قرّرت النجمة المصرية آثار الحكيم اعتزال الفن نهائياًً، نافية ما تردّد عن أنها ستعود بمسلسل باللهجة الصعيدية مع المخرج اسماعيل عبد الحافظ، وفي الوقت ذاته أكّدت أن الفن لا يتعارض مع الدين وأنها لا تهاجم دخول الإسلاميين مجال الإنتاج الفني، واصفة إيّاهم بالتجار الشطّار، وكشفت أن قراءتها للقرآن الكريم يومياً منذ عشر سنوات جعلتها تتقرّب إلى الله وتعتزل التمثيل الذي وصفته بأنه عمل صعب ولا يمكن تحمّله.
أكّدت آثار الحكيم في حوارها مع "سيدتي" أنها اعتزلت الفن بالفعل منذ 5 أشهر، وأن هذا القرار نهائي ولا رجعة فيه، مشيرة إلى أنها لم تعد قادرة على الاستمتاع بالفن الذي تقدّمه، لأنه عمل جماعي حيث يشارك في المسلسل الواحد مئات الأشخاص، مضيفةً: "أنا غير قادرة على تحمّل مسؤوليته بمفردي".
لاعبة تنس
أوضحت كم أنها كانت تتمنى أن تكون لاعبة تنس تحصل على حصص تدريبية مع المدرّب في أوقات محدّدة، ومع فريق عمل قليل العدد، لكن الفن أصبح بالنسبة إليها آخر شيء تفكّر فيه الآن، لأنها لو كانت قادرة على إنتاج الفن الذي يناسبها كان يمكن أن تستمر في العطاء، حسب كلامها.
ونبّهت الحكيم إلى أنه لا يوجد شيء اسمه فن ديني في إشارة منها إلى ما سينتجه الإخوان المسلمون من فنون، موضحة بقولها: "إما أن يكون هناك فن راقٍ ومصنوع جيداً وعلى مستوى جيد أو فن غير راقٍ".
لماذا نخاف من الإخوان؟
وعندما تدلّل آثار الحكيم على أعمالها الفنية تقول: "لماذا نخاف من الإخوان الآن، فطوال مشواري الفني أعتقد أنني قدّمت كل أعمالي على مستوى راقٍ، لأنها كانت تحمل رسالة الإبداع وحرية الفكر، وتحدّثت في كثير من الموضوعات الهامة مثل أفلام "إني لا أكذب ولكن أتجمّل" مع أحمد زكي و"الحب فوق هضبة الهرم" و"النمر والأنثى" مع عادل إمام، ومسلسلات مثل "ليالي الحلمية" و"زيزينيا" و"فريسكا" و"الفرار من الحب" و"بابا عبده" و"الحب وأشياء أخرى".
وتابعت: "الفن والإبداع لا يتعارضان أبداً مع الدين، لأن الدين يدعو للأخلاقيات، وأيضاً بعض الفنون تدعو إلى ذلك، وليس عيباً أن أقول: "إن الإخوان تجّار شطّار، فهل الشطارة أصبحت "سبة" (تهمة) هذه الأيام حتى لا يعجبهم كلامي، هم مثل رجال الأعمال يتاجرون في الملابس والموبيليا والأثاث والسيارات، وبالتالي فمن حقهم أن يكسبوا إذا ما أقدموا على إنتاج مسلسلات، لأن أقل مسلسل يكلّف إنتاجه 10 ملايين جنيه الآن. وإذا لم يكسب فلن يستمرّ في مغامرته الإنتاجية، وعندما يتاجر الإخوان بالفن فاستحالة أن يخسروا، ولو لم ينظروا إلى المكسب فلن يكملوا المشوار".
أمنيات آثار
ذكرت آثار الحكيم أنها تتمنى لو أنتجوا أعمالاً مثل "عمر المختار" أو "الشيخ الشعراوي" أو "أسماء بنت أبي بكر"، فإنه يجب أن تكون على مستوى جيد. وقالت: "لكي نرصد الواقع في عصر العولمة وإن هناك 700 قناة فضائية تتحدّث العربية وترصد الواقع 24 ساعة، فكم ساعة درامية مطلوبة لملء فراغ هذه القنوات الفضائية طوال الـ 24 ساعة يومياً وعلى مدار العام؟ لذا، فإنه من غير الممكن أن تكون كل الأعمال الدرامية شبيهة ببعضها البعض أو أن تكون كلّها على غرار مسلسل "الشيخ الشعراوي"، فلا بدّ من تقديم كافّة المواضيع الاجتماعية وغيرها".
عملية مرهقة
وتابعت الحكيم في اعترافاتها: "أنا لا أعترض على دخول الإخوان مجال الإنتاج، ولكن أرصد آليات عصر إضافية، والمشكلة الآن أصبحت في تنفيذ هذه الأعمال من خلال العملية الإنتاجية، فقد أصبحت عملية مرهقة بشكل كبير. فأنا صوّرت مسلسل "زيزينيا" في 11 شهراً، ومسلسل "نحن لا نزرع الشوك" في 10 أشهر، ولم تكن هناك عجلة في التصوير، فخرجت الأعمال بمستواها الجيد الذي شاهدناه. أما الآن فالمنتج لكي يوفّر في ميزانية مسلسله ويقلّل أيام التصوير، فإنه يبدأ في تصوير مسلسله قبل رمضان بشهرين أو ثلاثة فيصبح هناك ضغط رهيب على الممثل أو الممثلة بطلة العمل تحديداً، وأيضاً على كل فريق العمل، ويشعر كل العاملين فيه بالعصبية الشديدة. ثم يخرج العمل بلا إتقان، لأن هناك جدولاً زمنياً للتصوير مما يفقد الفنان تركيزه، والكلّ في العمل يتلكّأ للكل. فأصبحت المشكلة ليست في الموضوع ولكن في الإنتاج".
اعتزلت الفن ولكن
كشفت آثار الحكيم أنها كانت في السنوات العشر الأخيرة لا تستهلك نفسها، وكانت تقدّم عملاً واحداً أحياناً كل عامين، وقالت: "لذلك كانت لي طقوس حياة وقتها، وهي الطقوس ذاتها التي لم تتغيّر حالياً، فأنا منذ عشر سنوات أحرص على قراءة القرآن يومياً لكي أستزيد معرفة في ديني، كما أتابع حضور الندوات والبرامج، فالاعتزال في المفهوم التقليدي هو أن أتحجّب وأجلس في البيت. أنا اعتزلت الفن ولكن أمارس حياتي بشكل طبيعي، ولم أختفِ من الساحة الفنية أو الإعلامية، وحضرت مؤخراً توقيع كتاب الأديب علاء الأسواني. فأنا غيّرت مساري إن صحّ التعبير".
ونفت ما تردّد عن أنها ستصوّر عملاً باللهجة الصعيدية مع المخرج اسماعيل عبد الحافظ وهو مسلسل "ابن ليل"، مؤكدة أنه لا صحة لذلك وأنها لن تعود للتمثيل، وقالت الحكيم: "يعرض عليّ في الوقت الراهن تقديم برامج أو ممارسة الكتابة الصحفية، وهناك أفكار كثيرة جداً في ذهني، لكن منذ بدء ثورة 25 يناير وأنا لا أتنفّس إلا سياسة بعد الدين، وبالتالي أعتبر هذا العام 2012 أصعب من العام الفائت، لأن مطالب الثورة لم تتحقّق بعد، وأنا أترقّب بكل دقّة ما يحدث في بلدي وخاصة في المجال السياسي، طمعاً في مستقبل زاهر لمصر التي تستحقّ أن تكون في مكانة أفضل ممّا هي عليها".
مشاريع مؤجّلة
أكدت آثار الحكيم أن كل مشاريعها مؤجّلة إلى ما بعد الاطمئنان على نجاح الثورة تماماً، وتحقيق أهدافها، وهذا التأجيل سيتواصل إلى ما بعد اختيار رئيس الجمهورية القادم وتشكيل الحكومة الجديدة. وردّت آثار الحكيم عمّن انتقدوها لأنها تتحدّث في الدين والسياسة كثيراً بسخرية، قائلة: "الطبيب ماله ومال السياسة، والمدرّس وعمّال الغزل والممرّض كلّهم اعتصموا وشاركوا في الثورة، كان مالهم ومال السياسة". وقالت الفنانة المعتزلة آثار الحكيم إنه من حق الفنان أن يتحدث في السياسة ولا يصحّ أن نصنّف بعضنا البعض، لا بد أن نتحدث عن حرية حقيقية وكل إنسان يقول رأيه في منتهى الاحترام حتى لو اختلف مع الآراء الأخرى.
وأضافت: "أنا أتحدث كمواطنة وليس كفنانة، وأنا إنسانة مصرية في المقام الأول تهمّني مصلحة بلدي ومستقبلها حتى تظلّ مصر معتدلة بعاداتها وثقافتها وتاريخها، وإن كان من حق الفنان أن يتحدّث في السياسة وفي الدين وفي كل مجالات الحياة طالما لديه ما يقوله وأنه على صواب حتى لو اختلف مع الآخرين في الرأي، فالحرية الحقيقية أن يقول الإنسان رأيه. وما حدث في مجزرة بورسعيد مؤخراً لا يدعو للصمت، بل يجب أن نصرخ لأن مصر مستهدفة ويجب حمايتها بأسرع ما يمكن".