تناقلت وسائل الإعلام التركية باهتمام واضح خبر اعتقال السلطات التركية رجلاً أطلق النار على رأس المتسابقة والمغنية الصغيرة الواعدة الكردية التركية موتلو كايا البالغة من العمر 19 عاماً في محافظة ديار بكر، الواقعة في جنوب شرق تركيا.
وقد خصصت الشرطة التركية فريق تحقيق كامل لمعرفة هويّة الفاعل، وتمّت الاستعانة بهاتفها المحمول لمعرفة أصدقائها القدامى، حيث تمّ التوصل إلى مشتبهين، من بينهم حبيبها السابق الذي أنكر التهمة، نافياً محاولته قتلها، وإن كان النفي لم يحمِه من المطاردة الطويلة في الشوارع والاعتقال.
موتلو كايا كانت قبل أشهر فتاة عادية، قبل أن يحوّلها حلمها بالغناء والنجومية إلى المشاركة ببرنامج اكتشاف المواهب الشهير "SESİ Çok Güzel"، ليكون الطريق إلى الشعبية الواسعة، عبر قناة "فوكس" التركية.
وكان من جملة العوامل التي دعمت موتلو كايا وقوف المغنية والممثلة التركية الشهيرة سيبيل جان الشهيرة عربياً بجيهان إلى جانبها، حيث تبنّت موهبتها وشجّعتها. ويُقال إنّ سيبيل جان رأت نفسها في النجمة الصاعدة، بالإضافة إلى إعجابها بخامة صوتها عندما سمعته لأول مرة، حيث وصفته بالصوت الجميل جداً، معتبرة أنها أمام مشروع نجمة تركية جديدة كبيرة، ما جعلها تعدها بتقديم الدعم الكبير لها بعد تخطّي موتلو بسهولة مرحلة الاختيار النهائيّ، وبعد التفوّق على 9 أصوات جميلة، في طريقها إلى البرنامج الشهير: SESİ Çok Güzel.
وبعد تعرض موتلو كايا للحادث، نشرت المغنية والممثلة الشهيرة سيبيل جان صورتها الخاصّة مع موتلو كايا، في حسابها الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي، وأعربت عن أسفها الشديد للقساوة التي تعرّضت لها موتلو، واصفة إياها بالفتاة الجميلة جداً والموهوبة، متمنية لها الشفاء العاجل، فيما دعت جمهورها للصلاة والدعاء لها بالشفاء العاجل.
وفي تفاصيل الهجوم أنّ مجهولاً أطلق النار على رأس كايا عبر نافذة منزلها، في صباح يوم الإثنين، في الـ18 من مايو/أيار الجاري، وهي تتناول الطعام مع إخوتها.
وترقد كايا حالياً في العناية المركزة، في حالة حرجة جداً، بعد دخولها في غيبوبة. ولا يتوقع الأطباء شفاءها من إصابتها البليغة لكون الإصابة في رأسها تماماً.
وكانت موتلو كايا قبل تعرّضها للهجوم قد تلقت تهديدات كثيرة بالقتل، بعد غنائها في البرنامج الشهير لانتمائها إلى منطقة كردية محافظة جداً في ديار بكر، حيث يرفض أهلها احتراف بناتهنّ الغناء أو التمثيل. وقد حامت الشبهات في البداية حول عائلتها، إلا أنّ والدها محمد كايا أكّد أنّه كأبٍ يُحبّ ابنته جداً، وهو فخور بنجاحها الفني، ويدعو الله بأن يشفيها ويعيدها إليه.
ونشرت بعض وسائل الإعلام خبراً مفاده أنّ الشاب المعتقل كان ضمن ثلاثة مشبوهين، أطلق سراح اثنين منهم، وهو الحبيب السابق لموتلو كايا، وقد مضى على علاقتهما عام ونصف العام، وقد عارض دخولها برنامج اكتشاف المواهب.
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يتّصل بوالدها معبّراً عن حزنه وأسفه
وأبدى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اهتمامه الخاص بالحادث، فاتصل بوالدها محمد كايا هاتفيّاً، وعبّر له عن أسفه البالغ وحزنه على ما أصاب ابنته موتلو كايا، متمنياً لها الشفاء العاجل. وحتى الآن، لم تصدر أيّ علامات تُشير إلى تحسّنها الصحيّ.
جدير بالذكر أنّ المنطقة الكردية التي تنتمي إليها كايا معروفة بتزمتها. وقد يُقدم الشباب هناك على قتل الفتاة، إن تركتهم أو رفضت الزواج بهم أو خالفت الأعراف والتقاليد المتّبعة عند الأكراد.
والحادثة الأخيرة أثارت استياء عدد كبير من نساء تركيا، إذ احتجّت الجمعيات الحقوقية والنسائية على ظاهرة تزايد العنف الممنهج ضد النساء في المجتمع التركي، تحديداً عند مقتل الطالبة الجامعية أوزجي جان أصلان البالغة من العمر 20 عاماً، في فبراير/شباط الفائت، بعد محاولة اغتصابها من قبل سائق باص وابنه ومساعد لهما، أثناء ركوبها الحافلة، في طريق عودتها إلى منزلها. فعمت المظاهرات والاحتجاجات مدناً تركيّة عديدة، من بينها إسطنبول والعاصمة أنقرة.