ؛ إيماناً منه بأن التأمل المنتظم بهذا الشكل من شأنه أن يساعد الأشخاص على بلوغ الحد الأقصى لإمكاناتهم.
موظفو الشركة «القرود»
توني هسييه: الرئيس التنفيذي والمؤسس لموقع «زابوس» المتخصص بالتجارة الإلكترونية وتحديداً للملابس والأحذية، وهو أمريكي مقيم في كاليفورنيا وحائز على درجة البكالوريوس في علوم الكمبيوتر من جامعة هارفارد، وهو واحد من أبرز رجال الأعمال في هذا المجال، وهو مجال التجارة الإلكترونية.
ويذكر أن توني كان واحداً من مؤسسي شبكة الإعلان على الإنترنت «لينك إيكسشينج»، حيث قام في عام 1999 ببيعها لميكروسوفت بحوالي 250 مليون دولار أمريكي، وينتهج توني طقوساً غريبة أثناء عمله تتلخص في محاولته لكسر جمود العمل وإضفاء نوع من الفكاهة والطرافة على الجو العام، حيث يعتمد مجموعة من الأسماء للعاملين لديه؛ إذ ينادي كبار موظفي الشركة بالقرود، ويسمي صف مكاتب هؤلاء الموظفين بصف القرود، كما أنه يسمي مساعديه الخاصين بأسماء النينجا.
كل أسبوع كتاب
مارك زوكربرغ: هو واحد من أهم رجال الأعمال في السنوات الأخيرة، حيث إنه المؤسس والمدير لموقع التواصل الاجتماعي الأشهر في العالم «فيس بوك»، ومثلما تميز مارك في إنشاء هذا الموقع، فقد حاول كثيراً أن يتميز بطقوس معينة بعضها عادي وبسيط، فيما يعدّ بعضها الآخر شاقاً، ولكنه في كل الحالات وحسب وصفه يستمتع بذلك بلا حدود، والمهم أنه في السنوات الأخيرة انتهج مجموعة من الطقوس بالتدريج، فقد قرر في عام 2011 أن يمتنع عن تناول اللحوم إلا تلك التي يقوم بذبحها بنفسه، كما قرر في عام 2010 أن يتقن ويتعلم اللغة الصينية، وأمضى عام 2014 وهو يكتب قصاصات ورقية تحتوي على عبارات شكر ومدح للمحيطين به والعاملين معه.
وأخيراً وفي سياق الطقوس الغريبة نفسها، فقد قرر مارك في 2015 أن يقرأ كتاباً كل أسبوع، ليس فقط في علم المال أو الاقتصاد، بل قرر جمع العلوم بمختلف أنواعها والنهل منها قدر ما يستطيع، وحتى هذه اللحظة لازال مارك زوكربرغ ملتزماً بهذه الطقوس، رغم ما قد تتسبب به من إرهاق والتزام هو في غنى عنه باعتباره واحداً من أصغر المليارديرات على مستوى العالم.
تذكارات فيلم حرب النجوم
مارك إيكو: الملياردير ومصمم الأزياء الشهير البالغ 43 عاماً والأمريكي الجنسية، والذي يعتبر مالكاً ومديراً لأحد أكبر الماركات ودور الأزياء، والتي تحمل اسمه، بالإضافة لمجلة تعنى بنفس الموضوع ومتخصصة بالجمال والأزياء، لديه أيضاً طقوس غريبة يمارسها باستمتاع، حيث يقوم منذ سنوات بجمع تذكارات فيلم حرب النجوم؛ إيماناً منه بأنها تجلب الحظ لمالكها، وقد قام بالفعل بجمع الكثير منها ولا يزال يفعل ذلك، حتى يومنا هذا، وينفق في سبيل ذلك الكثير من الأموال، حيث إن المحيطين به والذين يعلمون بشغفه في جمع هذه التذكارات يستغلون ذلك ويرفعون أسعارها للحد الأقصى.
اجتماعات بالملابس الداخلية
ونستون تشرشل أو السير ونستون ليونارد سبنسر تشرشل: رئيس وزراء بريطانيا في الفترة الواقعة ما بين 1940 و1945، وهي فترة الحرب العالمية الثانية، مما يجعل منه واحداً من أهم الشخصيات التي مرت على السياسة البريطانية.
المهم أن تشرشل، ورغم بروزه كواحد من أهم الساسة في تلك الحقبة وربما حتى يومنا هذا، إلا أنه كان يمارس طقساً غريباً جداً أثار انتباه كل من تعامل معه عن قرب، وهو أنه كان يحضر كل الاجتماعات التي تقام في منزله، وهي كثيرة جداً؛ نظراً لحساسية تلك الفترة وهو عارٍ ولا يلبس سوى ملابسه الداخلية، فهو بحسب قوله يستطيع العمل هكذا بحرية أكبر وبنشاط مضاعف يمكنه من إنجاز الكثير من الأمور واتخاذ الكثير من القرارات في وقت أقل، وأنه كان يتمنى لو يستطيع أن يحضر الاجتماعات الرسمية الأخرى بهذا الشكل الغريب.
100 نسخة من السترة نفسها
ستيف جوبز: هو واحد من أقطاب الأعمال والتكنولوجيا في الولايات المتحدة، وهو أمريكي من أصل عربي سوري، ولكنه أمريكي المولد والجنسية، وباعتبار أن جوبز مخترع ومؤسس عملاق لـ«أبل» فهو واحد من أهم وأبرز الشخصيات التي مرت في الحقبة الماضية، وقد توفي جوبز في 2011 عن عمر يناهز «56 عاماً»، حيث كان في ذلك الوقت في قمة مجده ووسط قمة إنجازاته، ورغم أنه من الشخصيات التي تعد غير عادية ولا تتكرر كثيراً، حتى في بلاد الفرص والنجاحات أمريكا، إلا أن لستيف أيضاً طقوساً غريبة كان يحب ممارستها، ومن هذه الطقوس أنه كان يرتدي سترة واحدة يرتاح بها ويتفاءل بلبسها، ولكنها في الحقيقة ليست واحدة، فقد طلب ستيف من العاملين على تجهيز ملابسه أن يقوموا بتفصيل مائة نسخة من هذه السترة، لكي يستطيع لبسها في كل وقت ودون أن يضطر لانتظار تنظيفها أو تجهيزها قبل لبسها، حتى إن شكله عرف بهذه السترة دون غيرها، وهي السترة السوداء التي يظهر بها في كل صورة إلا ما ندر.
الاحتفاظ بالأسنان منذ الصغر
إيدي كلوم: هي عارضة أزياء وممثلة ومقدمة برامج موضة وسيدة أعمال ومنتجة فنية ألمانية، والآن هي حكم في برنامج «أمريكانز جوت تالنت»، وقد كشفت مؤخراً أنها تعرضت مراراً للكثير من المشاكل بسبب طقس غريب لا تستطيع تركه، وهو أنها تحتفظ بأسنانها التي سقطت منها منذ الصغر كلها في منديل، وتضعها في حقيبة يدها، وتأخذها معها أينما ذهبت، وبحسب كلوم فقد تعرضت لأكثر من مشكلة بسبب تلك الأسنان، خاصة في إحدى سفراتها عندما ظن أمن المطار أن حقيبتها تحتوي على نوع من الحبوب المخدرة، ورغم كل تلك المشاكل، إلا أن كلوم تصر على أنها لا تستطيع السير أو الذهاب لأي مكان بدون تلك الأسنان، فهي مصدر جلب الحظ لها.