دبي ـ كندة صبيح
بلغ الهوس بصور "سيلفي" حدوداً لا ضابط لها، حتى باتت تلك الصور تجتاح أوقات الكثيرين بلا حسابات أو تقدير لما يجري من حولهم، وراحت الدراسات النفسية تبحث في الأسباب والمشكلات التي يخلقها ذاك السلوك الغريب.
في هذا الإطار وصل هؤلاء المتسلقون المحبون للمغامرة إلى حد وارتفاع غير عادي لالتقاط صور "سيلفي"، وعلى بعد مئات من الأمتار فوق سطح الأرض، من دون أن يفكروا بتعريض حياتهم، وحريتهم، للخطر بصعودهم مبان ضخمة لالتقاط الصور.
يطلق على تلك المغامرات اسم "الاستكشاف المدني"، والهدف منه العثور على مبان عالية يصعب الوصول إليها في المدينة للتسلق إلى قممها المخيفة الارتفاع. كما يستهدف أصحابها أيضاً أجزاء غير مرئية من المدن لا يراها الناس عادة.
ولا يقتصر الأمر بالنسبة لهؤلاء الباحثين عن الإثارة على إنجاز مهمة صعبة في تسلق المبنى، بل عليهم أيضاً تجنب القبض عليهم من قبل رجال الشرطة.
لكن هذا لم يردع Yaroslav Segeda، البالغ من العمر 23 عاماً، من السفر حول العالم باحاً عن المباني الخطرة لتسلقها. يقول ياروسلاف: "تسلق المباني يمتعني وأحب النظر إلى المدينة من الأعلى، فذلك أكثر جمالاً، إذ أفكر وأنا هناك بجمال الحياة وأتمتع بالمناظر".
التقط ياروسلاف، من كييف في أوكرانيا، إحدى الصورة لصديقه أعلى جسر موسكو في كييف، حيث يقول عنها: "تسلقنا الجسر باستخدام قضبان الفولاذ، وأدخلنا أقدامنا تحت القضبان وصعدنا ورآنا الناس، لكننا كنا محظوظين لأنهم لم يستدعوا الشرطة".
وخشي الاثنان الاعتقال بتهمة التعدي لتسلق كابلات الجسر إلى نحو 380 قدماً، وشرح ياروسلاف قائلاً: "أخاف قليلاً عندما أكون على ارتفاع عال جداً من خطر السقوط، كما أن هناك أيضا فرصة لاتصال الناس بالشرطة وسيتعين علينا شرح ما نقوم به".
في صورة أخرى، التقط ياروسلاف ومجموعة من المستكشفين صورة سيلفي سريعة بعد تسلق رافعة ضخمة في كييف. يقول عن ذلك: "قفزنا من فوق السور وتسللنا بهدوء وغافلنا الحارس في منزل غير مكتمل البناء، وصعدنا إلى الطابق 25 وذهبنا إلى أقصى الحدود بتسلق الرافعة التي كانت صدئة ومخيفة بعض الشيء".
يمارس ياروسلاف التسلق منذ خمس سنوات، وسافر إلى مواقع في جميع أنحاء العالم لتسلق مبان شاهقة الارتفاع بما في ذلك مدينتي هونغ كونغ ودبي.