في عام واحد فقط استطاعت المطربة اللبنانية سيرين عبد النور أن تنافس نجمات السينما المصرية ببطولتها لثلاثة أفلام دفعة واحدة، وهي «رمضان مبروك أبو العلمين حمودة» مع نجم الكوميديا محمد هنيدي، و«دخان بلا نار» الذي أنتجته شركة الراحل يوسف شاهين «مصر العالمية»، وفيلمها الثالث «المسافر» مع النجم عمر الشريف. الانتشار السينمائي بالنسبة لسيرين في مصر تلا الكثير من النجاحات في السنوات القليلة الماضية في مجالات عروض الأزياء، ثم الغناء ثم التمثيل . «سيدتي» حاورت سيرين في القاهرة لتكتشف أنها طفلة صغيرة تعشق المرح والنزهات، مشيرة إلى أن أجمل ساعات حياتها خارج المنزل تقضيها في الحدائق بصحبة ابنيّ أختها الصغيرين.
ـ لقد إتّفقت مع زوجي مؤخراً على إنجاب طفل في العام المقبل رغم أنني أدرك أن ذلك قد يزعجني في عملي، لكني أعيش حنيناً للأمومة لم أعد أستطيع مقاومته، ويمكنني معه أن أتخلّى عن قدر من الأضواء لفترة.
* ما جنس المولود الذي تتمنين إنجابه؟
ـ كله بأمر الله، لكني أطمع في توأمين صبي وبنت؛ وذلك لأسباب كثيرة
منها أني أحب الجنسين، أو قد لا أتمكّن من تكرار التجربة، وبالتالي سيكون إنجابهما
معاً شيئاً جميلاً، وإن كنت أخشى تبعات الإنجاب؛ لأني لا أثق بالمربيات، وعندها قد
أتفرّغ لهما قليلاً رغم أني لا أقبل أن أترك عملي لأي سبب.
*من المعروف عنك عشقك للسكون والبقاء في المنزل؟
ـ رغم حبي للخروج والألعاب إلا أن أفضل أوقاتي وخاصة في الأعياد
أقضيها في المنزل، وبالنسبة لي كفنانة، فإن البقاء في المنزل أمنية صعبة التحقيق؛ لذا
عندما يكون لدي إجازة لا أتخلّى أبداً عن العودة لبيتي، وإغلاق هاتفي ونسيان
التلفزيون والإنترنت وغيرها من وسائل الإتصال بالآخرين التي تزعج البشر حالياً
تماماً، والدخول في حالة من السكينة بصحبة زوجي الذي بات يحب تلك الحالة مثلي
تماماً.
أنا وأحلامي
* كيف يمكن للفنان البقاء في المنزل بدون وسائل اتصال بعيداً عن الأضواء
والشهرة؟
ـ لا أنكر أني أحب الأضواء، ولا تزعجني متاعب الشهرة، لكن أحياناً
يحتاج الفنان إلى أن يكون إنساناً عادياً لا يطارده المعجبون،
ولا تزعجه المكالمات، وأعترف بأني إنسانة تعشق النوم إلى أبعد الحدود؛
لأني في العادة محرومة منه تقريباً بسبب الإنشغال في العمل سواء كمطربة أو كممثلة،
كما أني من الأشخاص الذين يتمتّعون بنعمة الأحلام، وأحلامي دائماً جميلة ويظهر
فيها عالمي الثاني الذي أتمناه، والذي يضمّ خيولاً بيضاء وحدائق وزهوراً، وبالتالي
من يستطيع أن يتخلّى عن كل هذا الجمال ليصحو على عالم مليء بالحروب والأزمات
والمشكلات؟
أنا مثل نجلاء
*كيف وجدت العمل في السينما المصرية التي اقتحمتها بقوة ثلاثية (مع
ثلاثة أفلام)؟
ـ حظي منحني ثلاثة أفلام جيدة، وأظن أن عرض «رمضان مبروك أبو العلمين حمودة»
أولاً توفيق زائد؛ لأنه الأقدر على تعريف الناس بي كممثلة؛ كما إنه من إنتاج شركة
كبيرة، وبطله نجم محبوب (محمد
هنيدي)، إضافة إلى أن دوري في الفيلم قريب الشبه من حقيقتي، فأنا مثل نجلاء بسيطة
ومتواضعة، وأحب جمهوري، ولا تعنيني المظاهر بقدر ما أحب الصدق.
*لكن البطلة في الفيلم كانت تبحث دائماً عن الإستقرار في مصر، فهل
تنوين ذلك؟
ـ كزوجة، لا أظن أنني أستطيع الإستقرار في مصر رغم أن زوجي متفهم
لطبيعة عملي، لكني سأظل أتردّد على مصر طالما أن لديَّ أعمالاً فيها.
*الأغنية الشعبية التي قدّمتها في الفيلم فاجأت الكثيرين ممن لم يسمعوا
ألبوميك السابقين، فما تأثيرها عليك؟
ـ الأغنية غيّرت كثيراً من مفهومي، حيث كنت في السابق أرفض اللون
الشعبي، وأرى أني لا أصلح له. لكن عندما قدّمت أغنية باللغة العربية الفصحى شعرت بأنها
قريبة جداً مني، وكنت أتمنى أن أضمها للألبوم لكني لم أتمكّن من ذلك؛ لأن منتجي
الفيلم غير منتجي الألبوم.
لم أتردّد لحظة
*من الذي رشّحك للفيلم أصلاً؟
ـ رشّحني كل من محمد هنيدي والمخرج وائل إحسان، ولم أتردّد لحظة في القبول.
حيث إنها فرصة كبيرة لي لا سيما أن الشخصية مطربة لبنانية تمرّ بمشاكل في لبنان،
وتعمل في مصر، وتبحث عن زوج حتى تحصل على الإقامة الدائمة، ثم تلتقي المدرّس رمضان
وتتزوّجه بعدما تشعر بحبه لها وغيرته عليها بعكس كل المحيطين الذين يطمعون فيها.
* ماذا عن ترشيحك للـ «مسافر»؟
ـ «المسافر» كان أول أفلامي، وقد اختارني مخرجه من غلاف مجلة، وبحث
عني قبل أن يبدأ التفاوض معي، وكان مصرّاً على تجسيدي الدور، رغم علمه بأني لم أقدّم
أية أدوار سينمائية في السابق. ورغم صعوبة التجربة إلا أنها كانت علامة فارقة في
حياتي؛ لأنها تجمعني بالنجم عمر الشريف علماً أننا لا نلتقي بأي مشهد من مشاهد
الفيلم على الإطلاق.
*ما الدور الذي تجسّدينه في «المسافر»؟
ـ أجسّد شخصيتين أعتبرهما مفاجأة، الأولى لفتاة أجنبية والثانية
مختلفة تماماً، لكني لن أتحدث عن التفاصيل حالياً. وعموماً، يعتبر الفيلم من النوع
الفلسفي، وتدور أحداثه في نحو 50 عاماً من
خلال التركيز على3
أيام مهمة في حياة رجل، فاليوم الأول عام 48، والثاني عام 73، والثالث
عام 2001.
فيلمي أثار الجدل
*قدّمت بطولة في «المسافر»، وبطولة نسائية في «رمضان مبروك»، فكيف
وافقت على الظهور كضيفة شرف في «دخان بلا نار»؟
ـ أنا لبنانية، وأقبل العمل في أي فيلم لبناني، ولو بمشهد واحد؛ دعماً
للسينما اللبنانية التي تسعى لإيجاد مكان لها على الساحة. نحن في لبنان نصوّر
فيلمين أو ثلاثة في السنة، وأنتم في مصر تصوّرون فيلماً كل يوم. وعندما
أجد فيلماً لبنانياً جيداً مع مخرج عملت معه سابقاً في التلفزيون(سمير حبشي) وأثق
فيه، وشركة تنتمي إلى المخرج العالمي يوسف شاهين لا خيار لديَّ إلا القبول.
* لكن الفيلم قوبل بالكثير من الهجوم من جهات لبنانية وسورية عدة؟
ـ برأيي، إن هذا جزء من النجاح، لا سيما وأن الفيلم لم يحرز جوائز في
المهرجانات التي عرض فيها بأبو ظبي ولندن وقرطاج ورغم ذلك أثار جدلاً أكثر من
أفلام الجوائز، وبالتالي يمكن وصفه بأنه فيلم ناجح. بالإضافة إلى أن اختلاف وجهات
النظر لأسباب سياسية لا يُنقص أبداً من القيمة الفنية للفيلم، ويبقى في النهاية
رأي الجمهور مجرداً عن الإنتماء أو المعتقدات.
* ماذا عن الفترة المقبلة في حياتك، هل سيكون تركيزك على السينما أم على
الغناء؟
ـ أظن أني سأركّز أكثر على السينما، لكني لن أهمل الغناء، وألبومي صدر
مؤخراً بعنوان «ليالي الحب»، ويضم خليطاً من الأغنيات باللهجة اللبنانية والمصرية،
كما صوّرت «فيديو كليب» «أنا عمري معاك» مع المخرجة رندة العلم في بيروت.
عماد الدين أديب فاجأني
* وماذا عن عقدك مع «روتانا»؟
ـ تبقّى لي في عقدي مع «روتانا» ألبومان، وأفكّر حالياً بتوقيع عقد
لإدارة أعمالي فيما يخص الحفلات والبرامج والمهرجانات، وهو نظام جديد استحدثته «روتانا»
مؤخراً، وأظنه في صالح المطربين؛ لأنه يرفع عن كاهلهم عبء ترتيب تلك الأمور.
* هل لديك مشروعات سينمائية جديدة؟
ـ فاجأني المنتج عماد الدين أديب ليلة العرض الأول لفيلم «رمضان مبروك
أبو العلمين» بالحديث عن جزء ثانٍ من الفيلم، وطلب مني المشاركة فيه، وأسعدني هذا
بشكل كبير؛ لأنه يعني أن الفيلم حقّق النجاح الذي يدفع الشركة المنتجة لإنتاج جزء
ثانٍ منه.
* إذاً، أنت مع
«غود نيوز» مجدداً في السينما؟
ـ لقد طلبوا مني الارتباط معهم بعقد طويل المدى ولم أرفض مبدئياً،
لكننا لم نتّفق بعد. وأنا شخصياً لا أرفض تلك النوعية من العقود؛ وقد وقّعت سابقاً
مع «روتانا» عقد احتكار غنائياً؛ لأنهم هم من اكتشفني، ولا يزعجني العقد على
الإطلاق طالما أن الشركات التي أتعامل معها تفهم ما تقوم به، وتدرك حدود العقد
وحدود حرية الفنان.
محطات النجاح
وعما لو كانت سيرين تتوقع هذا النجاح السريع كمطربة وممثلة، أجابت: "أنا سعيدة بما حقّقته في الفن في الفترة القصيرة التي احترفت فيها، وبصراحة لم أكن أتخيّل أنني سأصبح مشهورة في هذا الوقت القياسي، وأعتقد أن هذا سببه في المقام الأول احترامي لنفسي وللناس، وهو ما انعكس بشكل إيجابي على علاقتي بالجمهور".
وعن المحطات التي صنعت نجاحها أضافت: "البداية كانت مع عروض الأزياء التي أراها محطة مهمة جداً في مشواري، فمنها انطلقت لعالم الغناء قبل 4 سنوات تقريباً عبر شركة "روتانا" التي أصدرت لي ألبومين هما "عليك عيوني"، و"ليلة من الليالي"، ثم وصلت للسينما، وأتمنى أن أستمر في النجاح لأني أكره الفشل".