أحبك يا أمي... أشتاق إليك. يا وهج النور ويا كل الحب. ما أجمل الحياة في حضورك. أحبك وأتعلم منك كل يوم، وأغرف من حنانك الذي لا ينضب. علمتني الحب، وكيف يكون العطاء. ورسمت لي الحياة لوحة جميلة نزيدها جمالاً بقدر محبتنا للآخرين. أتنقل في الحياة من محطة إلى أخرى، وتأخذني الخطوات إلى مسافات بعيدة. ومهما بلغت، فمعك أشعر بأني مازلت ذاك الطفل الصغير الذي يركض إلى حضن أمه ليشعر بالأمان والاستقرار.
يحيرني هذا العطاء، أين ذاتك في هذا الخضم. ولماذا سلّم الأولويات لديك دائما مقلوب؟ الآخرون ثم أنت. من خلالك عرفت ماذا يقصدون بكلمة الإيثار. هل يا ترى نستطيع أن نوفيك حقك؟ وعند مقارنة المحيط الضخم ماذا يعني الجدول الصغير؟ ليت في الحياة عمرا لكي نمنحك إياه، ياليت هناك أكثر من قلب لكي تجد مساحة الحب لك ما يكفيها من قلوب. يقولون يوم الأم، وهل تكفي أيام العمر كلها لرد شيء من عطائك؟
يا أطيب إنسانة في الوجود. ابتسامتك بلسم يهدي الطمأنينة والتفاؤل. قضيتك صنع الفرح لكل من حولك. وأقوالك التي تكررينها دائما: راقبوا الله دائما في تصرفاتكم. قدموا الخير دائما وتناسوا الإساءة. افتحوا قلوبكم وساعدوا الناس. بادروا بالكلمة الطيبة واعذروا من يخطئ، فالتسامح غذاء للروح.
أتساءل بعد سماعك: كيف ترسمين منهج حياة في كلمات بسيطة؟ بتلقائيتك وعفويتك تختصرين مشوار سنين بعبارات حكيمة.
أمي. ما أجمل هذا النداء. مقطوعة موسيقية تدخل القلوب. أشتاق للقصص التي كنت تروينها لي. كانت هي النافذة التي أرى منها الحياة. كبرت المباني وتغيرت المدن ومازلت أتمسك بتلك النافذة التي تريني الوجه الجميل للحياة. أمي سامحيني إذا قصرت، وأعطني يديك فكم أحن إلى تقبيلهما.
اليوم الثامن:
كلما قابلت إنسانا محبا ومعطاء
أدركت أنه من مدرسة أم عظيمة
غرست فيه الخير وعلمته الحياة.