أشياء أخرى: «زوج لا يعرف أخطاؤه: زوج لا يجيد الاستماع لزوجته»

يتلقى الأطفال الدرس الأول عن السعادة، والحب، والزواج من الكبار، فعن طريق قصص ما قبل النوم، أو من خلال شاشة التلفزيون يسمع الطفل القصص التي تتحدث عن الحب الذي يؤدي إلى الزواج الذي تكون نتيجته الطبيعية في النهاية هي السعادة الزوجية.. ويكبر الأطفال وفي رؤوسهم أفكار عن العش الهادئ الدافئ السعيد الذي يسمى الزواج.

مع مرور الأيام، والأعوام يصبح الطفل رجلاً، أو امرأة، ويسعى كلاهما إلى دخول عش الزوجية، وتمضي السنة الأولى من الزواج وفي رأس كل منهما مجموعة من التوقعات الكبيرة عن الحياة الزوجية التي تجعل الزوجين يعيشان الحب، والحنان، والسعادة ما بقي لهما من عمر.

تمر السنوات الأولى من الزواج، وتحدث الصدمة، حيثُ يجد الزوجان نفسيهما أمام توقعات كبيرة لم تتحقق، وأمام بعض الجروح، بالإضافة إلى طباع غريبة، وسلوكيات مستفزة في شريك الحياة من خلال الحياة اليومية، وتصبح كل تصرفات شريك الحياة السلبية غير المتوقعة والتي كانت تمر ولا تؤخذ على محمل الجد سببًا في نشوء خلافات، ونزاعات.

جذوة الحب المشتعلة في قلبي الزوجين في الأيام، والشهور الأولى من الزواج، سرعان ما تذوي جذوتها بينما ينظر إليها الزوجان بحزن وهي تخمد، وتصبح رمادًا دون أن يكون في مقدورهما إشعال جذوة الحب من جديد، وإنقاذ علاقتهما الزوجية من الفشل.

الخطأ الأكبر الذي يقع فيه الزوجان هو اعتقادهما في أن المشاعر، والعواطف عنصران حيويان في الزواج الناجح، وأن المحافظة على المشاعر الرومانسية هي مفتاح السعادة الزوجي، فالحقيقة كما يراها الأخوان «ليه بارو» مؤلفا كتاب «أنقذ زواجك قبل أن تبدأ تركز في الحب» أن الحب يتغير دائما، وهو في تغيّره أشبه بعملية المد، والجزر التي تتوالى على موج البحر عند الشاطئ.

يتطلب الزواج السعيد بين الزوجين بذل جهد، وعمل كما يتطلب منهما أن يكونا على دراية كافية بالمراحل التي يمر بها الزواج، حتى يمكنهما العيش في سعادة واقعية على أسس حقيقية، وليس على قصص خيالية، وتوقعات لا تمت إلى الواقع بصلة.

المرحلة الرومانسية أولى مراحل الزواج، هي المرحلة التي يبدأ فيها الأزواج علاقتهم الزوجية بالدخول في أجواء رومانسية ناعمة، والتي تستمر في الغالب من سنة إلى ثلاث سنوات على الأكثر، وخلالها يرتدي الأزواج نظارات ذات عدسات وردية تصبغ الحياة الزوجية بلون وردي، وتطلعهم على الحب المثالي.

 في هذه المرحلة الرومانسية يبدو الزواج في نظر الزوجين ذلك القرار الحكيم الذي أقدما على اتخاذه، والذي ينصحان الآخرين باتخاذه، وفي هذه المرحلة أيضا يقلل كل من الزوج، والزوجة من شأن أخطاء الآخر ويراها طفيفة، وغير مزعجة.

المرحلة الثانية من مراحل الزواج هي مرحلة خيبة الأمل، وفيها تبدأ الزوجة في ملاحظة أخطاء زوجها عندما يبدأ هو في انتقاد تصرفاتها، ويكتشف كلاهما أن ما كانا يظنانه لطيفًا في يوم من الأيام قد أصبح مزعجًا، ومؤلمًا في بعض الأحيان، وتحذر «بنتري كوهي» -مؤلفة كتاب «في السراء والضراء: عشر خطوات لبناء علاقة دائمة مع من تحبين»- من هذه المرحلة المحفوفة بالمخاطر، والتي تكثر فيها احتمالات حدوث الطلاق، وترجع ذلك إلى أن الزوجين يعجزان عن التعبير عن مشاعرهما السلبية تجاه الآخر، بالإضافة إلى عجزهما عن حل المشاكل، واتخاذ الحلول الوسطى، في هذه المرحلة التي تجري فيها حرب الإرادة، لا يتوقف الزوجان عن اللوم، والانتقاد.

والمرحلة الثالثة هي مرحلة التعاون، حيثُ يجتاز الأزواج خلالها جروح المرحلة الثانية، وتوصف هذه المرحلة الثالثة بأنها مرحلة استنشاق بعض الهواء المنعش للأزواج الذين عبروا مرحلة الصراعات، والمشاكل بنجاح. وتتحول مواقف الأزواج في هذه المرحلة من المواقف الدفاعية، وردود الأفعال إلى محاولات التصرف بأسلوب يتماشى مع سلوكيات الطرف الآخر.

وتأتي المرحلة الرابعة وهي مرحلة القبول التي يشعر الأزواج فيها بأن الزواج ليس كما تصوروه.

 أما المرحلة الأخيرة فهي المرحلة التي يجني فيها الأزواج ثمار الوقت، والجهد الذي بذلوه من أجل إنجاح علاقتهم الزوجية.

 

[email protected]للتفاعل مع الكاتب