مبروك
مبروك لبسام عليان فوزه بنجمة العدد على قصيدته النثرية التي تقدم فيها بطلب لصفحات مجلة "سيدتي" والتي جسدها بامرأة يطلب منها الوداد، فجاءت عباراته عذبة ورقيقة، تضع القارئ في حيرة البحث عن ماهية "سيدتي" نشكرك يا بسّام، لكنك لم تذكر في إيميلك اسم البلد الذي تنتمي إليه.
إلى كل النساء "سيدتي"
في حياتنا دائماً ركن مضيء
نبث فيه همسات الحب الصادق
ورود حب طاهر كلماته قلوب الهوى ......
حروفه نبض الأمل
إحساسه دفء الحياة
في عطره نغمس المعاني.. والكلمات لنهديها لمن نحب
فتعالي معي لبستان حياتي
ملهمتي ... الحنين إليك يجتاحني كلما قرأت لك
وشوقي لأشياء أخرى يزداد لمعانا في عيني وعينيك
أهديك سيدتي كل مشاعري الصادقة لنبدأ معاً يداً بيد لكي تحتويني مثلما يحتوي قلمك وقصاصات كلماتك
انثريني حبيبتي بين حناياك كما تنثرين الكلمات على صفحاتك وتعطرينها بمشاعرك
واجعلينى قصيدة في صفحات قلبك تكتبينها بشريانك واجعلينى أنشودة وطن عذبه من نبع قلبك العذب الحنون
ربما حاولت بادئ ذي بدء أن أبدأ رسالتي معك
فرسالتك كان جريئة وعذبة
وسكنت قلبي... الذي يعلوه الغبار منذ اشهر قليلة
بسّام عليّان
الألم والنغم
وقطار الحياة يسير، طريق طويل في عتمة الليل؛ حتى أصل إلى شريط السكك الحديدية الذي يفصل بين المقابر والطريق العام.
اجتزت الشريط، سمعت بكاء طفولياً، يقلق في هذا السكون "الموتى"، اتجهت ناحية المبنى الصادر عنه الصوت. باب حديدي ضخم مكبل بالسلاسل والأقفال، ولائحة غير واضحة "ملجأ أيتام"، وكأنه لا يفصل بين الأموات وأولادهم غير هذا الشريط، وكأن العبقري الذي بنى هذا المبنى أراد أن يدفن الأولاد في هذا المكان البعيد عن المدينة.
أخذت أصيح على من بالداخل ربما مشرف أو مشرفة أو بواب، ولا مجيب، لابد أن هناك أحدا ما، فلأتسلق البوابة وليحدث ما يحدث. لم أجد أحدا مع الأسف، وصعدت إلى الدور الأول، وإذ بطفلة تبكي بكاء مريراً يذيب قلب الحجر، هدأت من روعها وسألتها لماذا تبكين؟ قالت: جائعة، قلت لها اطمئني سوف آتيكِ بطعام، وذهبت مسرعاً وأنا أطمئنها بأني سأعود ومعي كل ما تحب من طعام، لم أدرِ بالوقت ولكني كنت مسرعاً جداً.
وأتيت بالطعام وافترشنا الأرض، وجلسنا نأكل وانضمت البنات واحدة إثر الأخرى، فالحديث جعلهن يستيقظن جميعاً. ولا أدري كيف أكلنا جميعاً وشبعنا وفاض الطعام؟
تعرفت عليهن وكيف أتين إلى هنا، الأب يودع ابنته؛ ليتزوج، والأم تودع ابنتها؛ لتتزوج، موت الأب، موت الأم أو كليهما، تحدثنا مع بعضنا البعض، زهور وبراعم أعمارهن من ثلاث سنوات حتى ثماني سنوات.
قلت: هل تستطعن الغناء؟ فحكين كيف دخلن غرفة الآلات الموسيقية وتدربن على الغناء والعزف؛ حتى يحظين بشرف استقبال السيد المحافظ -حفظه الله- ولبسن الثياب الجديدة لأول وآخر مرة، وكم كانت "الأبلة" نعمة رقيقة، وكيف تحولت "الأبلة" نعمة بعد الزيارة.
وصلنا إلى غرفة الموسيقى، مكبلة هي الأخرى كغيرها من الغرف، والزجاج مكسور في إحدى نوافذها، تسلقنا جميعاً إلى داخل الغرفة، أجلسوني على البيانو، وقلن أعزف ونحن نغني، قلت لست بعازف، سهل خالص أنت تضرب هذه الثلاثة مفاتيح في المنتصف، ولكن بقوة جيئة وذهاباً. ومع الشرح والتدريب أصبحت "بتهوفن". فضربت وبقوة فصدرت الأنغام
ذهب الليل طلع الفجر والعصفور صوصو
في سعادة بالغة غنين وغنيت معهن وكأني في قصر من الموسيقى، وحولي الحور العين أو اللؤلؤ المنثور.
فسعدت لسعادتهن حتى أني بكيت من فرط السعادة، فبكين من أجلي مع محاولتهن إسكاتي، فزدت في البكاء من فرط حنانهن، فبكين من أجلي، فمن يبكي من أجلهن؟
عبد المطلب علي – مصر
ذكرى
للتي تركتني
وذهبت للبعيد..
للتي لم تودعني
وخلفتني حزينة في كل عيد..
أهدي كلماتي..
تلك الصديقة
التي أنزفت عيني دماً حين الفراق
التي رحلت عند المساء
وخلفتني أواجه الآلام
أهدي كلمات دامية.. باكية
تاركة ما خلفي
ذاهبة للذي ينتظرني
هاجرة النسيان
مرحبة بالذكريات
ومخلدة لأيام الطفولة وتلك الأعوام
للتي ذهبت ولم تعد..
للتي ذهبت ولن تعود..
للراحلة.. صديقتي..
صاحبة الجرح السرمدي – جدة
الأمل المقتول!
ما أصعب هذا الزمان عندما تحب شخصا، وتخلص في حبك له وتضحي من أجله، وتتحمل الصعاب لإرضائه، وتدوس على كرامتك لسعادته، وتبني جسر الأمل فوق نهر من اليأس، وأصدم بالآخر أنه عندما التقينا صدفة! كأنه يتساءل بين نفسه: من هذه الفتاة؟ ولم يفكر أن يعيرني اهتماماً، ولا حتى تبادل النظرات بالخفية كأنني لم أكن شيئاً في حياته، أغراب في دنيا غريبة، في غابة موحشة مظلمة يسودها الصمت والهدوء والدهشة، هل أنت زوجي الذي أعرف؟! هل هذه نهايتنا الجميلة التي طالما وعدتني بها؟ أين سعادتك التي وعدتني؟ أنت الشخص الذي أخرجني من بحر الهموم والتعاسة إلى طريق السعادة، أين وعدك لي بأنك ستسعدني؟ أين حبك وإخلاصك؟ أين عطفك وحنانك؟ أين سلامك وكلامك؟ أين لهفتك وهيامك؟ لقد أعطيتك كل ما أملك، لم يبق شيء لأعطيك إياه. عجزت ماذا أفعل لك؟ ماذا أهديك؟ وماذا يرضيك؟ احتار قلبي وعقلي؛ لأنني لم أجد شيئاً آخر أفعله لك، وماذا تفعل الآن؟ إنك تحطم إنسانة رقيقة أحبتك وضحت بالكثير من أجلك.. بلحظة جبروت وقوة منك.. ولحظة سهو وضعف مني وخطأ.. نحن بشر، ولسنا ملائكة أخطاؤنا تغتفر وتسامح، لماذا أيها الأسد؟ رميتني بسهام قوسي.. نعم أنت ملك لكن ليس في عالم البشر، لك صوتك وشكلك وهيبتك، وللأسف الأسد الذي نعرفه يمكن أن يكون ألطف في القبض على فريسته وقتلها بهدوء وروية، أم أنت ذئب فانقضضت على فريستك بحقد وكراهية راغباً ليس في أكلها فقط، بل طعنها وذبحها وقتلها وأخيراً رميها متهشمة متكسرة منكسرة لا يستطيع أحد أن ينظر إليها لو يقترب منها بعدك؛ لما تركته من أثر لا يمحى مدى الحياة. تركتني بدمي بدموعي بوحدتي القاتلة، ورحلت تبحث عن فريسة أخرى تقتلها كما قتلتني، فأتمنى أن تكون فريستك الجديدة وحشاً يقتل قلبك كما قتلت قلبي، وتنهش حياتك وتذبح أحاسيسك كما ذبحتني، فعذراً أيها الأسد كنت سأطلق عليك ملكا لكنه ليس بمقامك؛ لأنك ستكون أسيراً في سجني متهماً بظلمي وقتلي وسلبي أحاسيسي ومشاعري، فقدان بصري لكثرة ما نزفت دمعاً ودماً على شخص دمَّر حياتي، وكان الأمل الوحيد الجميل بحياتي، ومصدر راحتي وسعادتي، سأظل زوجتك بل أعشقك حتى مماتي، الذي أصبح بالآخر الأمل المقتول.
هنادي تمراز - المدينة المنورة
ماذا يهمك؟
ماذا يهمك من أنا.. ماذا يهمك .. من أكون؟
ربما كنت مليكاً أو أمير
ربما كنت زعيماً أو وزير
وفرشت أرضك بالورود وبالحرير
ولك بنيت على الربا قصراً كبير ..
ماذا يهمك .. من أنا ماذا يهمك .. من أكون؟
ربما كنت عصامياً فقير
ربما عشت حياتي كأجير
لا أملك القوت ولا المأوى الصغير
لا أستطيع شراء أثواب الحرير
ماذا يهمك ... من أنا، ماذا يهمك .. من أكون؟
يكفيك علماً أنني
إنسان ذا قلب كبير
تاريخه الحب الكبير
وكنوزه حباً يقدمه إليك
يا حبي الكبير ..
عواطف أحمد صباحي – السعودية
ترحب صفحة أقلام ونجوم بنشر مشاركات، لم يتسن لها الفوز في مسابقة المقال الساخر، وتعتبر كتابها وكاتباتها أقلاماً واعدة على الطريق.
الصراحة راحة (4)
المرأة هي مفتاح استمرار الحياة الزوجية وبث روح الحياة والسعادة فيها، لكن يجب ألا نأخذها من دار أبيها إلى نار تدخلها وهي فرحة ومبتهجة بثوب زفاف أبيض ووسط زغاريد وموسيقى لتكتشف بعد ذلك أنها مطالبة بقيادة طائرة وهي التي لم تمر على معهد الطيران وإن كانت أمها أعدّتها لهذا اليوم بكورسات مكثفة في المطبخ لتقشير الكوسة وقلي البطاطس وتخريط البصل وعمل كباب حلّة.
للأسف نحن نخجل من واقعنا ونرى لبّ المشكلة، لكننا ندور حولها من دون حلها، لا أعرف إلى متى سيظل المجتمع صامتاً وخائفاً ومرتعشاً وخجلاً من الاقتراب من مشكلة قد تكون هي مربط الفرس في حالات الطلاق التي تجاوزت الحدود، وإلى متى سيتوارى ولا يبحث عن حلول عملية لتثقيف مهذب محترم للأجيال الجديدة، تثقيف يقيم حياته ويجعلها تستمر وتصل إلى بر الأمان، وإلى متى سيظل المتجهمون يرفضون تعليم الحياة، مع أن الدين لم يمنعها وعالج تفاصيلها بشكل راق ورائع لا تقصير فيه ولا خجل منه. إلى متى ستظل الأم تقول لابنتها «إن أقصر طريق إلى قلب الرجل بطنه»؟!.
سعدون الفشني – مصر
عزاء
إلى عمي الغالي
لقد راجعت رسالتي لوالدي- رحمه الله - ووجدتني ارثي نفسي لا أرثيه.. أشفق علي حالي لا عليه، أتحسر على خيبتي لا على موته، رغم أنه هو من فقد حياته .. رغم أنه هو الذي انتهى .. رغم أنه هو من بدأ الحسيب حسابه .. رغم أنه هو من يحتاج إلى الدعاء ومع ذلك كنت أفتقد من كان يدعو لي..
ويبدو يا عمي أننا نستريح لمقوله "لقد استراح من الدنيا وأحزانها" دون دليل واحد عن هذه الراحة!
اليوم تحدثت مع ياسر "عنه" ووجدتني أذكر حديثاً نبوياً معناه أنه حينما تموت "الأم" تقول الملائكة للإنسان"اعمل فقد ماتت التي كنت تكرم من أجلها".
فقلت لياسر: إذا كانت السماء ُتحسن للإنسان إكراما لأمه .. فإن الأرض ُتحسن له إكراماً لأبيه، وبموت الأب والأم، يعتقد الإنسان أنه لن يفقد أكثر مما فقد.. فيموت عنه الأخ .. فيشعر أن بعضه قد مات.. ثم يتصور من جديد أنه لا يملك المزيد ليفقده! ثم.. ثم يتمنى ألا يكون هناك ثمة ثم!
أكرر عزائي يا عمي لكن هل يجدي عزاء في الغربة؟ أشك في هذا الذي أرجوه..
داليا حديدي – قطر
ردود سريعة
باسم الجهل قصة معبرة جاءتنا عبر الإيميل؛ لكن صاحبها أو صاحبتها لم تذكر لنا لا اسمها ولا اسم بلدها، نتمنى من صاحب أو صاحبة القصة مراسلتنا بمشاركات جديدة دون نسيان ذكر الاسم والبلد.