استطاع الفنان عاصي الحلاني أن يؤسّس مدرسة فنية خاصة به، كما أصبح اللون البلدي الذي اشتهر به، عند الكثيرين، الطريق الأسرع للوصول إلى الشهرة والنجومية. أغنياته محط أنظار الجميع، حتى أن الفنان رامي عياش قلّده في أغنية »يا ميمة جنب الخيمة« عندما غنّى» بغنيلا وبدقلاّ «وغيره الكثير وفق ما أكّد عاصي في حواره مع» سيدتي« التي خصّها بالكثير من الاعترافات:
أشادت الفنانة سميرة توفيق بتجربتك الغنائية، واعتبرت أنك من الفنانين الذين أوجدوا خطاً غنائياً خاصاً بهم، وبأن هناك عدداً كبيراً من الفنانين يقلّدونك ويسيرون على خطاك. فهل يفرحك كلامها؟
أودّ أن أدعو لـ للسيدة سميرة توفيق بطول العمر، وهي تعتبر قدوة ومثالاً في اللون البلدي، لأن لديها خطاً غنائياً خاصاً بها، ولا يمكن لأحد أن يكون سميرة توفيق 2 في لونها. أنا أريد أن أشكرها على رأيها وأوافقها عليه، لأنني استطعت بفضل رب العالمين، منذ التسعينات وحتى اليوم، إيجاد خط فني خاص بي، وكما يقال إن لـ سميرة توفيق أسلوباً غنائياً خاصاً بها وللراحل وديع الصافي أسلوباً غنائياً خاصاً به، ومثلهما الكبيرة فيروز، فأنا أيضاً لديّ أسلوب غنائي خاص بي، وإن كنت لا أدّعي أنني مثلهم ولم أصبح مثلهم، لأنهم أكبر مني وأنا أتعلّم منهم، لكن من يسمع أغنيات بعض الفنانين، يجد أنها مقتبسة من أغنياتي أو أنها تشبه الأغنيات التي قدّمتها منذ 15 عاماً وحتى اليوم. ومن بين كل 10 فنانين يغنون، يوجد فنان يغني لوني، ولكنه يحاول أن يغيّر قليلاً في الألحان، أو أنه يأخذ الأغنية كما هي ويغيّر النغمة، وأنا على استعداد لأن أسمّي الأغنيات بأسمائها.
هل يمكن أن تعطي أمثلة؟
مثلاً لو سمعنا أغنيتي «يا ميمة جنب الخيمة» وأغنية رامي عياش «بغنيلا وبدقلا» التي قدّمها من بعدي سنجد أنهما متشابهتان جداً على مستوى اللحن. أنا أحب رامي كثيراً لأنه يملك مؤهلات فنية عالية وصوتاً جميلاً، وأنا لا أقصده هو على وجه التحديد بكلامي، بل يوجد الكثير من الأغنيات التي إن استمعنا إليها نجد أنها نسخة عن أغنياتي، من بينها أغنية «آه لو تعرف شو بحبك \ ريتو يسلملي قلبك» للفنان ناجي الأسطا، الذي أحبه كثيراً، والتي تشبه أغنيتي «غالي مفارق ديريتو\ وخيّال بلا مهيريتو». الملحّنون عندما يجدون لحناً «ضارباً»، يقومون بتقليده، بينما في الماضي كانوا يشتغلون على الأغنية، أشهراً طويلة، بهدف تقديم فكرة جديدة ولحن جديد. أما اليوم، فأصبح الوضع الغنائي «مثل المطبخ»، حيث كل يوم يبرز فنان جديد وكل يوم نسمع أغنية جديدة، يكون لحنها مسروقاً أو كلامها تافهاً ومن دون معنى وهلمّ جرّا. أنا كنت أوّل من غنّى اللون الجبلي ونجح فيه منذ العام 2000 وحتى اليوم، حتى أنني أحضرت في العام 1999 شخصاً من سوريا، اسمه ماهر العلي، وهو عازف ناي، وقدّمنا معاً أغنية «عالعين طلّعت» ومن بعدها «حالة قلبي» و«صوت الحدا» و«بارودتي» و«ميلي بعباك» و«الثوب البداوي» وسواها من الأغنيات التي تنتمي إلى اللون الشعبي اللبناني ـ البدوي، والقريب من البادية السورية، التي تعتبر امتداداً لسهل البقاع، ونحن في منطقة البقاع نجيد هذا اللون ونغنّيه لأنه لوننا في الواقع ولا ننسبه إلينا. ويومها تعاملت، في تلك الأغنيات مع الموزّعين، هادي شرارة وطوني سابا وجان ماري رياشي، واستعنا بالعازف ماهر العلي لكي نضخّ الروح الساحلية في الموسيقى التي قدّمناها. ومن بعدها سار على خطانا المطربون وقدّموا نفس النمط والوتيرة من الغناء.
لا أحب أن أتحدّث عن نفسي
ما الذي يمنعك من القول إنك صاحب مدرسة فنية: هل هو تواضعك أم أنك تخاف من أن تتّهم بالغرور؟
أنا لا أحب أن أتحدّث عن نفسي ولكن من يتابع أعمالي يعرف أنني صاحب مدرسة، يتبعها الفنانون لأنهم يجدون أنها الطريقة الأسهل للوصول إلى الشهرة.
وما هو رأيك بما يقدّمه من يسيرون على خطاك، وهل توافق أنه فارغ ومن دون مضمون؟
هذا هو الفرق بين ما أقدّمه أنا وما يقدمه الآخرون. عندما أسّسنا هذه المدرسة، كان يكتب كلمات الأغنيات شعراء كبار أمثال نزار فرنسيس وعمر الفرا، أما اليوم، فإن الكلمة هي آخر اهتمامات الفنان، ولذلك أصبحت الأغنية من دون كلمة وموضوع. الأغنية التي تقدّم اليوم مشوّهة، ولقد سمعت الفنان غسان الرحباني، وهو يتحدّث قبل فترة وجيزة عن هذا الموضوع، وأنا أؤيّده في كلامه مع أنني مع الأغنية البلدية. هو قال إن هناك تشويهاً للأغنية البلدية على مستوى الكلمة، وإنه لم يعد مسموحاً أن يستمر الوضع على هذا النحو.
هذا الكلام يستفزني
كيف تنظر إلى الانتقادات التي توجّه إلى أعضاء لجان التحكيم في برامج الهواة، خصوصاً أن هناك من يرى أن أصوات المواهب، أهم من أصوات بعض الفنانين الذين يقيّمونهم، وبالتالي لا يحقّ لهم أن يقوموا بمهمّة التحكيم؟
وهل كانت أصوات زكي ناصيف أو وليد غلمية أو ماغي فرح أو ستافرو جبرا خارقة لكي يجلسوا على كراسي التحكيم في برنامج «استوديو الفن» أم أنهم كانوا يملكون فقط خبرة الاختيار؟! لنفترض أنني سمعت صوتاً أجمل من صوتي وقلت إنه يجب أن يكون هو النجم، فهل هذا يعني أن صوتي يجب أن يكون أجمل من صوته لكي أردّد هذا الكلام. أنا أطرح هذا السؤال برسم كل الناس. روميو لحود، الذي جلس على كرسي التحكيم، هل كان مخرجاً مسرحياً ومؤلّفاً موسيقياً أم مطرباً؟ هناك أشخاص يريدون الانتقاد لمجرّد الانتقاد، لأنهم فاشلون في الأساس. لا أريد أن أتكلّم عن برامج الهواة الأخرى، لأنه يوجد من يتحدّث عنها، بل سوف أتحدث عن برنامج «ذا فويس». نحن لسنا أعضاء لجنة تحكيم فيه بل مجرّد مدرّبين، وكل مدرب منا يتنافس مع زميله، لكي يفوز المشترك الموجود في فريقه باللقب. أنا أتبارز مع كاظم الساهر وكاظم يتبارز مع صابر الرباعي وصابر يتبارز مع شيرين عبد الوهاب، أي أننا نتنافس جميعاً في ما بيننا. وفي حال قلتِ، إن أعضاء لجنة التحكيم في برنامج «استوديو الفن» كانوا أشخاصاً أكاديميين، سأجيب: ونحن كان يوجد مع كل مدرب منا شخص أكاديمي، دوره تعليم وتدريب الهواة، ولسنا نحن من كان يقوم بهذه المهمة، لأننا «مش فاضيين» ولا نملك الوقت لذلك. أنا لن أكذب عليك، ولا أريد أن يعتقد الناس أنني وكاظم وصابر وشيرين نلازم الهواة ليلاً نهاراً لتعليمهم وتدريبهم، بل هي كانت مهمّة «الكوتش».
يبدو أن هذا الموضوع يستفزّك كثيراً؟
هذا الكلام يستفزّني إذا تناول برنامج «ذا فويس» تحديداً، ولكن بشكل عام، ولو تناولنا تجربة برنامج «آراب أيدول» مثلاً، فيمكننا القول إن الفنانين الموجودين في لجنة التحكيم يملكون القدرة على الاستماع والحكم على الأصوات. وليد غلمية وروميو لحود وزكي ناصيف وماغي فرح وستافرو جبرا، عندما كانوا على كراسي التحكيم كانوا يقاربون عمرنا الحالي ولم يكونوا يكبروننا سناً، لأن أعمارهم كانت تتراوح بين الـ 35 والـ 50 عاماً. والموجودون حالياً على كراسي التحكيم أعمارهم تتراوح بين الـ 30 والـ 50 عاماً، وهذا يعني أن الزمن يعيد نفسه وأنه لم يتغيّر على الإطلاق، ولكن هناك من لا يتقبّل هذه الحقيقة. وعندما يُسأل مثلاً أحد قدامى أعضاء لجان التحكيم، ممّن لا يزالون على قيد الحياة، ما رأيك بالموجودين؟ فإنه يجيب «لقد تغيّر الزمن»، مع أن الزمن لم يتغيّر بل هم الذين تغيّروا وجاء من حلّ مكانهم. ما نفعله نحن ليس خطأ بل من يفكّر على هذا النحو هو «الغلط». في المقابل، إذا قلتِ إن برامج الهواة كثر عددها، سأجيب نعم، لأنه في الماضي لم يكن هناك سوى تلفزيون واحد. بينما اليوم هناك 50 قناة تلفزيونية وكل قناة منها تعرض برنامجاً للهواة.
أي أب مكاني سوف يتصرّف مثلي
نشرت ابنتك ماريتا على صفحتها الخاصة على «إنستغرام» صوراً لها من داخل الاستوديو خلال تسجيل أوّل أغنية خاصة بها، ولكن يبدو أنك أجريت «حظراً» عليها، خصوصاً وأن زوجتك أخبرتنا أنك لا تسمح لها حالياً بالظهور الإعلامي، لأنك اعتمدت استراتيجية معيّنة لمسيرتها الفنية. فما هي هذه الاستراتيجية؟
المسألة ليست مسألة استراتيجية، ولكن الأغنية لم تطرح حتى الآن في الأسواق، وعندما تطرح الأغنية و«الفيديو كليب» الخاص بها، ربما يكون هناك لقاء صحفي أو مؤتمر صحفي مع الإعلاميين، لأنني لا أريد أن تجري ماريتا كل يوم لقاءً صحفياً، أينما كان وكيفما كان. ماريتا لا تزال صغيرة في السن، وهي في مرحلة الدراسة وليست في مرحلة «لا شغلة ولا عملة عندها سوى الصحافة». لا أريد أن تضيع ماريتا، وأي أب مكاني سوف يتصرّف مثلي. حتى أنني أرجأت فكرة تصوير «الفيديو كليب» الخاص بالأغنية، إلى حين انتهاء العام الدراسي، لأنني لا أريد أن يأخذها الفن من دراستها. بالنسبة إليّ، الفن هو مجرّد هواية عند ماريتا، وإذا حالفها حظ كبير، يمكن أن نتحدّث في الموضوع. لا شك أنني أعتمد استراتيجية معيّنة مع تجربة ماريتا الفنية وهناك إدارة أعمال خاصة بها، لا علاقة لها بـ عاصي الحلاني، كما أنني خصّصت لها إنتاجاً، حتى أنني أرفض أن يقترن اسمها باسمي أو أن أغني معها، خصوصاً وأن الكثيرين يسألون لماذا لا تغنون معاً؟
ولماذا ترفض الغناء مع ماريتا؟
لأن لونها الغنائي يختلف عن لوني الغنائي. ماريتا تغني باللغة الإنجليزية وأنا أغني باللغة العربية. لا أريد أن يتعامل أحد فنياً مع ماريتا على أنها ابنة عاصي الحلاني. وإذا وجدت أنها تتمتّع بالكفاءة، سأسمح لها بأن تفرض نفسها بكفاءتها وليس لكونها ابنة عاصي الحلاني، «ومش كل ما دقّ الكوز بالجرة ماريتا بنت عاصي».
هل تخاف عليها من الوسط الفني، خصوصاً وأنك موجود فيه منذ نحو 20 عاماً وكلّنا نسمع ونقرأ عن خفاياه؟
طالما أنني إلى جانب ماريتا فلن أخاف عليها، وطالما أنا مستشارها فلن أخاف عليها، لأنني أعرف أين يجب أن تكون وأين يجب ألا تكون.
ألا تخاف أن تتمرّد ماريتا عليك فنياً؟
أبداً. أنا بعرف شو مربّي، وأعرف من هي ماريتا. الخوف من الفن، ينطبق على الفنانين المبتدئين الذين يشبه وضعهم وضعنا عندما كنّا في مرحلة البدايات، حيث كنا نضطرّ للغناء في أي مكان ومسايرة أي كان. أنا بدأت من الصفر وكنت في
الـ 17 ولم تكن هناك يد تمسك بي. وكنت أقصد الاستوديو الذي يصوّر فيه برنامج «استوديو الفن» بالتاكسي، لكن الزمن تغيّر بالنسبة إلى ماريتا، لأن معها أشخاصاً يرافقونها في كل تحرّكاتها وتنقّلاتها. وهذا الوضع يجعلني أطمئنّ عليها، خصوصاً وأن كل من يعملون معي مجنّدون للبقاء معها أكثر من البقاء معي
عمل مسرحي مع نجوى كرم
ما جديدك الفني للفترة المقبلة؟
عدد من الحفلات. إضافة إلى عمل مسرحي، لكن تفاصيله لم تنجز، وهم تكلّموا بخصوصه معي ومع نجوى كرم، لكي نتواجد معاً خلال الصيف، ولكنني لا أعتقد أنهم يمكن أن ينجزوه خلال هذه السنة، وهذا ما قلته لهم، ولكن في حال تم إنجازه عندها يمكن أن نعلن عنه في الوقت المناسب.
لا شك أنه سيكون عملاً مهماً في حال تمّ تنفيذه بالمواصفات المطلوبة؟
طبعاً! المسرحية مهمة جداً وتمّت كتابتها بطريقة رائعة، ولكنني أشكّ في إمكانية جهوزيّتها لهذه السنة.
وهل ستعرض المسرحية في إطار مهرجانات بعلبك؟
بل في إطار مهرجانات جبيل.
لا تغيير في لجنة «ذا فويس»
ما هو موعد عرض برنامج «ذا فويس»؟
حسب المعلومات التي وصلتني من «أم بي سي»، فنحن سوف نباشر التصوير في شهر رمضان.
وهل بدأ ينشغل بالك؟
ولماذا ينشغل بالي!
لأنك لا تحب الاستيقاظ باكراً؟
لقد طلبت منهم أن يصوّروا البرنامج في فترة ما بعد الظهر.
وهل سيكون هناك تغيير في أعضاء لجنة التحكيم؟
كلا. هذا ما أخبروني به