"تشيران بالاس كمبنسكي": أيقونة السياحة في "اسطنبول"

في أرض الأحلام والشمس والبحر والرمال الذهبية وبلاد الكنوز التاريخية والحضارة الحديثة المتجدّدة، يقبع "تشيران بالاس كمبنسكي" الذي يستعيد تاريخ سلاطين الدولة العثمانية، بدون أن يبعد عن رفاهية الخدمات الفندقية في القرن الواحد والعشرين.

 

بمجرد وصولنا إلى "اسطنبول" على متن "الاتحاد للطيران" قادمين من "أبو ظبي"، توجّهنا بسيارة تابعة لشركة "هيلين هوليدايز" إلى فندق "تشيران بالاس كمبنسكي"

وسط زخّات المطر الذي كان يهطل على المدينة!

وفي تلك الأثناء، قدّم المرشد السياحي غوناي لأعضاء الوفد الإعلامي الإماراتي، شرحاً عن تاريخ اسطنبول، تمهيداً لبرنامج الزيارة في اليوم التالي.


وما أن بلغنا مدخل هذا "القصر" التاريخي، حتى استقبلنا طاقم الفندق بالابتسامات، فكنا على موعد مع التقاليد العريقة في الضيافة.ولم تمض سوى بضع دقائق إلا وكانت المضيفات تصطحب كلاً من الزملاء إلى غرفته المطلة على بحر البوسفور لأخذ قسط من الراحة، استعداداً للجولة التالية في وسط المدينة التاريخية.

فتحت شرفة غرفتي لأراقب أعظم جسر معلّق بناه الإنسان، يربط بين قارتي آسيا وأوروبا فوق "البوسفور"، والذي تمرّ عبره تجارة العالم بين الشرق والغرب بلا توقف! وقلت في نفسي، في أثناء مشاهدة "توب قابي سراي"، مقر سلاطين الدولة العثمانية المطل على بحر "مرمرة" و"البوسفور" وبحر "إيجه": "نعم، إنها تركيا، أرض الأحلام والشمس والبحر والرمال الذهبية وبلاد الكنوز التاريخية والحضارة الحديثة المتجدّدة! فهي تفخر بثروة هائلة من التراث الحضاري العريق الذي ازدهرت به على مدى القرون الماضية، تشكّل جسراً ثقافياً حضارياً يربط بين الشرق والغرب، وبوتقة انصهرت فيها الثقافات والأفكار والفلسفات العديدة لتنتج بلداً يتجدّد جماله على مرّ السنين" .


وحين يمعن المرء النظر في جنبات هذا "القصر"، يتماثل أمامه القرن التاسع عشر بكل أناقته ويشعر بالعناية والاهتمام المتميّز والبسمة الحميمة، فقد بدأنا هذه الجولة في أحد الأجنحة برفقة مديرة العلاقات العامة فيه السيدة شيلر الهان لنشاهد مساحةً شاسعة لا يضاهي فخامتها سوى منظر البوسفور وسفنه والقمم الآسيوية المقابلة وأضوائها. هنا، تكثر اللوحات التاريخية والأثاث الأنيق واللمسات الفنية، ليخال المرء أنّه على تقاطع بين حضارتين، حيث ضيافة الشرق تلتقي برفاهية الغرب! فثمّة لوحات السلاطين العثمانيين الذين اتخذوا من هذا الفندق مقراً لإقامتهم وتراثهم العثماني الإسلامي العريق. وعند تناول الطعام في مطعم "تورا" المطل على البوسفور، يبتسم المرء حين يعلم أنّه يجلس في المكان عينه الذي كان يجلس فيه السلطان عبد الحميد آخر سلاطين الدولة العثمانية!فحكاية هذا القصر تبدو شبيهة بالأساطير، وتجسّد أيضاً حقيقة جمالية أرساها التاريخ العمراني والحضاري. لقد بات "تشيران" أيقونة السياحة في "اسطنبول"، عبارة عن مساحة نادرة من العمارة المشيّدة وفق الطراز القوطي، تمتد على 44 ألف متر مربع تطل على ضفاف البوسفور، تضمّ 313 غرفة و11 جناحاً ملكياً فاخراً، تتراوح مساحة كل منها ما بين 160 و450 متراً مربعا، تقدّم خدمات هامّة.

 

ومن بين أشهر المطاعم  فيه: "تورا" للمأكولات التركية و"بني هانا " لليابانية و"بيلليني" للإيطالية.
ولعلّ أكثر ما يثير شغف الزوار يتمثّل في الحمّام التركي الفريد من نوعه والذي يقدّم خدمة لامثيل لها تتراوح ما بين التراث التركي العريق وتوفير الراحة والاستجمام لمرتاديه ضمن أجواء فريدة.
وبعد اختتام هذه الجولة، يكتشف المرء أن ثمّة حياة مختلفة ذات طابع خاص تدور في قصر مقر السلاطين، فعلى الرغم من تصنيفه ضمن فئة النجوم الخمس، إلا أنه من الناحية التاريخية يعدّ ثروة لا تقدّر بثمن نظراً إلى إرثه العريق المستمدّ من الإمبراطورية العثمانية، كما أنه من أهمّ معالم التراث الإنساني في "اسطنبول".


معلومات أساسية

تبدأ أسعار الأجنحة في فندق "تشيران بالاس كمبنسكي" بمتوسط يتراوح ما بين 334 و8,483 دولاراً أميركياً لليلة الواحدة، وقد تزيد هذه التكلفة حسب وقت السنة.

ويقع على ضفاف "البوسفور" قرب "سوق بشيكطاش اسطنبول"، ويبعد 10 دقائق بالسيارة من منطقة "تقسيم" التجارية في وسط المدينة. وهذه لمحة عن المسافة التي تفصله عن الأماكن الهامة في "اسطنبول":

- 700 متر من "مسجد اورتاكوى".
- 3،7 كيلومتراً من مركز مدينة "اسطنبول".
- 11 كيلومتراً من "مطار اسطنبول أتاتورك".
- 3 كيلومترات من محطة السكك الحديد "الشرق اكسبريس".
- 1000 متر من "بشيكطاش".
- 1200 متر من "قصر يلدز".
-1700 متر من "قصر بلربي".

ويقدّم وسائل المواصلات التالية:طائرة مروحية عمودية ويخت عن طريق بحر مرمرة ثم خليج البوسفور وسيارة الفندق الفخمة.

 

إطلالة على "اسطنبول"

نظّمت شركة "هيلين هوليدايز" السياحية المتخصّصة جولة سياحية في هذه المدينة الكوسموبوليتية، بالتعاون مع "تشيرغان بالاس"، لاكتشاف "اسطنبول" التاريخية وأسواقها الشرقية، ومن أبرزها: "غراند بازار" و"سوق محمود باشا" و"السوق المصرية" المشيّدة سنة 1660. كما زرنا برفقة السيد غوناي في المدينة التاريخية "توب قابي سراي" مقرّ الحكم العثماني لمدة 500 عام تقريباً و"مسجد السلطان أحمد" الذي يطلق عليه اسم "الجامع الأزرق" و"متحف آيا صوفيا" التاريخي. وتنقّلنا بين كل من الجزءين الأوروبي والآسيوي للمدينة، وتعرّفنا في "الأورينت هاوس" على التراث التركي والفولكلور العريق في خلال أمسية مع الموسيقى والمأكولات التركية.

 

اسطنبول في سطور...

اسطنبول الغنية بعراقتها التاريخية ومزيج حضارتها والبيزنطية والعثمانية والرومانية، تنعم كما الأباطرة والسلاطين من قبل بأناقة وعظمة المكان والجغرافيا الطبيعية والمشاهد الساحرة التي قلّما تتوافر مجتمعة في مدينة أخرى.
تحتلّ موقعاً متميّزاً يربط الشرق بالقارة الأوروبية، وتعتبر جسراً تلتقي من خلاله الثقافة الشرقية بالثقافة الأوروبية، كما قامت على ضفافها حضارات عريقة، وتشكّل مدينة تملؤها الآثار الأغريقية والرومانية. وهي مهد الحضارة البيزنطية والإمبراطورية العثمانية التي لعبت دوراً هاماً في تاريخ الحضارة الإنسانية، تحكي جميع الأوابد التاريخية في اسطنبول سحر الحضارة الشرقية، وبالإضافة إلى تلك الأوابد والآثار التاريخي، شعبها ودود ومضياف ومطبخها غني بأشهى أنواع المأكولات، وتزخر أسواقها بأفخر أنواع البضائع والهدايا والتحف ذات القيمة العالية.